الضرائب والتماسك المجتمعي
كتب همام دوبا: الضرائب والتماسك المجتمعي
التماسك المجتمعي هو اعتراف بأطياف متعدّدة في المجتمع الواحد أولاً، أطياف ذات انتمائات عرقية وقومية ودينية وطائفية، تتواجد في جغرافيا واحدة، والتماسك المجتمعي هو تحويل التواجد الجغرافي لهذه الألوان إلى تواجد اجتماعي، أي أن تتشارك هذه الأطياف في ماهو أكثر من الجغرافيا، في العلاقات الاجتماعية وفي الحقوق وفي الواجبات دون الأخذ بالحسبان خلفية الأخر الدينية أو العرقية أو الايديولوجية، أي أن نصوغ وطناً ملوّناً لا يقوم الفرد فيه ببناء أي شيء وفقاً لخلفياته أو خليفات الاخرين.
ومن هنا ينبثق مفهوم المواطنة بشكل جليّ، أي أن نشعر جميعاً بكلّ تعدّداتنا أنَّ ما يجمعنا هو الأهم، هو علاقتنا بالوطن، حيث تسمو هذه العلاقة على أيّ علاقة أخرى، فيصبح من المهم أن نشعر بامتلاكنا جميعاً للوطن، بطرقاته ومستشفياته و أبنيته الحكومية وغير الحكومية وبعلاقاته وقوانينه، أي أن يشعر كلّ مواطن بملكيته للبنى التحتية والبنى الفوقية.
وفي استعراض لرأيي الشخصي _الذي قد يكون صائبا_ فيما يتعلق بالأساليب التي من الممكن أن تُشعر الانسان بملكيته لما سبق، أي إلى شعوره بالمواطنة الكاملة هو أن يشعر دوماً بأنّه ساهم في بناء هذا الوطن، فمن دخله بُنيت تلك المشفى، ومن ماله زفّت هذا الطريق، فتصبح الضرائب( بما يتناسب مع دخل كريم) طريقةً هامّة في إشعار أيّ انسان أنّه ساهم _بصفته جزءاً من مجموع_ في تكلفة الاشياء المحيطة به، ذلك يولّد حرصاً على تلك الاشياء أولاً، والأهم أنّه يولّد تماسكاً مع الأخر أيّاً كان هذا الأخر، بصفته شريكاً ومشاركاً له في هذه الممتلكات العامة، لتزيل تلك الضرائب العادلة كل حواجز الانتمائات الضيّقة، وتبني انتماءاً أكثر اتّساعا ويشمل الجميع.
همام دوبا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق