كتب عبد الفتاح عوض: الطريق إلى البرلمان
هل هذه الانتخابات تختلف عن سابقاتها؟
لنطرح السؤال بصيغة أوضح: هل غيرت الكارثة الطويلة التي مرت على سورية خلال السنوات السابقة من نظرتنا وتعاملنا مع الانتخابات سواء في الشكل أم المضمون؟
ورغم إدراكهم أن حظوظ الأغلبية العظمى منهم ضئيلة بحكم العدد المطلوب إلا أن المسألة لا تكلفهم شيئاً.. هي محاولة إن نجحت ففيها مغانم كبيرة، وإن فشلت فليس فيها مغارم من أي نوع اللهم إلا شماتة الجيران.
لكن الإقبال بحد ذاته مؤشر جيد على رغبة الناس بالمشاركة والانخراط بالعمل العام والإحساس باستمرار وجود آمال بمؤسسة البرلمان.
ربما كان على البعث أن يقوم بعملية اختيار مرشحيه قبل انتخابات مجلس الشعب بفترة كافية.
أما إن تحدثنا عن أحزاب أخرى فمن الواضح أن الحياة السياسية السورية فقيرة جداً.
لا أدري إن كان البعث سيشكل قائمة مع أحزاب الجبهة وفي هذا سيحصل هؤلاء على مقاعد في الصالحية بتذاكر مجانية.
لننتقل إلى المستقلين..
ملاحظتان هنا: الأولى أن عددهم محدود، والثانية أن معظمهم رجال أعمال. ولا توجد أسماء عابرة للمجتمع.. لا من مفكرين ولا أصحاب أياد بيضاء.. وأياد بيضاء بكل التعابير المحتملة.
رجال الأعمال يرغبون بشكل عام بجمع ثنائية المال والسلطة، وهي بموضوعية طموح معظم البشر.. ومجلس الشعب ولا غيره يمثل فرصة تكاد تكون الوحيدة التي تؤمن تحقيق هذا الطموح.. حتى إن الأحزاب التي ظهرت في الأزمة كانت فرصة لرجال الأعمال للمساهمة في تشكيلها، لكنهم حتى لم ولن يغامروا على فرص غير تامة النتيجة.
الاستنتاج البسيط… إن انتخابات مجلس الشعب الحالية لا تختلف كثيراً عما سبقها بالشكل ولا بالمضمون، لكنها مهمة في الدلالة على متانة الدولة ومؤسساتها.
لكن المسألة في هذا الموضوع لا تتعلق بالدولة فقط.. بل بالمجتمع الذي جعلت الحرب كل نقائصه تظهر على السطح، ويسعى البعث من خلال تمثيل المرأة وتمثيل تنوع المجتمع لسد الثغرات التي أصبحت واسعة في المجتمع السوري.
الطريق إلى البرلمان لم يتغير.. لهذا علينا ألا نبالغ بتوقعاتنا أن ساكني مبنى الصالحية سيتغيرون.. ربما تتغير الأسماء أو بعضها، لكن غير ذلك لا يوجد ما يكفي من مقدمات قد توحي بنتائج مختلفة.
آخر ما أود الإشارة إليه سريعاً.. أن لرجال الدين في السابق دوراً في دعم المرشحين المستقلين، لكن لم يترشح أحد من المشايخ إلى مجلس الشعب.
الملاحظة الأخيرة هم داعمو الأندية، وخاصة في دمشق، وغالباً رجال أعمال يريدون الاستفادة من الجماهيرية الشعبية للنادي للحصول على تأييد.
لدي صديق كان يقول لي الانتخابات… « لعبة» لعبة ديمقراطية… مهما كانت نتائجها فالبلاد هي التي تربح.
أقوال:
– يكثر الكذب عادةً، قبل الانتخابات وخلال الحرب وبعد الصيد. – أوتو فون بسمارك
– رصيد الديمقراطية الحقيقي ليس في صناديق الانتخابات فحسب، بل في وعي الناس. – جان جاك روسو.
– كن شجاعاً لو خسرت ووديعاً لو انتصرت. – هارفي بينك.
عبد الفتاح عوض
جريدة الوطن السورية
12/06/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق