البسكليت قبل وبعد الكورونا





دوّن لنا بسام الهواري عن تجربته :
البسكليت قبل وبعد الكورونا

لطالما كانت الدراجة الهوائية (البسكليت) وسيلة حضارية وصديقة للبيئة للتنقل
وتستخدم كوسيلة رئيسية للنقل في العديد من الدول المتقدمة، لا أريد ان أطيل المقدمة لأن الجميع بات يعرفها جيداً.

اذكر عندما كنت أذهب الى جامعتي في منطقة المزة فقد كنت احتاج الى ساعتين ونصف لأن أصل في الباصات أو السرافيس علماً ان المسافة كانت اقل من 3 كيلو متر بين منزلي وبي الجامعة.

وكنت استهلك 50% من مصروفي في ذلك الوقت على المواصلات فقط، الى أن اقترح لي أحدهم باستخدام الدراجة وجدت الفكرة غريبة بعض الشيء لكن بالفعل قمت بالتجربة واستغرقت 15 دقيقة فقط لأصل جامعتي.

قمت بإخبار أصدقائي وقمت بتشجيعهم على التجربة، لم يجد الجميع منهم أن الفكرة قابلة للتطبيق وأخص منهم الاناث، لم يكن المجتمع في ذلك الوقت متقبلا لفكرة مشاهدة فتاة تقود دراجة في الطريق وحدها او ضمن مجموعة.

لكن في ذات العام انطلقت مبادرات عدة سارعتُ أن أكون جزءا منها، استطاعت هذه المبادرات تغيير هذه الصورة لدى المجتمع وجشعت الفتاة على استخدم الدراجة وبات الامر اليوم شبه عادي ان تجد امرأة في الطريق تقود الدراجة في اغلب احياء المدينة.

في ظلّ انتشار وباء كورونا على مستوى العالم وفي سورية توقفت خدمات وسائل النقل بأشكالها وهنالك انقطاع متكرر للوقود وأسعار التنقل عبر وسائل النقل العادية ارتفعت بشكل غير مسبوق منذ بداية الحرب خاصة بعد الارتفاع التدريجي في أسعار الوقود وبظل هذا الوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه
كانت فيه الدراجة هي الحل الأمثل على الأصعدة كافة الاقتصادي والصحي والخدمي معاً، فهي توفر الاف الليرات التي ننفقها على سيارات الأجرة وتوفر ساعات طويلة وتبقينا بعيدين عن التجمعات في وسائل النقل العامة وتذكروا أننا إذا كنّا من مستخدميها بشكل يومي فلا داعي لنفقات الأندية الرياضية لأننا نقوم بالتمارين بشكل يومي.

في الحقيقة مجتمع راكبي الدراجات الهوائية في سورية قليل بعض الشيء مقارنةً بالدول المجاورة، لكن أعداده تتزايد بشكل ملحوظ في الآونة الأخير كحل يلجئ اليه الناس هرباً من أزمات عدة ذكرناها سابقاً، ففي شارع خالد بن الوليد وسط العاصمة تزدحم محال بيع الدراجات بالزبائن، كباراً وصغاراً، شباناً وشابات. وبعيداً عنه في منطقة السادات شرقاً يتجه من يرغب بشراء الدراجات المستعملة الأقل سعراً.

لكن يواجه الدراجين صعوبات عديدة في شوارع المدن، فليس هنالك طرقات خاصة بهم تحميهم من مخاطر الحوادث، وللأسف ليس لدى أغلب سائقي السيارات ثقافة احترام راكبي الدراجات ومراعاتهم
لذلك نأمل في المستقبل أن تلتفت الجهات المعنية لنا وتقوم بإجراءات تحفظ لنا حقوقنا وتحمينا

Bassam ALhawari

*الصورة من الجولة الـ 70 لفريق RoadRide في بدمشق في شباط 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق