كتب عبد الله الجدعان: حقنا في أرشيف الدولة،


 كتب عبد الله الجدعان: حقنا في أرشيف الدولة،

بما أنَّ تاريخ الدول هو عبارة عن مجموعة من الأحداث المتراكمة فإن الإطلاع على هذه الأحداث يؤدي لفهم التاريخ.
في الذكرى الخمسين لحر..ب تشرين التحريرية قام العدو الصه$يوني برفع السريةّ عن مجموعة من الوثائق المرتبطة بهذه الحر..ب والتي توضح روايته تجاهها، ويضاف عمله هذا إلى مجموعة كبيرة من الإجراءات دأب من خلالها على صياغة سرديّة توازن بين الخسائر التي تعرّض لها وما حققه في مقابلها، مع تركيز أساسي على هدم ما أمكن من ركائز الثقة في الانتصار العربي وإن كان جزئياً.
يحيلنا ذلك إلى تساؤل حول روايتنا المقابلة ولا سيما تلك الرسمية منها والتي للآن لم يتم الإفراج عنها إلا بمقدار محدود وعلى شكل مقتطفات في مذكرات من عاصروا الحر..ب من عسكريين وسياسيين ضلت رواياتهم مضبوطة بحد لا يُشبِع الفضول، فيما تتفوق مصر علينا في أن الدراسات والمذكرات والمقابلات التي صَدَّرتها كانت أكثر تفصيلاً بل وحسنت من دورها في الحر..ب على حساب الجانب السوري وحملته جزءاً من مسؤولية عدم النجاح في الحرب والمفاوضات السياسية بعدها.
لذلك تبرز الحاجة الماسة إلى عرض المقاربة السوريّة للحر..ب ومجرياتها وكذلك ما بعدها من مرحلتي الاستنزاف والمفاوضات وأن يتاح ما أمكن من أرشيف تلك الحقبة في بانوراما حر..ب تشرين التحريرية أمام العامة والمتخصصين، لأن هناك الكثير من اللغط حول مجرياتها على الجبهة السورية يحتاج التوضيح بالشكل الذي لا يتيح الفرصة لأي جهة كانت أن تقلل من إنجازات بُذِلَت لأجلها التضحيات ولا تزال.
لا شك في أنَّ أحداثاً كحرب العاشر من رمضان في دولة لها أراضٍ محتلة حتى الآن مثل سورية لا يمكن بسهولة الكشف عن خفاياها، لاعتبارات متعددة، أحياناً تفرّض الصمت كخيار استراتيجي مرهق ومحير في آن على الصعيد الشعبي.
منذ سنوات وخاصةً فيما بعد أحداث ما يسمى "الربيع العربي" كان أحد أكثر التساؤلات طرحاً على السلطة السورية بهدف إحراجها من مناوئيها والاستيضاح من أوساط مؤيديها هو عما قامت به لتحرير الجولان وأيضاً مدى الجدوى من التزامها بمحور سياسي - عسكري مناهض للعد..و الصه$يوني وما ترتب على ذلك من لعب سورية دوراً أكبر من حجمها وقدراتها، وما يعني ذلك من تحمل لتبعات هذا النهج.
إن معر..ك-ة طو،فا،. ن الأ..قصى أعادت طرح الدور السوري بشكل مُلِح على رغم أن البلاد في حالة حرب مستمرة واستنفار لا يمكِن معه فتح أية جبهة خارجية، لكن تبقى سوريّة ذات مكانة مفصليّة في هذا الصراع ونحن مواطنوها من حقنا معرفة ما أمكَن من حيثياته لأننا نحمِل بشكل أو بآخر عبأه منذ عقود.
عبد الله الجدعان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق