السوريين منورين مصر!





كتب علاء كنعان:
كان لا بدَّ أن أشارك رأيي، الذي لطالما احتفظت به لسنوات كثيرة منذُ 2013 معتبراً أن الأمر نسبيّ ولا يجب التعميم؛ وها أنا ذا متمسكاً بهذه القاعدة التي تتبع لقواعد الإحصاء واختيار العينات التي تمثّل المجتمع ككل "الحالات الخاصّة لا تمثل الجميع والبيانات المتطرّفة تُهمل أمام البيانات المتجمّعة حول محور بعيد كل البعد عنها"، ولطالما استذكر في كل مرّة قول الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله في كُتيّب له يَحمل عنوان "الإسلام ومشكلات الشباب"،قائلاً: "المجتمع هو على هيئة الفرد المتكرر فيه" مدرجاً هذه القاعدة لِيَحثَّ الشباب على البدء بالتغيير من نفسهم دون غيرهم.

إلّا أنَّ انتشار العنصريِّة من أحد التيارات الحزبيّة اللبنانيّة تجاه التواجد السوري في لبنان وممارسات عنصريّة فردية ومؤسساتيّة أُخرى، تزامناً مع انتشار هاشتاغ #السوريين_منورين_مصر كأحد أكثر الهاشتاغات تداولاً من قبل المصرييّن على وسائل التواصل الاجتماعيّ، مُبرزين حفاوة تِرحابهم بالتواجد السوريّ في الجمهوريّة العربية المصريّة.
هذه التناقض دعاني للتيقُّن أنَّ الحب لا يُخفى كما الكُره.

أعلم أنَّ العوامل بين البلدين مختلفة كثيراً والأمر يَتبع لمتغّيراتٍ كثيرة، ولكن مُقارَنَتي هنا تتبعُ لعاملٍ (متغيّرٍ) وحيد؛ وهو "أخلاقيّات الفرد نَفْسِه".

برأيكم حسب المعطيات المتوفّرَة، لمَ يتعامل الفرد على اختلاف إنتمائَته مع قضيّة التواجد السوريّ بشكل مختلف ؟!

بينما أفرادٌ يحفَوَن ويؤهلون آخرون يسْخطون وينبِذون والموضوع واحد؟
هل الأمر يتبع لأخلاقيات ومبادئ الفرد دون غيرها، أم تطغى العوامل الأُخرى الإقتصادية منها والسياسيّة على إنسانيّته؟

علاء الدين عبد الوهاب كنعان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق