‏إظهار الرسائل ذات التسميات #نعيشُ_معاً. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات #نعيشُ_معاً. إظهار كافة الرسائل

عندما تنتهي هذه الكارثة هل سنُعيد التفكير بخطط الطوارئ والإطفاء؟


 سلام للاذقيّة، لأهلها وأبطالها وأرضها ومزارعها وأشجارها، عندما تنتهي هذه الكارثة هل سنُعيد التفكير بخطط الطوارئ والإطفاء ونوليها الأهميّة بالمال والعتاد والشجعان؟

ثلاثة قديسين من سوريا للعالم


 ثلاثة قديسين من سوريا للعالم،

الأحد الماضي أعلن في حاضرة الڤاتيكان (المركز الروحي للكنيسة الكاثوليكية في العالم) قداسة مجموعة الرهبان الفرانسيسكانين والدمشقيون الثلاثة.
إعلان القداسة هو أعلى لقب يمنح للأنسان المسيحي تقديرا لتقواه وحسن سيرته وأخلاقه، و تعلن هذه التسمية بعد وفاة الشخص بسنوات وبعد مسيرة طويلة و شاقة من التحري والتأكد من سيرة حياته و السلوك الذي عاشه والأثر الذي خلفه، لتتوج هذه التحقيقات بمنحه لقب قديس في احتفال روحي علني ليكون مثال و قدوة لكل مسيحي العالم.
عبد المعطي وأخويه فرنسيس ورفائيل الدمشقيين الثلاثة الذين استش،.هدو مع الرهبان في ما يسمى (قومة البلد) وهي أحداث بغيضة كريهة حدثت عام 1860 حيث أشتعلت أو أشعلت فتنة طائفية و أعمال شغب بتدخل من دول أجنبية عدة كان لها غايات خبيثة، تحدد بعض الدراسات أن فرنسا كانت على رأسها على خلفية أزمة صناعة الحرير العالمية بمساعدة من الموطفين ومسوؤلي الأمن التابعين للدولة العثمانية، أدت لموجات من العنف والاقتتال الطائفي في جبل لبنان و وصلت إلى دمشق حيث تحولت لأعمال قتل وتنكيل ضد المسيحيين واحراق وسرقة ممتلكات.
تلك المذ،. بحة البشعة التي حفرت عميقاً في ذاكرة مسيحيي دمشق وكل سوريا راح ضحيتها المئات من المسيحيين قتلا وتتنكيلا وأحرقت أعداد كبيرة من البيوت والمحال والأزقة على أيدي متعصبين وخارجين عن القانون، و كان منهم شهداء دمشق الذين قتلو في كنيسة اللاتين في باب توما بعد تعرضهم للتعذ،.يب الجسدي.
شه،. داء الأمس شهود اليوم
اليوم في وقت تعاظم نيران التعصب والطائفية في شرقنا ما تزال الأبواق الخبيثة ذاتها تنفخ بها والأيادي الملطخة ذاتها توقدها، يأتي إعلان القداسة لشه.،داء دمشق لا لنكئ جراح قديمة بل ليقول أنه لا سبيل لنا سوى بالتصالح مع أنفسنا ومع الأخر ومع تاريخنا، التاريخ الذي علينا أن ننظر إليه بتمعن و تعقل لنجيب على اسئلة الحاضر.
الأحداث المشئومة التي سلبت منا أرواح المسابكيين، هي ذاتها التي زكتهم ليصلو للقداسة. الأحداث التي جرت على أيدي متعصبين جهلة هي ذاتها أعطت مثل كثيرة لمسلمين أتقياء قاوموا ودافعوا وحموا المسيحين في تلك المحنة.
يدفعنا اليوم أعلان القداسة لنفكر ملياً بجذورنا وعيشنا الواحد. بالطائفية بالعنصرية و بالفتنة. بوطن واحد قدرنا أن نبنيه بكل عناصره.
فخر لكل سوري إعلان شه.،داء دمشق قديسون عالميون!
جورج زيربه

الدليل الوطني للدعم النفسي الاجتماعي

الدليل الوطني للدعم النفسي الاجتماعي
بالتنسيق والتعاون بين الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان ورئاسة جامعة البعث وإشارة إلى التدريبات على دليل الدعم النفسي الاجتماعي التي تمت على مرحلتين لطلاب الدراسات العليا في كلية التربية تم إدراج الدليل ضمن الخطة الدرسية لبعض المقررات العملية في قسمي الإرشاد وعلم النفس، نظراً لشمولية الدليل من الناحية التقنية والتطبيقية في تمكين الطلاب بتنفيذه لاحقاً، خاصة أن الدليل المعد من قبل الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان ومنظمة اليونيسيف هو الدليل الأكثر اتساقاً مع المجتمع السوري وفئاته وهو الدليل الوطني المعتمد والموحد.

عن التجاوب الحكومي الخدمي مع مستجدات الاقليم


 عن التجاوب الحكومي الخدمي مع مستجدات الاقليم

علينا أن نُصدر من مجلس الوزراء في سورية قراراً جديداً يتضمن وقف العمل حتى إشعار آخر دون تحديد مدة زمنية جديدة (أسابيع أو أشهر معدودات) لأننا سنضطر على الدوام إلى التمديد مع عدو لا يفهم إلا الدماء طريقاً
هذا الأمر الذي يدعم تخفيف الأعباء عن لبنان على المستوى الإنساني والصحي والخدمي ويقلص من مخاطر استهداف الأطفال والنساء والمسنين وكل حالة خاصة ترغب بالعودة إلى وطنها أو اللجوء إلى سوريا
كما يجب أن تتوجه لجنة رقابية مفاجئة من وزارة النقل أو حتى بإيفاد مجموعة مكلفة على الدوام وبالتناوب ومهمتها تتمثل بمنع استغلال عودة النازحين السوريين أو الوافدين اللبنانيين في الوصول إلى مراكز المدن عبر النقل الجماعي أو الخاص بمبالغ كبيرة تزيد عن الربح المعقول في الأسابيع التي سبقت هذه الموجة من النزوح واللجوء والعودة إلى البلاد.
كما تحركت وزارة التربية والصحة والاتصالات ، يمكن التنسيق لتحريك وزارة النقل لأداء مهامها في خدمة أهلنا، ولا أعرف فيما إذا كان ممكناً التجاوب مع الحالة الاستثنائية لقبول الطلاب الذين عادوا إلى وطنهم وكان يفترض أن يتقدموا إلى الجامعات في لبنان من أجل استصدار مفاضلة استثنائية خاصة بهم من حيث إعادة فتح التسجيل على مفاضلة السوري غير المقيم لاسيما أن نتائجها لم تصدر بعد من الوزارة أو اعتبار شهاداتهم معادلة للشهادة السورية أصولاً لقبولهم في التسجيل العام والموازي
أن عودة أكثر من ربع مليون سوري خلال أسبوع تعني أن نسبة جيدة منهم في التعليم الجامعي على اختلاف مراحله (الإجازة ـ التخصص والدبلوم - الماجستير - الدكتوراه) وهذه النسبة ستزيد إلى الضعف وفق مسار الاحصاء الحالي خلال وقت قصير
كما يمكن أن يتم خفض تكلفة التعليم الجامعي بنسبة معقولة على اللبنانيين الوافدين حصراً منذ الأسبوع الثاني من أيلول وما يليه وبما يحقق المصلحة العامة ومراعاة للظروف الاقتصادية والإنسانية في لبنان
وعي الحرب هو أن نتجاوب مع الأزمة الإنسانية كما نريد أن يتم التجاوب معنا في دول الشتات السوري
ربما يكون التجاوب مختلفاً لمن هم أقرب إلى الحدث في مراكز الايواء واللجوء، دعونا نتشارك ونشير لتقليل الأخطاء بشكل مبكر قبيل أن تتراكم أو تتعقد
* الصورة قيمة الرسوم الجامعية للجامعات العامة في مفاضلة العرب والأجانب.
حسين حميدي

أهالي مجدل شمس لم ولن يُغيّروا بوصلتهم


 الرحمة لأرواح أطفالنا الضحايا في مجدل شمس والصبر لعائلاتهم، ماتفعلهُ اس.رائ..يل في غ..زة وجنوب لبنان كلّ يوم فعلتهُ في الجولان بالأمس، أهالي مجدل شمس لم ولن يُغيّروا بوصلتهم

الرئيس الايراني الجديد، يكتب مقالاً يُخاطب به المنطقة معاً لبناء منطقةٍ قويّةٍ ومزدهرة


 الرئيس الايراني الجديد، يكتب مقالاً يُخاطب به المنطقة

معاً لبناء منطقةٍ قويّةٍ ومزدهرة
مسعود بزشكيان
في بداية عهدي رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبعدما منحني الشعب صوتَه، أودّ أن أخاطب إخواتنا وإخواننا وجيراننا في المنطقة، لكي نخطو معاً على طريق الحوار البنّاء وتعزيز التعاون والتضامن بين شعوب المنطقة و دولها.
تُرشدنا إلى ذلك مبادؤنا السامية المتمثلة في تعاليم القرآن الكريم الخالدة "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا"، و"تعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، وتعليمات الرسول محمد صلى الله عليه وآله الذي قال: "الله الله في جيرانكم"، وكذلك توصيات الإمام علي عليه السلام، حيث قال: "سلْ عن الجار قبل الدار".
نحن جميعاً نعيش في جغرافيا واحدة، فعلينا أن نتكاتَف ونتّحد بهدف الوصول إلى الحياة الطيّبة التي تمثّل الهدف السامي للإسلام وجميع الأديان السماوية، ولأجل هيكلة منطقةٍ قويةٍ تعتمد على قوّة المنطق وليس منطق القوّة، وهذا يتطلّب توظيف جميع عناصر القوة الوطنية، وفي مقدّمتها دعم شعوبنا والقوى الحية في الأمة الإسلامية.
لن يُسجّل النجاح لأي خطّة منفصلة في المنطقة، ولن يتحقّق الإزدهار والتقدّم ما لم نحقّق الإنسجام في منطقتنا، وما لم نتعاوَن لأجل مستقبلٍ مشرقٍ، إن استغلال النعم الإلهية والموقع الجيوسياسي ـ الإستثنائي لمنطقتنا على نحوٍ صحيح، يدفع بها إلى التقدّم والنمو والإزدهار.
لا شكّ أن الحوار العميق والبنّاء والهادف لتأسيس التعاون على مختلف الأصعدة والمجالات هو السبيل الوحيد لاجتياز التحدّيات والاضطرابات الراهنة، ومن شأن هذا السبيل أن يحقق الاستقرار والأمن المستداميْن، ويتيح لشعوب المنطقة الإستفادة من مواهبها وثرواتها.
في بداية عملي رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولأجل تحقيق هذا الهدف المنشود، أمدّ يد الصداقة والأخوّة إلى جميع الجيران ودول المنطقة لإطلاق حركةٍ حقيقيةٍ وجادّة في مسيرة التعاون، حيث لإيران وجيرانها العرب والمسلمين مواقف ومصالح مشتركة في كثيرٍ من القضايا الدولية والإقليمية، فنحن جميعاً نرفض احتكار قوى محدّدة ومعيّنة قرارات العالم، كما نرفض تقسيم العالم والإستقطاب على أساس مصالح القوى العظمى.
كلنا يطالب بقبول التنوّع الثقافي ورفع التمييز، واحترام القيم الدينية للمسلمين في المجتمعات الأخرى وفي المؤسسات الحقوقية والدولية، وجميعُنا لديه مسؤوليات ومصالح مشتركة للتغلّب على الإسلاموفوبيا.
جرح فلسطين النازف قضيتنا جميعاً، وعلاجه قضيتنا أيضاً. وهنا إذ تحيّي الجمهورية الاسلامية الإيرانية الصمود الأسطوري للشعب والمقاومة الفلسطينيية في غزّة بوجه العدوان الوحشي للمحتل الصه.ي ،ون ي، فإنها تؤكّد إيمانها بأن الأمن والإستقرار في المنطقة لن يتحقّقا إلا بالاعتراف بحقّ الشعب الفلسطيني في ممارسة المقاومة الشاملة سبيلا للتحرّر من الاحتلال، وتأمين حقوقه الطبيعية والبديهية، وخصوصا الاستقلال وحقّ تقرير المصير وإنهاء الاحتلال والتمييز العنصري والإبادة الجماعية وإرهاب الدولة الصه.ي ،ون ية.
إننا نؤكّد على أن الإرهاب والتطرّف يسبّبان آلاما مشتركة للجميع، وهذا يستدعي العلاج الجذري والتعاون المشترك بيننا، وذلك كله يوجِب إنهاء الصراعات العسكرية بين دول المنطقة على أساس الحقّ والعدل والحقوق المشروعة للشعوب، وكذلك إنهاء الأزمات الداخلية عبر تبنّي حلول سلمية، فالكيان الصهيوني المحتل والقوى الأجنبية وحدهما المستفيدان من استمرار الأزمات والصراعات الداخلية في المنطقة.
إن شعوب المنطقة تستحقّ أن تحظى بالتنمية الاقتصادية والرخاء الاجتماعي، فعلى الحكومات مساعدة بعضها بعضاً لأجل الإزدهار والتقدّم. وهنا أعلن استعداد إيران للمشاركة في مشاريع التنمية الاقتصادية وتنمية البنى العمرانية وممرّات النقل بين دول الجوار، كما أنها مستعدّةٌ أيضا لإشراك هذه الدول في ممرّي "الشمال ـ الجنوب" و"الشرق ـ الغرب" داخل أراضيها.
إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر قوّةَ جيرانها قوّةً لها، وترى أنه لا ينبغي أن يعزّز الجيران قدراتهم على حساب الآخرين، فالأولوية القصوى للسياسة الخارجية الإيرانية هي توسيع التعاون مع الجيران، وستسعى الحكومة الجديدة جاهدةً إلى الحفاظ على توجّه الحكومة الحالية في توطيد العلاقات مع الدول الجارة، وستعمل على الإرتقاء بالعلاقات الثنائية معها على أساس الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية ووحدة أراضي الدول، إذا ما أبدت دول المنطقة تعاوناً نشيطاً وثنائياً.
يشكّل السلاح النووي للكيان الصهيوني تهديداً للمنطقة والسلام والأمن الدوليين، وهو ما يفرض على دول المنطقة والعالم التعاون لأجل شرق أوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل. كما يتطلب السلام والإستقرار المستدامان في منطقة الخليج الفارسي التصدّي للتهديدات المختلفة، وإنشاء نظام تعاون وأمن جماعي بين الدول المتجاورة.
إلى ذلك أيضا، تستدعي إدارة فترة اضطراب ومرحلة انتقالية للنظام الدولي مبادراتٍ تهدف إلى التعاضد الإقليمي والتغلب على التطرّف في المنطقة وغطرسة القوى الدولية. وفي هذا الإطار، يمكن للدول العربية والإٍسلامية، بتمسّكها بقيمها الثقافية واهتدائها بالتعاليم الإسلامية السلمية والسمحة، أن تكون طرفاً أساسياً في الحوارات والجهود الدولية لإشاعة السلام والاستقرار الدوليين.
10/07/2024 العربي الجديد

كل ما كان يجب أن يصل من الأسلحة عبر سورية وصل.. السيد


 كل ما كان يجب أن يصل من الأسلحة عبر سورية وصل.. السيد

في تلك البقعة من العالم، حيث يتغير كل العالم ما بين رفح والليطاني ثمة عنصر مُغيب.
في وسط كل ما يفعله مقامون من تحدّي لكل معادلات العالم السياسية والعسكرية يصل ارتداده لأروقة البيت الأبيض وعواصم العالم وجامعات الولايات المتحدة وكل تجمعات الأحرار في كل مكان ،هناك من يراقب بصمت و ربما بمرار و غصة.
لا توجد كلمات تصف ما يفعله مقاتلون في رفح وغزة وكل بقعة من ذلك الجحيم من تغير للعالم.. ولا تعابير توفي ما يفعله مقاومون في جنوب لبنان من ردع و رعب لجيش الإحتلال!
ينصرهم رجال في اليمن والعراق وخلفهم تقف قوة إقليمية فرضت نفسها كأحد اللاعبين الأساسين في العالم و الشرق الأوسط القادم..
يُراقب السوريون بصمت وشعور بالأسى كيف تفرض اللحظة والضرورات أن يغيب اسم بلدهم عن هذا المشهد.
ويفشل الإعلام السوري بكل أسف أن يحكي للسوريين أنهم ليسو فقط شركاء ولكنهم صانعين أساسيين لهذا المشهد الذي يبدو ويتمدد منذ 7 تشرين الأول 2023..
يحتاج السوريون لأن يرددو لأنفسهم أولا وليسمع الآخرون ثانياً أنّ كل ما دفعوه من أثمان باهظة لم تكن عبثاً ولم تكن هباء..
ربما هذا جزء من آلية التعافي (!) حيث كل ما عانوه كان قربانا لتبدو المقا.و.مة كما تبدو اليوم بكُلّ قوّة وتحدّي وعزيمة..
سورية الدولة والناس كانت دوماً على الجانب الصحيح من المعادلة، السوريون الذين لم يضيعو البوصلة للحظة والذين ضحوا باولادهم وفقدوا أبائهم كانو وعلى طول الوقت ينصرون الحق بشكل مجرد ..
لم يضلو أبداً، رُبّما يقفون اليوم في الظل مُنهكين ومُتعبين صامتين ولكنهم صُنّاع ماحدث ويحدُث وسيحدُث
جورج زيربة

اللاجئون السوريون في دول الجوار: من يريد؟ ومن يستطيع؟


 اللاجئون السوريون في دول الجوار: من يريد؟ ومن يستطيع؟

الأطراف المهتمة بقضية اللاجئين السوريين إما تريد ولا تستطيع، أو تستطيع ولا تريد، أو لا تستطيع ولا تريد، ولا يوجد من يريد ويستطيع! فما العمل؟
بجملة واحدة وقاسية، وبلا مقدمات: ليس هناك حل في المدى المنظور لقضية اللاجئين السوريين في دول الجوار، بل وربما ليس في المدى المتوسط أيضًا!
شأنها شأن قضية المعتقلين والمختطفين والمغيبين قسريًا، تشكّل قضية اللاجئين بؤرة جوهرية في الأزمة السورية المتفاقمة. القضية حقوقية دون أدنى شك وترتبط بحيوات أناس في مخيمات لا تصلح إلا لصور في المجلات والصحف!
والقضية إنسانية مرتبطة بأجيال وُلدت وكبرت في أماكن لا تعليم فيها ولا صحة، غير أن السياسة تجب كل ما سبق!
فقرار العودة الطوعية والكريمة والآمنة قرار سياسي أولًا وأخيرًا، برغم كل ما ينطوي عليه من أبعاد حقوقية وإنسانية. وأنا أزعم هنا أن القرار السياسي لم يؤخذ بعد، ولا يبدو أنه سيؤخذ قريبًا. لماذا؟ لأن هناك واقعًا سياسيًا، علينا أن نتفحصه بعناية.
بداية، ما مصلحة السلطة السورية بعودة ملايين اللاجئين إليها؟ وكيف توفر إطارًا لعودة مليون أو مليون ونصف مليون لاجئ من لبنان، وهي ترى في الأمر تهديدًا (قل تحدّيًا إن شئت تلطيف الأمر) سياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا لها؟ فاللاجئون في معظمهم ينتمون إلى بيئات شكلت تحديًا سياسيًّا، بل وعسكريًّا للسلطة السورية، بما يعنيه هذا من أن بعض (وربما معظم) العائدين يحمل إرثًا مُعارضًا لا يمكن للسلطة في دمشق أن تتعامل معه.
ثم كيف تتعامل حكومة دمشق مع العبء الاقتصادي الناجم عن العودة المنشودة، وهي تنوء بأعباء من يسكن في مناطق سيطرتها، واقتصادها يئن تحت صخرة الفساد ووطأة "قانون قيصر"؟
زد على ذلك أن اللاجئين سيعودون إلى بيوت مدمرة، أو إلى بيوت يقطنها آخرون، فكيف ستتعامل السلطة مع التوترات الاجتماعية المحتملة عندما يصطدم الساكنون القدامى مع الساكنين الجدد؟ أخذًا في الاعتبار أننا تتحدث عن مجتمعات باتت هوياتها متباينة ولا يعرف بعضها بعضًا. إذًا، فعلى الأرجح السلطة في دمشق لا تريد، ولا تستطيع.
أما إقليميًا، فالأمر أكثر تعقيدًا. وجود السوريين في تركيا مقلق لأنقرة، فهو تحدّ اقتصادي، وهو تحدّ اجتماعي قد يكون أشد وطأة. فتوزع ملايين السوريين على حدودها الجنوبية يعني مع السنين زيادة الأقلية العربية، مع ما يعنيه هذا من تعميق توترات اجتماعية وهوياتية قائمة حاليًا، ومرشحة للتفاقم مستقبلًا.
لكن أنقرة تدرك أن إعادة اللاجئين إلى مناطق سيطرة المعارضة مستحيلة، في ظل عدم قدرة البنية التحتية هناك على استيعاب الملايين، ما يرشّح لانفجارات محتملة في هذه المناطق، ستصل شظاياها حكمًا إلى تركيا. بالتأكيد تريد أنقرة حزامًا عربيًّا على حدودها الجنوبية، لكنها تريد حزامًا مستقرًّا، لا قنبلة موقوتة!
أما إيران، فهي مهتمة بوضع اللاجئين في لبنان، وباحتمالات التغيير الديموغرافي التي ستهدد حليفها الأبرز في حال توطين السوريين في لبنان، ناهيك عن أزمة اللاجئين الفلسطينيين المزمنة فيه. لكنها تدرك أيضًا أن عودتهم تمثل تحديًا كبيرًا لحليفها في دمشق، سيرتب عليه، وربما عليها أيضًا، أعباء سياسية واقتصادية لا تقوى على حملها الآن.
العرب من ناحيتهم، وعلى العكس من إيران، يدركون أن وجود السوريين في لبنان وتركيا أزمة لمنافسين إقليميين. أما وجودهم في الأردن، فلا يشكل فعليًا أي أزمة، لأن اللاجئ السوري في الأردن مصدر اقتصادي مهم، ومعادل ديموغرافي للفلسطينيين، ونموذج اجتماعي مشابه للنموذج في الأردن. ربما كان العرب يستطيعون بقوتهم المالية الدفع نحو العودة الفعلية، لكن لا يريدون؟
أخيرًا، يبدو جليًّا أن لبنان يريد بقوة عودة اللاجئين. وفي حقيقة الأمر ينسحب هذا على جميع القوى السياسية دون استثناء. غير أن لبنان، وجميع القوى السياسية فيه، غير قادرين، ليبقى لبنان اللاعب الأكثر تأثرًا والأكثر رغبة بعودة اللاجئين، لكنه في الوقت نفسه الأضعف في المشهد.
دوليًّا، يبدو الاتحاد الأوروبي الأكثر اهتمامًا مقارنة بروسيا والولايات المتحدة والصين، واهتمامه مرشح للتزايد بعد نتائج الانتخابات الأخيرة التي شهدت صعودًا كبيرًا لليمين، إلى حد سيهدد فكرة الاتحاد الأوروبي برمتها. لكن الاتحاد بحاجة إلى قوة سياسية لإقناع السلطة في دمشق بتسهيل عودة اللاجئين، قوة لم يعد يمتلكها اليوم، ولا يبدو أنه قادر على امتلاكها قريبًا، وخصوصًا فرنسا وألمانيا، اللتين خلقتا واقعًا سيمنعهما من التحدث إلى دمشق، على الأقل من دون توافر حل سياسي يحفظ لهما ماء الوجه، فضلًا عن العوائق القانونية المرتبطة بـ"قانون قيصر" والعقوبات عمومًا.
إذًا، فالأطراف المهتمة بقضية اللاجئين إما تريد ولا تستطيع، أو تستطيع ولا تريد، أو لا تستطيع ولا تريد، ولا يوجد من يريد ويستطيع! فما العمل؟
ينطلق العمل برأيي من التسليم بأن التفكير بقضية اللاجئين وحدها، بمعزل عن سائر القضايا كالعقوبات الاقتصادية، والمعتقلين، والتوافق الإقليمي، والحوار السوري ــــ السوري، نوع من العبث ولا طائل منه. أي يستحيل إيجاد حل جذري لملف اللاجئين قبل وجود حل سياسي ذي معنى.
لكن هذا لا يعني استحالة إيجاد حلول صغيرة موضعية، سواء لتحسين شروط حياة اللاجئين في بلدان اللجوء، أو تحسين ظروف العودة، أو توفير دعم للدول المستضيفة للمساهمة في تحسين شروط حياتهم.
ولا يعني عدم وجود حل سياسي منظور ألا يحصل حوار بين جميع الأطراف في ما يخص اللاجئين (بما في ذلك السلطة في دمشق وسلطات الأمر الواقع في سائر المناطق).
اللاجئون والمعتقلون ضحايا حرب لم تنته بعد، وإن هدأت العمليات العسكرية! ولا حديث عن العودة الآمنة والكريمة والطوعية دون اتفاق سياسي على مستوى الإقليم وعلى مستوى سوريا!
وأما الصراخ هنا وهناك فيبدو في كثير من الحالات متاجرة بحياة لاجئ يريد حياة كريمة ولا يستطيع إليها سبيلًا، لاجئ لا يريده أحد، بما في ذلك البحر!
زيدون الزعبي - موقع أوان

مالذي قلب موقف هذا الشيخ وأتباعه وغيّرهم حتى صار الجيشُ السوري موضعاً لاستهدافهم؟


هذا التقديم من كتاب توثيقي ل700 شهيد (حتى 2014) من محافظة السويداء رحمهم الله، تُرى مالذي قلب موقف هذا الشيخ وأتباعه وغيّرهم حتى صار الجيشُ السوري موضعاً لاستهدافهم؟
*غلاف الكتاب في أول تعليق وصفحات منهُ في ثاني تعليق



 

الفضيلة، الشرف، وخطر النداء السهل!

كتب فواز الشعراني: الفضيلة، الشرف، وخطر النداء السهل!
قبل أيام، أطل المرجع الروحي لطائفة الموحدين الدروز، سماحة الشيخ أمين الصايغ، في كلمة توجَّه فيها إلى عموم أبناء الدروز في مختلف الدول، مهنئًا بحلول أول أيام شهر ذي الحجة إيذانًا ببدء صوم العشر الأولى من الشهر استقبالًا لعيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا وعليكم بكل خير وعافية.
في مستهل الكلمة وبعد الدعاء والتهنئة، طرح الشيخ الصايغ جملة من الأسئلة التي تشغل بال أبناء الطائفة وغيرهم حول المستقبل والمآلات الممكنة للأوضاع الحالية، وكعادته فقد استخدم لغة واعظة عامة وموجهة نحو مجموعة من الأفكار والنقاط الرئيسة، والتي أرى أنه من الضروري لنا ملاحظتها والتنبه لها بشكل خاص ضمن السياق الاجتماعي لدروز سورية.
ففي السؤال عن المستقبل وما ننتظره في قادم الأيام، انطلق من إمكانية صوغ الإجابات انطلاقًا من حقيقة الجذور، وكيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم. فإن أردنا اليوم في سورية أن نجيب بصدق على هذا السؤال، علينا أن نواجه حقيقة المشهد لا ظاهره.
فدروز سورية على مدار القرن الأول من عمرها، ارتكزوا في بعض المراحل على العصبة والرباط الاثني الجامع في كثير من المفاصل التاريخية الدقيقة ضد المستعمر أو المحتل، وتحملوا دفع القدر الأكبر من فاتورة الدم في سبيل السعي والتوجه بانفتاح نحو الشريك الوطني، والسوري الآخر المختلف على امتداد البقعة الجغرافية السورية.
وفي الوقت ذاته حين أصبحت رموز هذه العصبة الدرزية ببناها الاجتماعية والرباط الاثني بخاصيته الدينية عائقًا دون ذلك، لم يتوانى الدروز لحظة في كسر سلطة هذا الرباط والتحرر منه في سبيل اللقاء مع الأخوة السوريين في سائر البلاد. وإن أردنا التحقق من ذلك، فلنراجع أكثر مسار الحراك السياسي والعسكري في جبل العرب منذ بدء الاحتلال الفرنسي لسورية وحتى الاستقلال ومن ثم الجلاء. إذًا فالانفتاح نحو شركاء الوطن بداوفعه المختلفة هو أول معالم حقيقة التجذر الوطني للدروز في سورية، لا التباين أو التمايز عن الآخرين.
وفي ترائي الغاية وصوغ الوسيلة، استشهد سماحة الشيخ فيما أُثر عن أرسطو قوله حول الفضيلة والشرف وأفضليتهما. ولعلَّ في ذكره هذا المثال رسالة مهمة لنا في صوغ عملنا وفعلنا السياسي والاجتماعي. فالفضيلة أفضل من الشرف، وهي ما يجب أن تكون من عندنا في البدء، فمنها ننال الشرف الذي هو ليس من عندنا، بل جزاء يقدم للجماعة أمام الفضيلة.
وفضيلة الدروز السوريين في السابق لا تبتعد كثيرًا عن جوهر الانفتاح نحو الآخر السورري، بل امتدت بنضال وطني طويل لحفظ وحدة واستقلال سورية، وسعيًا لبناء الدولة المواطنية، وتقديم مصلحة المجتمع على الجماعة، وقد قوبل هذا السعي بسعي سوري جامع فيه من الاحتضان والمحبة ما يفي بالشرف. ولعلَّ أحداث عام 1954م، مثال واضح على ذلك.
فلم يحتج الدروز يومها لإطلاق نداء حفظ الكرامة والأرض والوجود لصون شرفهم، بل كان للفعل السياسي السوري الجامع حينها دور أشمل وأوسع لرد الظلم، حينما بدأت المواطنة الوليدة تبدد الهواجس التاريخية للجماعة.
وهنا نعود إلى ما حذَّر منه الشيخ الصايغ حين أسماه بــ(النداء السهل)، الذي قد أصبح عبئًا على نداء الكرامة الذي طالما أطلقه الدروز عبر تاريخهم وفي المواقف الحرجة والصعبة. فهذا (النداء السهل) قد بدأ يهز أسس حصن الرموز الجماعية للدروز، عبر استخدامه لهذه الرموز في كثير من المواضع التي لم تكن ربما بحاجة لكل هذا الحشد والتجييش.
وأخيرًا نعود لنقطة كان قد ذكرها سماحة الشيخ في كلمته التي قد توجه بها قبل عام هجري كامل، والتي دعا فيها إلى إعاد إحياء دور المؤسسات وضرورة حضور دورها الجامع. فبتنا نرى ما لهذا الغياب الخاص بدور المؤسسات من آثار مجتمعية جمَّة عادت على المجتمع بشتات وتشرذم، وشروخ بتنا نلحظها بوضوح ودون عناء.
وخلط الدين بالسياسة بات فخًا يقع به من حذَّر من آثاره سابقًا، فالدين كمتغير حاضر وأساسي في مجتمعاتنا لا يجب إغفاله، لكنه من الخطورة الكبيرة بمكان جعل رموزه أدوات ووسائل للتعبير عن خطاب سياسي حتى لو كان ظاهره برّاقًا وعصريًا. فهنا لم يعد الدِّين لله، فبالتالي بات من الصعب السعي لإعادة الوطن المسلوب للجميع.
وختم سماحة الشيخ بتوجيهه الدعوة لنخب الدروز في مختلف المجتمعات لكي تقوم بدورها الفاعل والذي غابت عنه لسنين، وأرى أنه بات من الضروري بمكان تواجد هذه النخب على خارطة المشهد، تواجدًا مسؤولًا، بدور نزيه، وصيغة معقلنة تعيد لنا محاولة المأسسة الغائبة عن ثقافتنا لزمن طويل، وبالتالي فرصة مهمة لإعادة صوغ الهوية المعروفية الوطنية.
شكر الله سعي سماحة الشيخ الذي يكاد لا يفوت فرصة لتأدية دوره المهم المعبّر بحق عن تسميته (المرجع الروحي). إلّا أننا لابد من التأكد من أنه؛ لن تبلغنا خطبة دينية منتهى الرفاه، ولن نبني أوطاننا بمقالة هنا أو خطاب برَّاق هناك، ولن ترد المظالم صرخاتنا على أهمية وجودها وجسارة أصحابها، فالعمل المنظم والممأسس في إطار وطني جامع، وابتعادنا عن اعتقادات البراغماتية السياسية، واختزال فهم السياسة بقراءة المجتمع السياسي فحسب، والنهوض بالمجتمع عبر إعادة تعريفنا وفهمنا له فهمًا صريحًا دون أدلجة أو مواقف مسبقة أو خلط للأوراق، واحترام أدوار أبنائه ونخبه دون إقصاء هو ما يعيد لنا فتح باب التقدم والسعي المواطني الحقيقي الحافظ لحرية الأفراد وخصوصية الجماعات ومنظومة القيم من أجل تقدم المجتمع.
فواز نمر الشعراني
*الصورة: مقام الخضر في الجامع الأموي بدمشق.