هل تُصنّع سورية أزياءها؟


 هل تُصنّع سورية أزياءها؟

قد يدفعنا العنوان للتفكير طويلاً، نعم يوجد الكثير من الملابس في الأسواق (على مين يشيل) لكن هل تُصنّع سورية أزياءها هذه الأيام؟
اسوة بالمجال العالمي للأزياء، ومقارنة بالأسماء الشهيرة العالمية والعربية لمصممين الأزياء ودور الأزياء العالمية وتطبيقات التسوق الالكتروني للأزياء السريعة كـ shein .. فسوق الأزياء تقريبا مهمّش او هو غير موجود في سورية..
قد تكثر وتتعدد أسماء مصممين الملابس الراقية فقط كمجال واحد من مجالات الأزياء الكثيرة، والماركات السورية للألبسة الجاهزة قد تكون اقرب لعدد أصابع اليدين، وقد لا تكون على مستوى تسويقي عالمي حتى ضمن السوق المحلي بالرغم من انتشار بعضها في عدّة دول عربيّة.
بالنسبة لمعامل الألبسة فهي لا تستخدم اسمها كعلامة تجارية (براند) في محلات مخصصة لها كما في كل العالم، بل حتّى تصاميمها تراها منسوخة من تصاميم عالمية، وتستخدم طريقة نشر الملابس في السوق في جميع محلات الألبسة، وقد ترى نفس القطعة في اكثر من متجر بأسعار مختلفة او حتى على الأرصفة عند الباعة الجوالة.
قد تكون تجارة وتصنيع الأزياء رابحة في سورية بالنسبة للمصدرين، لكن مازلنا بحاجة لفهم معنى تسويق الأزياء في سوريا على الصعيد العالمي والارتقاء بها كصناعة فنية عالمية وليست فقط كقطع للارتداء والتحصيل المالي.
سورية تاريخيا كانت نقطة وصل هامة لطريق الحرير، وتحتل اقمشة البروكار والحرير والنقش الاغباني والهباري الحريري مكانة بارزة في تاريخها صناعيا وفنيّاً، فلماذا نقف عند صناعة ملابس تجاريّة فقط للمحال التجارية!
علينا اليوم البحث اكثر والتوسع في عالم الأزياء السورية بطرق غير ربحية وتعاونية والبدء في البحث عن دراسات تسويقية وادارية عالمية للأزياء وتدريبها للعاملين في هذا المجال من مصممين وفنيين،
يُمكننا دعم الكفاءات وتقديم منح إنتاجية للمصممين ودور الأزياء ومنح تعليمية للراغبين الجديّين في تصميم الأزياء، ولاننسى الربط مع شراكات عالمية في قطاع الأزياء كالمدارس والمعامل والجمعيات والنقابات الخاصة بمصممي الأزياء، أيضاً تدريب وتأهيل مختصين بإخراج عروض الأزياء وعارضات وعارضي أزياء محترفين.
علينا أيضاً اشراك المصممين في سورية بجميع القطاعات كتصميم ملابس لقطاع الطيران والفرق الرياضية والزمالة مع النجوم المشاهير العرب الفنانين الوافدين الى سورية مع منسقي مظهر تم تأهيلهم وتدريبهم فنيا وتسويقيا.
علينا توثيق تاريخنا السوري الغني بالملابس والاقمشة وافتتاح متاحف لقطع الأزياء القديمة والحديثة المصنوعة في سورية للحفاظ على الإرث المادي للأزياء السورية للأجيال القادمة، كمتحف الميتروبوليتان للأزياء مثلا ..!
اليوم علينا ان ننهض بالقطاع كمصممي أزياء وأصحاب معامل وأيضا كمدارس للأزياء، ليس فقط للحفاظ على الإرث الثقافي والتاريخي، بل لفتح مجال للأسواق العالمية في الدخول الى سورية، وتأهيل ودعم فنانين ومصممين ومن ذوي الخبرات لزيادة الايدي العاملة في القطاع والحد من البطالة والأجور المتدنية وإنتاج اكبر قدر من الاقمشة والملابس بطرق عالمية وأسماء ماركات سورية عالمية.
علي خطاب Ali khattab
مصمم أزياء سوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق