سورية وسدّ فجوة الرعاية للسرطان


 سورية وسدّ فجوة الرعاية للسرطان

تشكل الاستجابة لاحتياجات مرضى السرطان إحدى التحديات الهامة التي يواجهها النظام الصحي في سورية إذ ليس بخفي على أحد ما يعانيه هذا القطاع من صعوبات في تأمين الأدوية الورمية النوعية واستيراد التجهيزات الطبية والوسائل التشخيصية الحديثة وتأمين المواد المشعة في ظل تزايد ملحوظ لأعداد المصابين وما يشكله ذلك من عبء على المستوى الحكومي والمجتمعي والفردي.
تشير إحصائيات عام 2020 إلى تسبب السرطان بوفاة عشرة ملايين شخص حول العالم ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين بحلول عام 2040 إلى 30 مليون مصاب.
وعلى الرغم من تسارع وتيرة الأبحاث المتعلقة بطرق التشخيص والعلاج والتطورات الهائلة التي دخلت في خدمة مرضى البلدان المتقدمة إلا أن هناك الكثير من العوائق التي تحول دون حصول مرضى البلدان النامية على الرعاية المناسبة.
يمكن القول أن سورية ورغم الحرب قد ذهبت بخطوات جدية في هذا المجال عبر إحداث اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان واعتماد الخطة التي عرفت لاحقاً باسم البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان إذ تسعى من خلاله إلى تحقيق أهدافها في:
- تعزيز الشراكات الاستراتيجية والفعالية التشغيلية
-إنقاص نسب الحدوث من خلال الوقاية الأولية
-ضمان تطبيق برامج المسح والكشف المبكر والتشخيص والعلاج الفعال لإنقاص معدلات المصافة والوفيات
-تحسين جودة حياة مرضى السرطان وعائلاتهم من خلال التأهيل والعلاج الملطف
ويجري الآن العمل على إعداد السجل الوطني للسرطان بهدف تحديد معدلات الإصابة وتوجيه السياسات الصحية وإجراء الأبحاث حول أسباب الزيادة وسبل الوقاية لكن نجاح البرنامج في الوصول إلى جميع ما سبق مرتبط بشكل وثيق بالحاضنة المجتمعية إذ ينبغي أن نكون كأفراد شركاء في التأسيس لمستقبل خال من السرطان وذلك عبر أربع مسارات مؤثرة:
أولاً: تحدث بصوت عالي
لا يكفي أن تمتلك ثقافة الكشف المبكر أو تكون على دراية واطلاع بطرق الفحص الذاتي ووسائل الوقاية بل الأفضل أن تكون جزءاً من حلقات التوعية في محيطك.
ثانياً: ساهم
إن كنت ممن لديهم الشغف والقدرة على التطوع مع الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بمرضى السرطان وتقدم لهم كل أشكال الدعم فلا تفوت تلك الفرصة التي ستترك فيك أثراً إيجابياً على الصعيد المهني والشخصي.
ثالثاً: بادر
إن كانت لديك القدرة الإبداعية على خلق الأفكار وطرح المبادرات لحشد الدعم لقضية السرطان فثق أن هناك من يود أن يشاركك وتصنعان فرقاً.
رابعاً: شارك
استخدم مدونتك أو حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة المعلومات الطبية الرصينة والإشارة إلى الشائعات المغلوطة حول مرض السرطان.
خامساً: ادعم
إذا كنت قادراً على التبرع أو المشاركة في الفعاليات كالسباقات والحفلات والمعارض والأسواق التي يذهب ريعها لدعم مرضى السرطان أو الأبحاث العلاجية الخاصة بهم.
يذكر أن اليوم العالمي للسرطان يصادف سنوياً في الرابع من شباط بمبادرة من الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان وقد اختار شعاره لهذا العام (معاً لسد الفجوة في رعاية مرضى السرطان).
د. يزن معمار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق