متى سنتعاطى مع واقع الحال بشكل أكثر جدية و فاعلية؟
كتب ضياء البصير:
الأخطار التي تواجه شأننا العام كثيرة , و لكن أبرز هذه الأخطار و أهمها على الإطلاق هي عدم إيمان الفرد السوري بقدرته على إحداث تغيير ملحوظ في مجتمعه ضمن اختصاصه و هذا ما يؤخر إدراك مشكلاتنا المجتمعية و العمل على حلّها ..
انعدام الثقة و المشاركة هذه تُعزى إلى مواطن اليوم الذي عايَشَ ثمانية سنوات من الأزمة التي جعلته يظن أن أسمى ما يمكن الحصول عليه أو تقديمه هو بعض الأمن و الطعام اللازمين لعيش يوم أخر ..
مع أن كل الشباب و النُخب الثقافية و الأكاديمية و حتى معظم الطبقات العاملة و المنتجة مُجمعة على أننا نواجه مشكلات لا تُعد و لا تُحصى , منها مشكلات اجتماعية و نفسية و اقتصادية و خدمية و حتى فلسفية خلّفتها الحرب و منها مشكلات قديمة تفاقمت بالإهمال المتعمد و غير المتعمد ..
باختصار و خلاصة الخلاصة : علينا كأفراد تغيير التكتيك القديم الذي استخدمناه اضطرارا لا طواعية في سنوات الأزمة لنحافظ على بقائنا كأجساد أولاً ثم على بقائنا بباقي الأصعدة : الاجتماعية و الاقتصادية و التعليمية ... إلخ ، لكن من اليوم علينا التعاطي مع الأزمات و المشكلات الأقل حدة من الصراع و العنف المسلّح بجديّة أكثر و المساهمة في إيجاد الحلول اللازمة لها ...
فهناك الكثير من المشكلات التي باتت تشكّل تهديداً واضحاً و خطيراً جداً على مجتمعنا السوري : كظاهرة التحرش الجنسي و العنف الأسري و التشرد و ظاهرة إدمان اليافعين و الأطفال ... إلخ ..
كثير مننا يعلم أن الأمم المتحدة قد وضعت عام 2015 أجندة التنمية المستدامة ولخّصت هذه المشكلات ب 17 مستوى لتسهّل على جميع الأفراد و المؤسسات الانخراط في العمل و لتشجيعهم على حمل المسؤوليات لترك الأثر الإيجابي بأحد تلك المستويات سواء عبر التطوّع المنظم أو عبر العمل الفردي الطوعي ، إذاً من الضروري أن نوظّف هذه الأجندة لنجعله خطة واضحة للنواحي التي يجب أن نصب كامل جهدنا ضمنها ..
لذلك سيبقى السؤال : نحن " كأفراد " مدركين لحجم المسؤلية الملقاة علينا متى سنتعاطى مع واقع الحال بشكل أكثر جدية و فاعلية دون انتظار الرعاية من التنمية الحكومية و التمويل و التنظيم من المنظمات التطوعية العالمية و المحلية ؟
متى سنُقدّر و نؤمن بطاقاتنا و أفكارنا الفردية التطوعية و قدرتها على التغيير ؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق