عشرة أشياء لموسم مدرسي مُنتج!
خلال أيام يعود ملايين الطلاب السوريين للانتظام في مدارسهم، وغالباً ما يحملُ هذا الموسم أجواءاً خاصّة بين الطلاب والأهالي والمدرسين والإداريين.
يقضي الُطلاب مع زملائهم في المدرسة وفي الطريق منها وإليها أكثر من الوقت الذي يقضونهُ مع عائلاتهم الصغيرة والكبيرة. في هذا الإنفجار المعرفي والقيمي والأخلاقي والاقتصادي الذي نعيشُه جميعاً، نُشارك عشرة أشياء لموسم مدرسي مُنتج ومُجدي فلا يكونُ مُتعباً ولا كسولاً.
يلجأ كثير من الأهالي لتسجيل أبنائهم في مدارس بعيدة عن أحيائهم، بقصد السمعة والمستوى التعليمي، لكن هذا يولّد مشكلات كثيرة اداريّة واقتصاديّة خصوصاً عبئ نقل الطلاب سواء من خلال حاجة العائلة لمزيد من الوقود لسيارتها أو تخصيص وسائل نقل عامّة لنقل الطلاب، وهذا سيخلق مشكلة نقل لأهالي المنطقة أنفسهم، كما أنّهُ سيُضخّم الأعداد في بعض المدارس ويُقللها في مدارس أخرى، ما يزيد التفاوت والاهتمام التربوي ويُشوّه مستوى التقارب المطلوب بين جميع مدارسنا أينما كانت.
2. دلّلهم في البيت، ليكن تمايزهم علمياً فقط!
جميعنا نرغبُ بتقديم الأفضل للأبناء الطلبة ليُحبّوا المدرسة أكثر ويجتهدوا فيها، لكنّ الصرف الزائد من السندويتشات والمصروف وحتى القرطاسيّة يخلقُ تمايزاً طبقيّاً بين الطلاب غالباً ما يولّد بعض الأخطار على مستوى العلاقات والغيرة والتنمّر والسخرية المتبادلة، المدرسة للجميع وتضمّ طلاباً من مختلف المستويات الإجتماعيّة فلا ضرورة للتنافس حول أجمل حقيبة وأغلى نظارة وساعة وعدد الأقلام الملونة وغيرها، لتكن الاحتياجات معقولة القيمة لمتوسط السوريين.
3. اخدم المدرسة القريبة، إنّها لك ولمحيطك!
قد لاتستطيعُ التربية تأهيل كثير من المدارس بالاحتياجات الأساسيّة لظروف مُتعددة، فما المانعُ من خدمة المدرسة الأقرب إليك بما تُتقنه أنت؟ اذا كُنت كهربائي فلتحاول اصلاح الإنارة، اذا كُنت نجاراً لا بأس بعرض خدماتك لإصلاح المقاعد والأبواب، كذلك إذا كُنتَ سبّاكاً أو حتى رجل أعمال، مالذي يمنعُك من تقديم بطاريات لإنارة المدرسة؟ او الاتفاق مع أهالي الحي لتقديم مجموعة طاقة شمسيّة للمدرسيّة! هل تبدو هذه الأشياء غريبة؟ ربّما! لكنّ بعض السوريين بالفعل قاموا بتطبيقها في مناطق سوريّة مختلفة.
4. تبرّع بوقتك، هل مُنحتَ وقتاً زائداً؟
ليس جميعُ الأساتذة قادرون على أن يكونوا بسويّة تعليميّة عالية، بعضهم درس وتخرّج وعمل في ظروف صعبة، ولابدّ من وجود ضعف في بعض المواد في هذه المدرسة أو تلك، ماذا تنتظر أنت؟ خصّص وقتاً اسبوعياً لأطفالك وأصدقائهم من الجيران والمحيطين، قدّم لهم دروساً في اختصاصك أو دروساً بسيطة في اللغة العربيّة أو الانكليزيّة، بعد أسابيع ستجدهم وقد صاروا قدوة لأصدقائهم واضطرّ مدرسيهم لرفع مستواهم الشخصي وتحسّن مستوى الصف كلّه، علينا تقديم خبراتنا ومعارفنا للآخرين فهذا زكاةُ العلم والمعرفة.
5. الأساتذة هم أهلنا، لندعم مسيرتهم
هناك الآلاف من الأساتذة يعيشون بظروف صعبة، ويُضطرّون للانتقال لمسافات طويلة للوصول إلى المدارس، رواتبهم وتعويضاتهم لا تكفي لشراء شيء، لا بأس أن ندعمهم كما كان السوريون يدعمون الأساتذة المقبلين للتدريس في قراهم، ادعمهم بأي طريقة ممكنة، قد تجد لهُ منزلاً للايجار بسعر رمزي، قد تؤمن له خصماً من بقاليّة الحي، قد توفر له تنظيفاً مجانياً لملابسه في المصبغة، هذه التصرفات ليست معيبة انها اعتماديّة متبادلة، هؤلاء الأساتذة هم المؤثر الأكبر في أبنائكم وفي مستقبلهم.
6. أدّب طفلك، المدرسة ليست ملكهُ وحده
كثيراً ما يلجأ الطلاب لتكسير المقاعد وحفرها، والكتابة على الجدران ونزع الستائر ولوي شفرات المروحة في الصفوف وتكسير النوافذ وخلع الأبواب ونزع الصنابير وغيرها، للأسف هذه الممارسات منتشرة جداً وهي تكلّف مبالغ طائلة وقد لاتتمكن المدارس من اصلاحها لسنوات طويلة، لنعلّم أطفالنا أن يُعاملوا المدرسة ليس كبيتهم الثاني بل كبيتهم الأول، من النظافة إلى الترتيب إلى الحفاظ على المرافق المختلفة والمياه وغيرها، لقد أخطأنا حين كُنّا صغاراً فلماذا لا نُعلّم أطفالنا من أخطائنا؟
7. شارك ما يفيض في منزلك، كتب وقرطاسيّة
اذا كان أطفالك قد صاروا في مراحل تعليمية أعلى فلا شك أنّ لديك في مكان ما في المنزل بعض الكتب والقصص لليافعين، ولديك بعض القرطاسيّة الزائدة والكتب المدرسيّة، فلا بأس بإغناء المكتبة المدرسيّة بكلّ الكتب والقصص التي تحمل قيماً ومعرفةً ومرحاً، ولا بأس بتوزيع القرطاسيّة لديك، هُناك عائلات ستعجزُ عن شراء دفاتر وأقلام، فلا تُقلّل مما لديك، هناك من يحتاجهُ بالفعل، لاتتردد اسأل مكتبة الحي وضع عندها صندوقاً لغير القادرين وقم بتغذية هذا الصندوق، شجّع المغتربين.
8. المدرسة ليست كلّ شيء، اجتهد
أنا هُنا لا أُخاطب الطلاب، بل الأهالي، افتحوا المناهج المدرسيّة وتعلّموا مع أطفالكم، جميعنا نملك أجهزة ذكيّة، ابحثوا عن الموضوعات التي يتناولها المنهاج واقرأوا أكثر لتكونوا جزءاً من حوار ضروري مع أبنائكم، معارفنا صارت قديمة واليوم المناهج فيها قدر عال من التطوير فعلينا أن نعرف ونناقش أبنائنا لكي لاينقطع الحديث معهم، الطلاب يحبون الأهل المثقفين أكثر من الأهل المُهملين، لاعيب في عدم المعرفة، العيب في عدم المحاولة والعيب في قضاء وقت طويل على الreels.
9. اخلق تنافسيّة في عائلتك ومحيطك!
خصّص جائزة شهريّة بسيطة لأبناء عائلتك، ضع موضوعاً لها يتعلق بالمدرسة والالتزام فيها، أعلى علامة في مادة معينة، أكثر دفتر مدرسي مُرتّب ومقروء، أعلى علامة في مسابقة ثقافة من المنهاج (قم بها أنت)، وهكذا اخلق هذه التنافسيّة ولتكن الجوائز رمزيّة وماديّة اذا استطعت، شجّع الأطفال على تقديم الأفضل فلا تكون المدرسة مكاناً للحفظ وترديد المعلومات، بل مساحة نقاش وتعلّم ومتعة وتنافس ليس على أسس طبقيّة ولكن معرفيّة وتعليميّة وقيميّة، ماذا تحتاج لتفعل هذا؟ مجموعة عبر واتساب فقط.
10. شجّع أطفالك على المشاركة العامة!
قُل لأطفالك أن يرشحوا أنفسهم ليكونوا عُرفاء في الصف، هذه المسؤليات الصغيرة تُعلّم أشياء كبيرة، قل لهم أن ينضموا للطلائع وأن يطوروا موهبتهم في مجال يحبونه، لا بدّ أنهم معنيّون بشي ما، اسأل عن التفاصيل، شجعهم على ترشيح أنفسهم لقيادة الوحدة الشبيبيّة منذ الصف السابع إلى الجامعة، سيجعلهم هذا يحملون المسؤليّة ويحققوا انجازات مهمّة ويشاركوا في فعاليات خارج المدرسة وخارج المدينة وفعاليات دوليّة أحياناً، هذه التجارب تفتح لهم فرص عظيمة، بعض الاطفال يُسافرون أكثر من عائلاتهم!
وأنتم، ماذا تُضيفون من خبراتكم فتُشاركون به الآخرين؟ ليشت هُناك حلول فضائيّة لمشكلاتنا الأرضيّة، كما أرى!
وسيم السخلة Waseem Al Sakhleh
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق