كتب الصحافي معد عيسى: أرصفة للايجار

كتب الصحافي معد عيسى: أرصفة للايجار
يقول المثل “الفقر لا يتعدي على أحد” وهذا الأمر موجود بالحياة ، يعني “بتشوف حدا معتر للآخر ولكن أركيلته ما بتوقف ولا موبايلو”، الكلام طبعاً ليس موجهاً لأشخاص بل موجه لمحافظة دمشق التي لم تترك مكاناً إلا وأعلنته للاستثمار وكان موضوع مواقف السيارات آخر هذه الاستثمارات، وهنا لا أنتقد الاستثمار لأنه خطوة جيدة ومطلوبة ولا سيما موضوع مواقف السيارات الذي أراح الناس من عبارة “محجوز .. أو ملاحقة شرطي المرور،
المقصود بالحديث هو محافظة دمشق التي استثمرت كل شيء ولم تعكس هذه الاستثمارات على المدينة إلا بموضوع “الزفت” حيث تقشط الشوارع في وسط المدينة وتعيد تزفيتها رغم وضعها الجيد وتنسى الأحياء والجور المنتشرة في الشوارع منذ زمن بعيد، الأمر الأكثر “فجوراً” هو بقاء أتوستراد المزة دون إنارة بالطاقة الشمسية رغم أنه معلم من معالم المدينة ورغم عدد الحوادث التي وقعت أثناء عبور الناس للشارع، فهل يعقل أن يبقى هذا الشارع وكل شوارع المدينة دون إنارة؟
الأمر ليس مرتبطاً بموضوع نقص التوليد الكهربائي، الأمر مرتبط بتوجه البلد والعالم كله للطاقات المتجددة، فكيف مع وجود نقص في توليد الكهرباء؟ لا أعتقد أن الأمر مرتبط بتوفر الاعتمادات، وحتى لو كان هناك نقص في التمويل فهي قادرة أن تفرض على المستثمرين الذين احتلوا الأرصفة تركيب إنارة بالطاقات المتجددة أمام هذه الاستثمارات وكذلك بإمكانها أن تفرض على أصحاب المولدات التي خصصتها بمواقع لوضع المولدات بإنارة الشارع الذي تتوضع فيه.
للأسف الحكومة أكثر مَن طالب الناس بالاعتماد على الطاقات المتجددة ولكن جهاتها العامة بعيدة كل البعد عن هذا الأمر وحتى في خططها، والأغرب أن كثيراً من محطات ضخ المياه تم مد خطوط كهرباء خاصة لها لإعفائها من التقنين وبتكاليف كبيرة جداً كان من الأفضل والأوفر والأكثر أماناً تركيب منظومات طاقة شمسية لتغذيتها بالطاقة الكهربائية لأن كميات الكهرباء قليلة جداً وحتى للخطوط العامة المعفاة من التقنين على عكس
الخطوط الذهبية التي يبدو أن بعضها تحول لبيع الكهرباء.
شوارع دمشق وحدائقها وساحاتها ومراكز انطلاقها وأسواق الهال تفتقد لكل الخدمات، دمشق العاصمة تفتقد لهوية بصرية تحد من العشوائية المتجاوزة على القانون والمصالح عليها بنفس القانون.
مدينة دمشق معتمة ليلاً بظلم وظلام القائمين على وحداتها الإدارية، ومن غير المعقول أن ترى بلدات منارة بالكامل بالطاقات المتجددة والعاصمة معتمة وكأنها مدينة منسية.
معد عيسى
*الصورة: مدونة الشأن العام

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق