كتبت الروائيّة السورية لينا هويان الحسن: السوريون ليسوا عربًا!؟


كتبت الروائيّة السورية لينا هويان الحسن: السوريون ليسوا عربًا!؟
هل شممتم عطرًا برائحة واحدة!؟ لا عطر دون الخلطة السحرية، العود مع المسك مع الصندل . . يكون العطر.
نعم، لسنا عربًا، إن أردتم، إنما عطرٌ ممسّكٌ
نعم،
جينات متشابكة متناغمة متنافرة فاتنة، لكل الغرباء الذين وفدوا هاربين من الموت ومهاجرين إلى شام شريف.
أتعلمون أنّ أهل مدينة حلب وحدها فيها (الشركس، الشيشان، الآذريين، التوركمان، التتر، البوشناق، اليونان، الكرج، "أي الجورجيين" والكورد، والروس من اسلام ونُبلاء فروا من كل أصقاع روسيا عقب الثورة البلشفية، والأتراك الذين نفروا من قوانين أتاتورك والأكراد الذين عاشوا فيها منذ أيام الدولة الأيوبية. وفي أريافها الذين، لجأوا بعد ثورة الشيخ سعيد بيران.
أحفاد من نحن!؟
ملك الملوك أذينة الذي أنقذ قيصر روما من الأسر وهزم الفرس و غدا ملك ملوك الشرق!؟ أم جوليا دومنا أميرة حمص التي أسست للأسرة السورية التي حكمت روما بخمسة أباطرة، ومن أدخل زي العباءة الرومانية المتغطرسة هو ابنها الامبراطور "كركلا" أو " كرك الله" أي عباءة الرب!؟ وابنها ايللاجبال صاحب أجمل الوجوه في تاريخ أباطرة روما أخذ الحجر الأسود الذي كان يُعبد في حمص وعبدته روما. .! وبسبب تدخل السوريين في سياسة روما غضب أحد المؤرخيين، وهتف مستنكرًا:(يصبّ نهر العاصي في التيبر!؟)
نحن لسنا عربًا!؟ زنوبيا ابنة العماليق والعاربة الأولى، أسست دولتها الشهيرة وهتف الرومان في مجلس الشيوخ غاضبين في وجه امبراطورهم: ( نجنا من زينب يا كلودوس)
في الهندسة جدّنا حفيد ابولودور الدمشقي الذي خطط روما مثلما خطط لدمشق؟
جدّنا الامبراطور فيليب العربي ابن جبل العرب الاسطوري.
فيلسوفنا لوقيانوس السميساطي وأمّ المسرح والمسارح عاصمتنا انطاكية السليبة.
هل تعلمون أن ثمة قرى كثيرة في وادي النصارى وسط سوريا هم احفاد لفرق من حرّاس القيصر الذين هربوا خوفًا على أرواحهم من الجيش الأحمر !؟ نعم نحبّ من يحبّنا ونجير من يستجير بنا.
هواؤنا تنشقه كبرياء امرؤ القيس في طريقه إلى سمّ بيزنطة!؟ أم كبرياء جبلة بن الأيهم السكوني الذي أرسل وراءه معاوية بن أبي سفيان، يسترضيه ويعيده الى دياره في دمشق في واحدة من لفتات بصيرة معاوية الخارقة باستعادة الدم الارستقراطي العربي. .
نحن أحفاد لكلّ من عشق الشام وحكمها بالحسنى،
تجري في دمائنا، خلطة مسك من دماء الأمويين، والرشيد الذي كان أميرًا عليها قبل أن يلي الخلافة، وكذلك ابنه المأمون، فينا جينات لصلاح الدين الأيوبي، وأسد الدين شركوه وأسامة بن منقذ وسيف الدولة، ونور الدين زنكي والظاهر بيبرس. نعم، لسنا عربًا، وفصاحتنا العربية هي المتنبي وأبوفراس وأبو العلاء، اختار الفريد والأمير عبد القادر الجزائري الشام كمقام له ولكل مخلصيه، نعم، نحبّ من يحبّنا. حبّ الشام للضيافة جعل لها عشرة أبواب لتستقبل وتتغير وتتجدد.
تحبّ الشام من يحبّها، مثل صلاح الدين العظيم الذي بعد فتوحاته العظيمة، "فتح ستين حصنًا"،لم يخلف سوى جرام واحد من الذهب وسبعة وأربعين درهمًا ولم يترك ملكًا ولا دارًا ولا عقارًا ولا بستانًا. .
نعم، نعم، نحبّ من يحبّنا.
أمّا لوننا فهو أرجوان، أرجوان الفينيقيين وهم يجوبون بحار العالم ويبنون المدن، حفيدهم هانيبعل قاهر روما صاحب العبارة الشهيرة:
«إمّا أَنْ نَجِدَ الطَريق أو أن نَصنَعه».
أرجو أن لا يؤخذ هذا النص كردٍّ على بعض جهلة السوشيال ميديا الذين أعماهم الحقد ونعتوا السوريين بالبرتقاليين ونفوا عنهم عروبتهم. . - حتى لون بشرتنا الجميل غدا مذمّة وتهمة!؟
Lina Hawyan Alhassan
كتبت ما كتبت "فشّة خلق" بعد إذنكم.
الصورة 💜 في #دمشق الشارع المستقيم حيث أقف أمام أهم محلات الأرمن للشرقيات، وشارع المستقيم الذي ذُكر في #الانجيل بإسمه العربي "المستقيم"
ملاحظة: الصورة بتاريخ ٧-٣- ٢٠٢٣

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق