بالأمان وحده يعود المغربون ؟





بالأمان وحده يعود المغربون ؟

الحرب زادت من معدلات الهجرة بشكل جنوني ولكنها بكل تأكيد لم تكن السبب الأساسي والأولي والوحيد لهذه الهجرات.

فكرة الهجرة عند معظم الشباب ما قبل الأزمة بسنين يسيرة فكرة قائمة ويُعمل بها، الأزمة سرّعت عملية اتخاذ القرار وفقط، إذاً ما نشهد هذه الأيام من الإعلام بأنواعه من دعوات لعودة الشباب السوريين المهاجرين للعودة إلى سوريا استناداً على مؤشر الاستقرار الأمني هي دعوات تنم عن رؤية ضبابية للموقف الشبابي السوري من الهجرة وقلة دراية بالمحرّك الرئيسي لهذه
الهجرات.

لنكن واضحين، الشباب السوري اليوم بعد الانفتاح الرقمي والتكنولوجي الهائل بالسنوات الأخيرة الذي مكنه من الاطلاع على تفاصيل ودقائق الأمور في المجتمعات الأوروبية والمقارنات اليومية التي يُجريها عقل الشاب السوري بين ما يرى عالمياً وما يعيش محلياً أصبح من الصعب جداً اقناعه بأننا مُقبلين على مرحلة يمكننا بها أن نقلب الموازين حضارياً، وخاصة بقلة الثقة الشعبية بالأداء المؤسسي الحكومي الصحي والتعليمي والاقتصادي ... الخ .

يسأل أحدهم : يعني فينا نرجع المغتربين أو لا ؟

الحل المخلّص الكامل لا أملكه ولكن طرف حل القضية موجود، وهو بالتعامل مع هذا الملف من أي طرف وبأي طريقة عدا اعتبار مؤشر الأمن والاستقرار هو بداية الحل ونهايته لإنه وبكل بديهية من المستحيل أن يكون أقصى ما يتمناه المرء ويحصّله من وطنه هو الأمن فقط !

ضياء البصير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق