كتب سامر عوض عن إقفال المسرح القومي في اللاذقية!


 كتب سامر عوض عن إقفال المسرح القومي في اللاذقية!

يتمتع المسرح القومي في اللاذقية بأهمية كبرى، لا يضاهيه فيها أيُّ بناءٍ آخر، فهو مكان جميل يتوسط المدينة، وله في قلوب أهلها عظيم الأثر، هو جزءٌ حقيقي من التراث الشعبي لأهالي المدينة، منذ أن أُشيد على عهد الأمير مصطفى الشهابي، الذي كان محافظاً للاذقية وأصبح لاحقاً رئيساً للمجمع العلمي العربي بدمشق.
يتمتع هذا البناء بتبعية مباشرة للمديرية العامة للمسارح والموسيقا، وله مديرٌ مباشر وهو ضمن ملاك وزارة الثقافة.
إنّ إقفال هذا المكان الجميل لسبب شنيع، وليس هناك من يحرك ساكن، وكأنّ به اتفاق ضمني منذ سبع سنوات لإغلاق أبواب المكان، وصبّ ضغط الحراك الثقافي في المدينة على المركز الثقافي ومكانه بعيد عن التجمع السكاني.
بدل ازدياد عدد النواة الثقافية والفكرية كما هو الأمر بدمشق، يتم إقفال المسرح في اللاذقية.
صاحب هذه الأسطر في شهر رمضان ٢٠٢٢ طلب من شخصية معينة تمويل إعادة تأهيل المكان ليكون في خدمة أهل المدينة، فوافق هو ورفض المعنيون لسبب يجب حله.
هي مشكلة بحاجة لحل جدي جذري، وإغلاق مسرح ليس قرار بل إجراء لكنّ عواقبه كارثية، فبدل التقدم للأمام تتم العودة للوراء.
هي صرخة للمسؤولين عن الملف، وأدّعي أنّي أعرفهم وأثق بهم، ويجب أن يكونوا على قدر من المسؤولية، حيث صدق نابليون (لا مستحيل لصاحب الارادة).
إذا كان هذا الإقفال نتيجة اتفاق، فالمصيبة كبيرة، أمّا إن كان نتيجة إهمال، فالمصيبة أكبر.
سامر عوض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق