‏إظهار الرسائل ذات التسميات #لنا_الغدُ. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات #لنا_الغدُ. إظهار كافة الرسائل

الطالب حاتم تركاوي من حماه 📚 بطل تحدّي القراءة العربي 2024


 الطالب حاتم تركاوي من حماه

📚 بطل تحدّي القراءة العربي 2024
بالمناصفة مع السعودية وفلسط،ين وذلك في نهائيات مسابقة تحدي القراءة العربي التي أعلنت اليوم من الامارات العربية المتحدة

إليكم هذا الحلّ الذي قد لايعرفُهُ الكثيرون! المنصة التربويّة


 إليكم هذا الحلّ الذي قد لايعرفُهُ الكثيرون! المنصة التربويّة

قامت وزارة التربية بتسجيل كافة المواد المدرسيّة السورية ولكل المراحل مصوّرة ومشروحة، ونشرتها عبر الانترنت
المُلفت والجميل أنّ مشاهدة هذه الفيديوهات لا تستهلك من باقة الانترنت، حيث هناك اتفاقية بين وزارتي التربية والاتصالات لكي لايُستهلك انترنت من الباقة عند فتح المنصة التربوية.
شاركوا هذا الأمر اللطيف مع الأهالي الذين يشتكي طلابهم من ضعف الأساتذة أو غيابهم، شاركوه مع الطلاب، هذه المنصة موجودة منذ سنوات وهي بديل عن الأساتذة والدروس الخصوصيّة.
*رابط المنصّة:


رحلة عبر الزمن: أربعة متاحف عليكم التفكير بزيارتها أيها اليافعون


 أيها اليافعون واليافعات في دمشق ويفها

🙋🏻‍♂️
رحلة عبر الزمن: أربعة متاحف عليكم التفكير بزيارتها
1- المتحف الزراعي
تجد في هذا المتحف 7 قاعات واسعة تحمل أسماء علماء عرب برعوا في علم النبات والحيوان. استعد لتكتشف مجموعة رائعة من الأدوات الزراعية والأزياء الشعبية والطوابع الزراعية، إلى جانب طيور جارحة وأليفة، حيوانات وأسماك محنطة وفاكهة ونباتات وأزهار تأخذك في رحلة ممتعة إلى التاريخ.
يمكنك زيارته في منطقة الحلبوني يومياً عدا الجمعة والسبت من 08:00 صباحاً حتى 03:00 ظهراً
والدخول مجاني. هاتف المتحف: 2261720
2- المتحف الوطني
هذا المتحف هو كنز يجمع أبرز الآثار السورية المكتشفة خلال القرن العشرين. في حديقته الواسعة، ستتعرف على بعض ما أبدعه الفن السوري على مر العصور. من تابوت أسطورة منيادر في الرستن إلى تمثال الأسد المكتشف في اللاذقية، ولوحات الموزاييك الضخمة المكتشفة في حماة.
يقع المتحف بجوار نهر بردى بين جامعة دمشق والتكية السليمانية. يفتح يومياً عدا الثلاثاء من الساعة 08:00 صباحاً إلى 05:00 مساءاً برسم دخول 2000 ل.س وللطلاب 1000 ل.س. هاتف المتحف: 2219938
3- متحف دمشق التربوي
إذا كنت تبحث عن تجربة استثنائية، ما إن تخطو داخل هذا المتحف حتى تشعر وكأنك في رحلة إلى قلب إفريقيا! حيث يدمج المشهد بين محنطات البيئة الإفريقية والهندية من رؤوس الغزلان وجماجمها إلى أجسام الحيوانات من زرافات وفيلة، والطيور النادرة، والتي توزّعت في أرجاء المكان بشكلٍ إبداعي، بالإضافة إلى مشاهد سينمائية وثائقية في صالة السينما تأخذك في جولة عبر الزمان والمكان.
تجده في منطقة القصور جانب مدرسة عبد القادر أرناؤوط، ويمكنك زيارته مجاناً من 10:00 صباحاً حتى 01:00 ظهراً يومياً عدا الجمعة. هاتف المتحف: 4473857
4- متحف الطب والعلوم عند العرب (البيمارستان النوري)
كان واحداً من أشهر المشافي ومدارس الطب والصيدلة، وقد تعلم فيه كبار الأطباء مثل ابن سينا والزهراوي!!. في هذا المتحف يمكنك التعرّف على الأدوات والأجهزة التي كان يقوم العلماء العرب بواسطتها بمزج ودق وتركيب الأدوية المستخرجة من الأعشاب الطبية بالإضافة إلى مقتنيات لها علاقة بالطب الروحي وأدوات لها علاقة بالشراب والغذاء. هذا المتحف هو بوابة رائعة لاستكشاف التراث الطبي الإسلامي!
يقع إلى الجنوب الغربي من الجامع الأموي في منطقة الحريقة ويفتح بابه للزوار يومياً عدا الثلاثاء من 08:00 صباحاً حتى 07:00 مساءاً برسم دخول 1000 ل.س.
نور الهدى خونده

عشرة أشياء لموسم مدرسي مُنتج! وسيم السخلة

عشرة أشياء لموسم مدرسي مُنتج!
خلال أيام يعود ملايين الطلاب السوريين للانتظام في مدارسهم، وغالباً ما يحملُ هذا الموسم أجواءاً خاصّة بين الطلاب والأهالي والمدرسين والإداريين.
يقضي الُطلاب مع زملائهم في المدرسة وفي الطريق منها وإليها أكثر من الوقت الذي يقضونهُ مع عائلاتهم الصغيرة والكبيرة. في هذا الإنفجار المعرفي والقيمي والأخلاقي والاقتصادي الذي نعيشُه جميعاً، نُشارك عشرة أشياء لموسم مدرسي مُنتج ومُجدي فلا يكونُ مُتعباً ولا كسولاً.
1. أقرب مدرسة، قلّل مصروفات التنقل!
يلجأ كثير من الأهالي لتسجيل أبنائهم في مدارس بعيدة عن أحيائهم، بقصد السمعة والمستوى التعليمي، لكن هذا يولّد مشكلات كثيرة اداريّة واقتصاديّة خصوصاً عبئ نقل الطلاب سواء من خلال حاجة العائلة لمزيد من الوقود لسيارتها أو تخصيص وسائل نقل عامّة لنقل الطلاب، وهذا سيخلق مشكلة نقل لأهالي المنطقة أنفسهم، كما أنّهُ سيُضخّم الأعداد في بعض المدارس ويُقللها في مدارس أخرى، ما يزيد التفاوت والاهتمام التربوي ويُشوّه مستوى التقارب المطلوب بين جميع مدارسنا أينما كانت.
2. دلّلهم في البيت، ليكن تمايزهم علمياً فقط!
جميعنا نرغبُ بتقديم الأفضل للأبناء الطلبة ليُحبّوا المدرسة أكثر ويجتهدوا فيها، لكنّ الصرف الزائد من السندويتشات والمصروف وحتى القرطاسيّة يخلقُ تمايزاً طبقيّاً بين الطلاب غالباً ما يولّد بعض الأخطار على مستوى العلاقات والغيرة والتنمّر والسخرية المتبادلة، المدرسة للجميع وتضمّ طلاباً من مختلف المستويات الإجتماعيّة فلا ضرورة للتنافس حول أجمل حقيبة وأغلى نظارة وساعة وعدد الأقلام الملونة وغيرها، لتكن الاحتياجات معقولة القيمة لمتوسط السوريين.
3. اخدم المدرسة القريبة، إنّها لك ولمحيطك!
قد لاتستطيعُ التربية تأهيل كثير من المدارس بالاحتياجات الأساسيّة لظروف مُتعددة، فما المانعُ من خدمة المدرسة الأقرب إليك بما تُتقنه أنت؟ اذا كُنت كهربائي فلتحاول اصلاح الإنارة، اذا كُنت نجاراً لا بأس بعرض خدماتك لإصلاح المقاعد والأبواب، كذلك إذا كُنتَ سبّاكاً أو حتى رجل أعمال، مالذي يمنعُك من تقديم بطاريات لإنارة المدرسة؟ او الاتفاق مع أهالي الحي لتقديم مجموعة طاقة شمسيّة للمدرسيّة! هل تبدو هذه الأشياء غريبة؟ ربّما! لكنّ بعض السوريين بالفعل قاموا بتطبيقها في مناطق سوريّة مختلفة.
4. تبرّع بوقتك، هل مُنحتَ وقتاً زائداً؟
ليس جميعُ الأساتذة قادرون على أن يكونوا بسويّة تعليميّة عالية، بعضهم درس وتخرّج وعمل في ظروف صعبة، ولابدّ من وجود ضعف في بعض المواد في هذه المدرسة أو تلك، ماذا تنتظر أنت؟ خصّص وقتاً اسبوعياً لأطفالك وأصدقائهم من الجيران والمحيطين، قدّم لهم دروساً في اختصاصك أو دروساً بسيطة في اللغة العربيّة أو الانكليزيّة، بعد أسابيع ستجدهم وقد صاروا قدوة لأصدقائهم واضطرّ مدرسيهم لرفع مستواهم الشخصي وتحسّن مستوى الصف كلّه، علينا تقديم خبراتنا ومعارفنا للآخرين فهذا زكاةُ العلم والمعرفة.
5. الأساتذة هم أهلنا، لندعم مسيرتهم
هناك الآلاف من الأساتذة يعيشون بظروف صعبة، ويُضطرّون للانتقال لمسافات طويلة للوصول إلى المدارس، رواتبهم وتعويضاتهم لا تكفي لشراء شيء، لا بأس أن ندعمهم كما كان السوريون يدعمون الأساتذة المقبلين للتدريس في قراهم، ادعمهم بأي طريقة ممكنة، قد تجد لهُ منزلاً للايجار بسعر رمزي، قد تؤمن له خصماً من بقاليّة الحي، قد توفر له تنظيفاً مجانياً لملابسه في المصبغة، هذه التصرفات ليست معيبة انها اعتماديّة متبادلة، هؤلاء الأساتذة هم المؤثر الأكبر في أبنائكم وفي مستقبلهم.
6. أدّب طفلك، المدرسة ليست ملكهُ وحده
كثيراً ما يلجأ الطلاب لتكسير المقاعد وحفرها، والكتابة على الجدران ونزع الستائر ولوي شفرات المروحة في الصفوف وتكسير النوافذ وخلع الأبواب ونزع الصنابير وغيرها، للأسف هذه الممارسات منتشرة جداً وهي تكلّف مبالغ طائلة وقد لاتتمكن المدارس من اصلاحها لسنوات طويلة، لنعلّم أطفالنا أن يُعاملوا المدرسة ليس كبيتهم الثاني بل كبيتهم الأول، من النظافة إلى الترتيب إلى الحفاظ على المرافق المختلفة والمياه وغيرها، لقد أخطأنا حين كُنّا صغاراً فلماذا لا نُعلّم أطفالنا من أخطائنا؟
7. شارك ما يفيض في منزلك، كتب وقرطاسيّة
اذا كان أطفالك قد صاروا في مراحل تعليمية أعلى فلا شك أنّ لديك في مكان ما في المنزل بعض الكتب والقصص لليافعين، ولديك بعض القرطاسيّة الزائدة والكتب المدرسيّة، فلا بأس بإغناء المكتبة المدرسيّة بكلّ الكتب والقصص التي تحمل قيماً ومعرفةً ومرحاً، ولا بأس بتوزيع القرطاسيّة لديك، هُناك عائلات ستعجزُ عن شراء دفاتر وأقلام، فلا تُقلّل مما لديك، هناك من يحتاجهُ بالفعل، لاتتردد اسأل مكتبة الحي وضع عندها صندوقاً لغير القادرين وقم بتغذية هذا الصندوق، شجّع المغتربين.
8. المدرسة ليست كلّ شيء، اجتهد
أنا هُنا لا أُخاطب الطلاب، بل الأهالي، افتحوا المناهج المدرسيّة وتعلّموا مع أطفالكم، جميعنا نملك أجهزة ذكيّة، ابحثوا عن الموضوعات التي يتناولها المنهاج واقرأوا أكثر لتكونوا جزءاً من حوار ضروري مع أبنائكم، معارفنا صارت قديمة واليوم المناهج فيها قدر عال من التطوير فعلينا أن نعرف ونناقش أبنائنا لكي لاينقطع الحديث معهم، الطلاب يحبون الأهل المثقفين أكثر من الأهل المُهملين، لاعيب في عدم المعرفة، العيب في عدم المحاولة والعيب في قضاء وقت طويل على الreels.
9. اخلق تنافسيّة في عائلتك ومحيطك!
خصّص جائزة شهريّة بسيطة لأبناء عائلتك، ضع موضوعاً لها يتعلق بالمدرسة والالتزام فيها، أعلى علامة في مادة معينة، أكثر دفتر مدرسي مُرتّب ومقروء، أعلى علامة في مسابقة ثقافة من المنهاج (قم بها أنت)، وهكذا اخلق هذه التنافسيّة ولتكن الجوائز رمزيّة وماديّة اذا استطعت، شجّع الأطفال على تقديم الأفضل فلا تكون المدرسة مكاناً للحفظ وترديد المعلومات، بل مساحة نقاش وتعلّم ومتعة وتنافس ليس على أسس طبقيّة ولكن معرفيّة وتعليميّة وقيميّة، ماذا تحتاج لتفعل هذا؟ مجموعة عبر واتساب فقط.
10. شجّع أطفالك على المشاركة العامة!
قُل لأطفالك أن يرشحوا أنفسهم ليكونوا عُرفاء في الصف، هذه المسؤليات الصغيرة تُعلّم أشياء كبيرة، قل لهم أن ينضموا للطلائع وأن يطوروا موهبتهم في مجال يحبونه، لا بدّ أنهم معنيّون بشي ما، اسأل عن التفاصيل، شجعهم على ترشيح أنفسهم لقيادة الوحدة الشبيبيّة منذ الصف السابع إلى الجامعة، سيجعلهم هذا يحملون المسؤليّة ويحققوا انجازات مهمّة ويشاركوا في فعاليات خارج المدرسة وخارج المدينة وفعاليات دوليّة أحياناً، هذه التجارب تفتح لهم فرص عظيمة، بعض الاطفال يُسافرون أكثر من عائلاتهم!
وأنتم، ماذا تُضيفون من خبراتكم فتُشاركون به الآخرين؟ ليشت هُناك حلول فضائيّة لمشكلاتنا الأرضيّة، كما أرى!
وسيم السخلة Waseem Al Sakhleh

 

كيف يُمكن أن نُفسّر انخفاض نسب النجاح بعام 2024 مقارنة بالاعوام السابقة؟


كيف يُمكن أن نُفسّر انخفاض نسب النجاح بعام 2024 مقارنة بالاعوام السابقة؟
يوضح لنا الرسم البياني بالأسفل نسب النجاح في شهادة التعليم الاساسي، يُقارن 7 سنوات من عام 2017 الى عام 2024 :
من عام 2017 إلى 2020، نلاحظ زيادة تدريجية في النسبة من 65,83% للـ 68,65%
أما من عام 2020 إلى 2022، هناك زيادة ملحوظة وكبيرة في النسبة من68,65% للـ 78,62%
في عام 2024، يوجد انخفاض كبير بالنسبة في مقارنة مع العام السابق للـ 66,7!
من التفسيرات المحتملة لسبب الانخفاض, تأثير الأوضاع السياسية, او الاقتصادية متل التدهور الاقتصادي او نقص التمويل الذي يُمكن أن يؤثر على نسب النجاح, او تضرر بالبنى التحتية او نقص الكادر التعليمي الذي من الممكن أن يعطل سير العملية التعليمية.
أيضاً من التفسيرات المحتملة التغييرات بالنظام التعليمي متل تعديل المناهج او طرح سياسة تعليمية جديدة.
ولا ننسى العامل النفسي والدعم الاجتماعي الذي يؤثر على الأداء الاكاديمي.
بالختام, نقول أن نسب النجاح من 2017 للـ 2024 فيها تعقيدات متعددة. و فهم هذه العوامل و التعامل معها
امر ضروري لتحسين جودة التعليم و ضمان مستقبل افضل للطلاب.
برأيكم لماذا تنخفض نسب النجاح؟
هل من أسباب أخرى جوهريّة؟ شاركونا
علي يحيى

أريدهُ طبيباً.. عقدة المجتمع المريض!


أريدهُ طبيباً.. عقدة المجتمع المريض!
مازحتُ صديقتي متقدماً بطلب يد ابنتها المراهقة للزواج، فاشترطت أن يكون العريس طبيباً؛ مما استفز غروري لأصرَّ على أن مكانتي في المجتمع كصحافي قد تتفوق على الأطباء أحياناً لا تضاهيهم فقط، لكنها أكّدت بجديةٍ شرطها أن يكون صهرها طبيباً حصراً.
أعادني ذلك إلى طفولتي؛ يوم فتحتْ جارتنا البسيطة عينيها بعد نجاح عمليتها، وتخيلتْ الطبيب أنا؛ كونه يشبهني كثيراً على حد تعبيرها؛ الأمر ذاته كانت تؤكده معلمة المدرسة والبيئة المحيطة بي؛ كونني كنت أتصدر قائمة المتفوقين في المدرسة، ويعززون رؤيتهم المستقبلية بالنظرية التي تتوارثها الأجيال السورية عن الأطباء، وهي خطهم الذي يشبه تخطيط القلب والذي كنت أتميز به مع بعض الزخارف التي سبقتُ الأطباء باختراعها، حيث شكّل خطي المسماري إلى جانب تحصيلي العلمي المرتفع بذرةً زرعتها تقاليد المجتمع في ذهني بحتمية كوني طبيب المستقبل رغم ميولي الشديدة منذ الطفولة إلى الفن على اختلاف أجناسه، فقد كنتُ أستمع لأغاني القرن الماضي، وأتابع المسرح والدراما بشغفٍ، وأكتب الشعر _اللهم اجعله شعراً_ قبل أن أنهي الأحد عشر عاماً.
كبرتُ على لقب "دكتور" بدلاً من اسمي إلا أنْ تشبع طموحي بتلك البدلة البيضاء، وكبرياء المشي في ممرات المستشفى وطبيبةٍ تشبهني، تحب الأدب مثلي وتحبني، نتزوج ونكوِّن عائلةً تشبهُ عائلة "الفصول الأربعة" بدفئها وثقافتها.
من أكثر العقد التي يعاني منها الأهل في هذه البلاد حتى اليوم هو أن يدخل أحد أبنائهم الفرع الأدبي، ويلوث سمعة الأسرة؛ نعم يلوثها، خاصةً فيما إذا كان الأب مهندساً أو طبيباً.
قال أحد أقاربنا ذات مرة: "من يدرس الفرع الأدبي كأنّه لم يدرس أبداً، هذا الفرع لا يدخله إلا الفاشلين"، درس هذا الرجل الثانوية العلمية، لكنه خرج منها إلى المهن الحرة، كما خرج أبناؤه قبل أن يستطيعوا الحصول على شهادة التعليم الأساسي، هو ذاته كان يسخر مني وأنا طالبٌ في الشهادة الثانوية بفرعها العلمي حين كان يمسكني متلبساً القلم وأنا أكتب الشِعر، كان يرميني بالجنون.
اجتزتُ شهادة الثانوية للفرع العلمي، وأنا أحمل حلم الطب في عيني، لم أفكر قط بالاختصاص، كل ما كان يهمني لقب "دكتور" الذي رافقني طيلة سنواتٍ، خاصةً بعد أن قال لي أحدهم بأنني سأكون شخصاً ذا شأنٍ في المجتمع.
شاءت الأقدار ألا أحصل على مجموعٍ يؤهلني لدخول كلية الطب؛ الأمر الذي أحزنني بدايةً وصدم الجميع، فقررتُ أن أدخل كلية الإعلام تيمناً بفتاةٍ، ونكايةً بمجتمعٍ مريضٍ؛ سرعان ما وجدتها مدرستي المناسبة التي ستصقل موهبتي، وتهذِّب قلمي وتوجهه؛ كي أحقق مشاريعي الفكرية والأدبية.
لم ينتهِ الأمر هنا، مرتْ السنون ودخلتُ الوسط الثقافي، وحصدتُ ورشةً لتعلِّم كتابة السيناريو على يديّ الكاتب حسن سامي يوسف؛ نتيجة فوزي وآخرين بمسابقةٍ أدبيةٍ كان قد أطلقها على مستوى العالم العربي، وحققتُ حلمي بمجالسته والمخرج الليث حجو، دخلتُ حقل العمل الإعلامي، والتقيتُ بالعديد من الشخصيات المهمة، ونلتُ شهاداتٍ لفظيةً من كبار كتّاب وصحافي سورية تشهد بقوة قلمي وفكري جعلتني أمشي مختالاً حتى كادتْ تُطَق عنقي، وما زلتُ أنال حصتي من اللوم ما يكفي لأغادر المجلس مشتاظاً من الغضب كل ما تطرق والداي للماضي وعثراته.
عملتُ قبل دخولي حقل العمل الصحافي بشركاتٍ خاصةٍ، التقيتُ أثناءها بشخصٍ يدرس الطب، استهجنتُ أن يعمل مثلي: "إنَّه طبيب!"، اقتربتُ منه، تحدثتُ إليه كان إنساناً طبيعياً مثلي تماماً، صار صديقاً نتبادل الأفكار والأحلام، يكتب مثلي إلا أنَّه أكثر هدوءاً، وأغزر ثقافةً، زرتُه في بيته لم يكن غريباً، كانت طبيعة حياته مثل حياة أي سوريٍ اليوم، كلُ ما يزيده عنا هو "البرستيج" الذي يفرضه المجتمع باختيار زوجةٍ ذي شأنٍ أو مهنةٍ مرموقةٍ من وجهة نظر المجتمع إلا أنَّ صديقي كان ذكياً إلى الحد الذي جعله يختار حياته التي تناسب وعيه إلى جانب زوجته التي اختارها متحدياً أنماطاً أخرى من العقد الاجتماعية.
تتداول مواقعُ التواصل الاجتماعي نكتةً تسخر فيها من الفتيات الفارغات اللواتي يتباهين بعدد المتقدمين الوهميين لهنَّ؛ ورفضهنّ لهم؛ أصحاب المهن المرموقة الذين لم يتماشوا مع طبيعة حياتهنَّ وأفكارهنَّ في محاولةٍ منهنَّ لجذب الانتباه، ولطالما تصدَّر القائمة الأطباء يليهم المهندسون والضباط، فالمحامون مستبعدين الصحافيين والمعلمين وحتى الممرضين من القائمة إلى جانب بقية المهن التي لا يراها مجتمعنا المريض بال"برستيج" والخلود ذات شأنٍ.
أنجزتُ مع صديقي منذ عامين ونيّف تقريراً صحافياً استطعنا به أن نعيد المياه إلى مجاريها بعد انقطاعها قرابة شهرين عن إحدى المناطق السكنية، أمضينا خلال تصويره ساعاتٍ نطوف الشوارع والحارات، وتعرضنا للمواقف التي يتعرض لها أي صحافيٍ يقوم بواجبه، لكننا لم ننل من التقدير المادي والمعنوي ربع ما ناله طبيب الأسنان من الشكر بعد أنْ استطاع بنصف ساعةٍ _ربما أكثر قليلاً_ أن يسحب لي العصب الفاسد، وينظف أسناني، ويسحب معهم ما يقارب نصف مرتبي الشهري حينها.
أدركتُ بعدها أن عملينا متقاربين؛ تصحيح الخلل، واجتثاث الألم إلا أننا نغوص في الأعماق أكثر إلى الحد الذي يجعله يحصل على أضعاف مرتبنا، ونحن نحصل على أضعاف احتياطي العالم من الخوف، فأيقنتُ أنَّ لوم أهلي بمكانه، خاصةً وأنني أحاول منذ سنينٍ تناول الغداء مع حبيبتي في إحدى المطاعم ذات النجمات القليلة، لكنني لم أستطع حتى اليوم؛ لأنني لستُ طبيباً.
يقول "النبي" جبران خليل جبران في كتابه: "أولادكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم وليس منكم." ، وفي رواية "عندما بكى نيتشه" يقول الطبيب الأميريكي إيرفين يالوم: "إنّ مهمتَكَ كأبٍ تكمنُ في ألّا تُنجب نفسَك، بل أن تُنجب شيئًا أرقى."
لا أعتقد هناكَ أوضح من هذه الرسائل؛ الرسائل التي لن يجد أولئك الآباء وقتاً، أو ربما لن يتنازلوا أصلاً ويقرأوها؛ أولئك الزعماء الصغار الذين يسعون جاهدين بما ورثوه عن آبائهم وأمهاتهم لتصدر محافل القرى والمجالس، الذين قال عنهم محمد الماغوط في مسرحية غربة: ضيعة كلها زعماء؛ من وين بدي جبلك شعب؟!.
حسن يوسف فخّور