ممتاز البحرة أيقونات سورية
يعد من أهم فناني خيال الطفولة المدرسية، ومن أهم صانعي شخصيات لذاكرة وذكريات الأجيال، مثل شنتير والسندباد وأسامة وماجد وباسم ورباب وغيرهم .. عبر قصص وحكايات رائعة ذات معان انسانية واخلاقية واهداف تربوية.
الأب الروحي لمجلة «أسامة» أسسها عام 1969 كما وأسس مجلة «الطفل العربي»، الصادرتين عن وزارة الثقافة في دمشق… وأمتع الأطفال وطور ذاقتهم الفنية والجمالية كما ورسم للكتب المدرسية التابعة لـوزارة التربية السورية التي تناقلها الأطفال في السنوات المدرسية الأولى فأحب الأطفال شخصياته باسم ورباب..
ولعل أكثر ما كان ذا تأثير جلي على الأطفال في سوريا والعالم العربي رسومه للمسلسلات المصورة (الكوميكس) التي أبدع فيها. وأُعتبر البحرة أول مَن فتح الطريق بريشته المُبدعة إلى الكوميكس السوري في القرن الماضي، الأمر الذي حدا بالنقاد لاعتباره إحدى القامات التي أثّرت في الملايين من الأطفال.
يعتبر البحرة من أحد رواد الجيل الثاني في الحركة التشكيلية السورية، وكان عضواً بارزاً في مجلس نقابة "الفنون الجميلة" في دمشق وعمل أيضاً مدرساً في معاهد ومدارس سورية. وقام برسم العديد من اللوحات الزيتية إلا أنه مقل بذلك عموماً ومن أهم لوحاته لوحة ميسلون المعروضة في بانوراما الجندي المجهول على سفح جبل قاسيون ومساحتها 25 متر مربع.
وشارك في جميع المعارض الرسمية في مختلف المحافظات السورية، خارجياً شارك في معرض "ملامح من الفن العربي السوري" في المهرجان العالمي في كوبا في العام 1978 وفي معرض شخصي في مدينة يريفان في أرمينيا ومن أعماله البارزة العمل البانورامي الضخم لوحة "ميسلون" المعروضة في متحف نصب الجندي المجهول في سفح جبل قاسيون.
ولد محمد ممتاز البحرة التشكيلي ورسام الكاريكاتير الدمشقي في 9 أيار 1938. بدأ دراسة الفنون في مصر بالقاهرة إبان الوحدة بين سوريا ومصر مع زملاء سوريون له مثل نذير نبعة وغازي الخالدي ومصريون مثل محمد اللباد لكن وفاة والده في السنة الدراسية الرابعة والانفصال بين الإقليمين السوري والمصري حالا بينه وبين إنهاء دراسته في مصر فبوفاة والده عاد إلى سوريا الأمر الذي اضطره للبدء من السنة الثانية لإكمال دراسته بجامعة دمشق في كلية الفنون الناشئة بعد أن كان قد كاد ينهي دراسته في مصر فتخرج مع دفعة الخريجين الأولى لكلية الفنون اختصاص تصوير فني (رسم فني) حاصلاً على بكالوريوس الفنون الجميلة وكان من المتميزين بدفعته ومن مدرسيه محمود حماد وحسين إسماعيل ومحمود جلال، وسعيد تحسين.
بعد التخرج عمل كمدرس للفنون الجميلة لمدة 23 سنة فبدأ في مدينة الحسكة في شمال سوريا لمدة سنتين في معهد إعداد المدرسين ليعود فيما بعد للتدريس في مدينة دمشق في عدة ثانويات ومعهد إعداد المدرسين لكنه وجد أن من الصعب الجمع بين التدريس وعمله الفني فاستقال مبكراً.
بدأ حياته الفنية في العام 1955 بممارسة الرسم الصحفي والكاريكاتيري، لذلك يعتبر أحد مؤسسي الرسم الصحفي والكاريكاتيري في "سورية" محاولاً إدخال مفاهيم الفن التشكيلي إليه، وهو أيضاً من أوائل فناني الرسم التعليمي المدرسي في "سورية" حيث قدم عدة رسوم توضيحية.
توفي في دمشق صباح يوم الاثنين 16 كانون الثاني 2017، عن عمر ناهز الـ79 عاماً، بعد عزلة اختيارية في «دار السعادة» للمسنين لأسباب طبيعية.
*عن مصادر متعددة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق