ثلاثة قديسين من سوريا للعالم،
الأحد الماضي أعلن في حاضرة الڤاتيكان (المركز الروحي للكنيسة الكاثوليكية في العالم) قداسة مجموعة الرهبان الفرانسيسكانين والدمشقيون الثلاثة.
إعلان القداسة هو أعلى لقب يمنح للأنسان المسيحي تقديرا لتقواه وحسن سيرته وأخلاقه، و تعلن هذه التسمية بعد وفاة الشخص بسنوات وبعد مسيرة طويلة و شاقة من التحري والتأكد من سيرة حياته و السلوك الذي عاشه والأثر الذي خلفه، لتتوج هذه التحقيقات بمنحه لقب قديس في احتفال روحي علني ليكون مثال و قدوة لكل مسيحي العالم.
عبد المعطي وأخويه فرنسيس ورفائيل الدمشقيين الثلاثة الذين استش،.هدو مع الرهبان في ما يسمى (قومة البلد) وهي أحداث بغيضة كريهة حدثت عام 1860 حيث أشتعلت أو أشعلت فتنة طائفية و أعمال شغب بتدخل من دول أجنبية عدة كان لها غايات خبيثة، تحدد بعض الدراسات أن فرنسا كانت على رأسها على خلفية أزمة صناعة الحرير العالمية بمساعدة من الموطفين ومسوؤلي الأمن التابعين للدولة العثمانية، أدت لموجات من العنف والاقتتال الطائفي في جبل لبنان و وصلت إلى دمشق حيث تحولت لأعمال قتل وتنكيل ضد المسيحيين واحراق وسرقة ممتلكات.
تلك المذ،. بحة البشعة التي حفرت عميقاً في ذاكرة مسيحيي دمشق وكل سوريا راح ضحيتها المئات من المسيحيين قتلا وتتنكيلا وأحرقت أعداد كبيرة من البيوت والمحال والأزقة على أيدي متعصبين وخارجين عن القانون، و كان منهم شهداء دمشق الذين قتلو في كنيسة اللاتين في باب توما بعد تعرضهم للتعذ،.يب الجسدي.
شه،. داء الأمس شهود اليوم
اليوم في وقت تعاظم نيران التعصب والطائفية في شرقنا ما تزال الأبواق الخبيثة ذاتها تنفخ بها والأيادي الملطخة ذاتها توقدها، يأتي إعلان القداسة لشه.،داء دمشق لا لنكئ جراح قديمة بل ليقول أنه لا سبيل لنا سوى بالتصالح مع أنفسنا ومع الأخر ومع تاريخنا، التاريخ الذي علينا أن ننظر إليه بتمعن و تعقل لنجيب على اسئلة الحاضر.
الأحداث المشئومة التي سلبت منا أرواح المسابكيين، هي ذاتها التي زكتهم ليصلو للقداسة. الأحداث التي جرت على أيدي متعصبين جهلة هي ذاتها أعطت مثل كثيرة لمسلمين أتقياء قاوموا ودافعوا وحموا المسيحين في تلك المحنة.
يدفعنا اليوم أعلان القداسة لنفكر ملياً بجذورنا وعيشنا الواحد. بالطائفية بالعنصرية و بالفتنة. بوطن واحد قدرنا أن نبنيه بكل عناصره.
فخر لكل سوري إعلان شه.،داء دمشق قديسون عالميون!
جورج زيربه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق