نفخ الزجاج عُنصر تراثي سوري ضمن لائحة التراث الإنساني


 


نفخ الزجاج عُنصر تراثي سوري ضمن لائحة التراث الإنساني
أُدرج اليوم نفخ الزجاج التقليدي كعنصرٌ تراثي جديد باسم سورية ضمن لائحة التراث الإنساني العالمي في منظمة اليونسكو للصون العاجل.
وللمزيد عن هذا العُنصر تعالوا نقرأ مانشرتهُ الأمانة السورية للتنمية 🙋🏻‍♂️ التي عملت بجدّ إلى جانب جهات متعددة لإدراج هذا العُنصر
من الفينيقيين إلى الدمشقيين.. الزجاج المنفوخ صناعةٌ ثقافيةٌ سوريةٌ خالصة
عابراً من شواطئ الفينيقيين محملّاً بألوان تمازج الثقافات هو الزجاج المنفوخ الصناعة التراثية العريقة التي تختزل سنواتٍ من الحضارة السورية تعود للقرن التاسع قبل الميلاد، حيث الحرفيون المهرة أبناء السواحل السورية نفخوا من روح نسائم البحر المتوسط في قطع الزجاج وحولوها فناً وحرفة نقلوها إلى كافة المناطق السورية لتكنّى بها أحياء بكاملها كحي "القزازين" في دمشق ولتتفرد بها عائلاتٌ وتصبحَ جزءاً من هوية سورية الثقافية و باب رزق لعدد من العائلات الممارسة والتي حافظت عليها كإرث مع مرور السنين.
الفرن، البولين، الحديدة، السيلكا، الغزالة، وغيرها الكثير هي أدواتٌ الصنعة، وجزءٌ من رحلة الزجاج المنفوخ التي طوّرها الممارسون وأدخلوا عليها شيئاً من روحهم وأذواقهم لتتمايز عن غيرها بأنّها صناعة يدوية تفسح مجالاً لإبداع ومهارة الصانع وتعطي خيارات عدّة للزبون، فتصنيع الزجاج ونفخه يكون إمّا من قطع زجاجية مكسورة، يجمعها صانعو الزجاج الذين يقومون بصهرها ونفخها من جديد، أو من مادة "الرمل" إذ تعدُّ السيلكا المشتقّة من الرمل، والصوان، والكوارتز المكوّن الأساسي للزجاج.
عبر تاريخها الطويل مرّت صناعة الزجاج المنفوخ بمحطات عدة تطوّرت وازدهرت في مراحل زمنية مختلفة لتتراجع في سياق التطور المادي التكنولوجي وعزوف الأجيال الجديدة عن تعلمها بحثاً عن مصادر دخل أخرى، إلّا أن تأثير الحرب عليها كان الأبرز بتأثر الممارسين القلائل في بيئاتهم وتعطلّ مصانعهم فضلاً عن اضطرار بعض الحرفيين كحرفيي إدلب لترك معاملهم وبيوتهم والانتقال إلى مناطق جديدة باحثين عن سبل عيش فالزجاج المنفوخ بالنسبة لهم ليس حرفة توارثوها من أجدادهم فقط بل هو خبزهم الذي يعتاشون منه وعليه.
صون وحماية صناعة الزجاج المنفوخ من الاندثار تطلّب تدخلاً عاجلاً تحركت لأجله الجهات الثقافية والاجتماعية الحكومية والأهلية ومعهم الأمانة السورية للتنمية وتشاركوا الجهود لتحديد أولويات واحتياجات الممارسين المختلفة، إضافة للتشجيع على تعلّم صناعة الزجاج من خلال تدريبات متخصصة والترويج لها في الأسواق الداخلية، كما أعدت الأمانة السورية للتنمية خطّة صون عاجلة تضمنت عملية حصر وإعداد ملف عن واقع نفخ الزجاج التقليدي السوري تم ترشيحه لليونيسكو لإدراجه كعنصر تراثي سوري على لائحة التراث الإنساني، كجزء من دورها في حفظ الهوية الثقافية وصون الممارسات التراثية التي تعكس الغنى والتنوع في البيئات السورية وإيماناً منها بدور مثل هذه الصناعات والحرف التراثية بتعافي المجتمعات بعد الحرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق