أخيراً صار لدينا سجل وطني للسرطان في سورية،
كتب د. يزن معمار
منذ أيام احتضنت العاصمة دمشق ورشة التخطيط الاستراتيجي التي أقامها البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان بالتنسيق مع وزارات الصحة والتعليم العالي والدفاع في إطار سعيه لوضع رؤية مستقبلية تطويرية لقطاع السرطان في سورية والذي سيشهد مع بداية العام القادم نقلة نوعية عبر إطلاق السجل الوطني للسرطان في جميع مستشفيات ومراكز علاج الأورام وذلك بعد سلسلة من الورشات التدريبية تلتها فترة إقلاع تجريبي وضمان استكمال كافة الترتيبات اللازمة لبدء العمل به.
يعتبر السجل الوطني للسرطان بمثابة نظام إبلاغ موحد يجري من خلاله رصد وتوثيق كافة حالات السرطان المراجعة للمستشفيات والمراكز فبمجرد إنشاء الملف الطبي الخاص بالمريض يعمل مدخلو البيانات على تسجيل جميع المعطيات اللازمة بشكل مؤتمت ليكون السجل مرجعاً رئيسياً للمعلومات والإحصائيات المتعلقة بمرض ااسرطان ومكوناً جوهرياً في استراتيجية التحكم التي تُعنى بها اللجنة الوطنية وتسعى لتنفيذها عبر برنامجها ذي الأهداف الاستراتيجية الستة بما يسهم بشكل فعال في خفض معدلات الإصابة في سورية.
كانت البداية مع الوقاية الأولية وإطلاق حملات التوعية والكشف المبكر والاستفادة من الخبرات الطبية الوطنية في وضع مرشدات علاجية موحدة وفق أحدث البروتوكولات العالمية ومن ثم السعي لتطوير المرافق العلاجية وتزويدها بأفضل التجهيزات والتقنيات ودعم جهود الطاقات الاجتماعية والجمعيات الأهلية المتخصصة وتحفيز الكوادر العاملة في هذا القطاع بإصدار مراسيم تشريعية خاصة بطبيعة العمل وغيرها من الأمور التشجيعية وصولاً إلى ضرورة إنشاء سجل وطني خاص بالسرطان في سورية كونه:
1- يشكل قاعدة بيانات موثوقة وشاملة حول حالات السرطان، مما يسهل جمع المعلومات المتعلقة بأنواعه،
مراحله، العلاجات المقدمة، والنتائج الصحية.
2- يلعب دوراً حيوياً في تقدير العبء الحالي وتحليل الاتجاهات في مسار انتشار السرطان عبر الزمن، بالإضافة إلى تحديد الأنماط السكانية والعوامل البيئية أو الوراثية المرتبطة بزيادة خطر الإصابة والتنبؤ بالتطورات المستقبلية.
3- يوفر بيانات قيمة للباحثين لدعم الدراسات والأبحاث المتعلقة بالسرطان، مما يسهم في تطوير علاجات نوعية وفهم أفضل للمرض.
4- يعزز الوعي العام حول السرطان من خلال نشر المعلومات الموثوقة وبالتالي تشجيع ثقافة الكشف المبكر وتكريسها .
5- يساعد الحكومة والجهات الصحية المسؤولة في رسم السياسات الرشيدة والاستراتيجيات المناسبة لمكافحة السرطان بناءً على البيانات المستندة إلى الأدلة مما يسهم في توزيع الموارد وتوجيهها بالشكل الأمثل.
يأتي هذا الإنجاز رغماً عن الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد فقد استطاعت الأيادي الوطنية - في إدارة الخدمات الطبية العسكرية وبالتنسيق مع دائرة التحكم بالسرطان- تصميم الواجهة الخاصة ببرنامج السجل ليكون صناعة سورية صرفة وفق أحدث معايير التصنيف الدولي للأمراض ويضيف إلى خطوات البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان ركيزة بالغة الأهمية لخلق أفضل مقومات ممكنة لمواجهة هذا المرض ضمن منظومة تتكامل وتتعزز فيها الجهود العلمية مع التقنية والإنسانية والإدارية والمؤسساتية.
وأنتم هل فكّرتم بدعم البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان، على الأقل بزيادة المعرفة واتخاذ اجراءات الوقاية؟
د. يزن نوفل معمار
مشرف وحدة سجل السرطان في مشفى تشرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق