منشور لغير المُحزبين، ماذا يجري هذه الأيام؟
علاقة الاستئناس الحزبي بالانتخابات البرلمانيّة
وردنا في المدوّنة خلال الأيام الماضية عدد من الاستفسارات عن معنى الاستئناس الحزبي وعلاقته بانتخابات مجلس الشعب، ولمُشاركة المعلومات وددنا توضيح بعض النقاط الأساسيّة:
-
تحجز الأحزاب الكبرى مواقعها في مجالس النواب من خلال تقديمها قوائم انتخابيّة تضم تحالفات مع أحزاب أخرى أو مستقلين، وتُركز جهودها لتنجح هذه القوائم في كلّ الدوائر الانتخابيّة، في سورية لدينا 14 دائرة انتخابيّة لانتخابات مجلس الشعب وهي عدد المحافظات.
- دأب حزب البعث على تشكيل تحالف (يشغل معظم مقاعده البعث) يُسمى قائمة الوحدة الوطنيّة (الجبهة سابقاً) يحجز من خلاله ثلثي المقاعد في البرلمان تقريباً (هناك استثناءات في بعض الدوائر أكثر أو أقل بحسب كل مرّة).
- لأنّ حزب البعث هو حزب جماهيري فقد درج على انتقاء مُرشحيه من خلال عمليّة تشاوريّة داخليّة (فقط للبعثيين) أطلق عليها الاستئناس الحزبي وتعني مُشاركة القيادات والقواعد الحزبيّة وفق شروط معينة (يتم تعديلها في كلّ انتخابات) في اختيار المُرشحين الأعضاء من حزب البعث.
- عند تقدّم أي مُرشح حزبي بطلب ترشح لمجلس الشعب هو أمام خيارين:
إما ترشيح نفسه بشكل مستقل وقد يلحق هذا السلوك محاسبة حزبيّة داخلية لأنّهُ ملتزم بمنهج ودستور الحزب الذي هو جزء منه. أو ترشيح نفسه كحزبي، وهذا يجعلهُ يتقدم بطلب انسحاب مع طلب الترشيح، فإذا اختارهُ الحزب يمضي في ترشحه والسباق، واذا لم يختاره ينسحب أصولاً من السباق الانتخابي.
- حزب البعث أصدر التعليمات الداخليّة لتشكيل مجتمعات الاستئناس في كل الدوائر ال 14 في سورية، وهذا شأن حزبي داخلي يُحاول من خلاله دمقرطة عمليّة اختيار المرشحي الحزب بعيداً عن استئثار القيادة فقط بهذا الاختيار.
- شكل الاستئناس الحالي هو انتخاب ضعفي العدد (وما دون) الذي سيشارك فيه حزب البعث في الانتخابات البرلمانيّة، في عمليّة الكترونيّة مؤتمتة بالكامل، وهذا سيُلغي الأخطاء والأوراق المرفوضة ويوفر الوقت بشكل كبير.
- تضم مجتمعات الاستئناس (وكانت هذه المرّة موسّعة للغاية) آلاف البعثيين ابتداءاً من قيادات الفرق والشعب والفروع وحتى القيادة المركزيّة، بجسب كلّ دائرة (فرع) وتمّ ضم فروع الجامعات لفرع المحافظة التي توجد فيها.
- الناجحون بالاستئناس الحزبي، سيخضعون لعمليّة انتقاء من القيادة الحزبيّة لاختيار نصفهم فقط ليكونوا في قوائم الحزب، أي عند نجاح أي مُرشح بالاستئناس فإنّ هذا يعني أنّ فرصته في الترشح على قوائم الحزب هي 50% ويخضع هذا لقرار القيادة الحزبيّة.
- لايُشارك المواطنون غير الحزبيون في هذا الاستئناس، ولايُشارك كلّ البعثيون في هذا الاستئناس بل فقط من تنتطبق عليهم شروط مجتمع الاستئناس (الانتخابي) فقد يكونوا قيادات فرق أو مُتممين وأعضاء اللجنة المركزيّة وغيرهم ممن حددتهم تعليمات الاستئناس الحزبي.
- لا يوجد فائدة انتخابيّة من مشاركة الصور لمُرشحي الاستئناس في الإطار العام على وسائل التواصل، لأن المجتمع الناخب محدود بمن تنطبق عليهم الشروط، إلا في مجموعات مُغلقة على مستوى الدوائر (الفروع).
- بعد الاستئناس، سينخفض تلقائياً عدد المرشحين للانتخابات عدّة آلاف نتيجة انسحاب البعثيين غير الناجحين بالاستئناس أولاً وغير المُختارين من قبل القيادة ثانياً من السباق الانتخابي.
- عمليّات الاستئناس هي عمليات داخليّة تجري داخل الأحزاب السياسيّة الأخرى داخل وخارج سورية، لكنها تكتسب هذا الزخم لدور حزب البعث في الحُكم وانتشاره الواسع وعدد أعضاءه الكبير كناخبين في الانتخابات العامة.
- بالمبدأ لا تؤثر عمليّة الاستئناس على ترشّح المستقلين ويُمكن لهم المنافسة على جميع مقاعد البرلمان، حيث يحق لكل ناخب اختيار أو عدم اختيار قائمة الوحدة الوطنيّة أو أحد أعضائها، ويُمكن لهُ اختيار المستقلين فقط.
- يحصل كُل ناخب على ورقة انتخابية فارغة وليس مجبوراً بأي بقوائم جاهزة يوزعها المندوبون خارج المراكز الانتخابيّة أو داخلها.
- تركنا لكم التعليمات الحزبيّة لتشكيل مجتمعات الاستئناس لمرشحي الانتخابات البرلمانيّة 2024 ضمن حزب البعث في التعليقات، للراغبين بزيادة اطلاعهم.
مدونة الشأن العام - سورية