كتب حسين حميدي: متى يرتبط خطّ الحجاز ببغداد؟!
كثيرة هي المشاريع الاستراتيجية التي ننتظر أن تبصر النور في آخر النفق المظلم لاسيما تلك التي ينحصر استثمارها بالمؤسسات الحكومية السورية كما هو حال قطاع النقل السككي حيث لا سبيل للشركات في القطاع الخاص بتفعيلها
تتقاضى الخطوط الحديدية السورية 2500 ليرة على الراكب بين اللاذقية و طرطوس/85 كم وهو الخط الوحيد العامل بين محافظتين في البلاد ، وألف ليرة على خط حلب وجبرين/20 كم
أي بفارق 20 ليرة للكيلومتر في كلف التشغيل حيث يكلف الكيلومتر في حلب 50 ليرة بينما الخط الساحلي 30 ليرة ، يعزى ذلك لكثافة النقل كونه بين محافظتين و يخدم مدن و بلدات ريفية كجبلة و بانياس
وعليه سيتم احتساب أجور تشغيل سككي بين 9-15 ألفاً و تقدر وسطيا ب12 ألف ليرة للراكب على الطريق الحيوي لكامل المسار بين الشهباء و الفيحاء، وإذا ما قورنت بالنقل البري يضطر السوريون لدفع 40 ألفا لهذه الرحلة ذات ال300 كم و بالتالي تحقق وفراً يقدر ب 65٪ لكل رحلة وتعود بالأرباح لصالح المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية مع تقليل مخاطر الحوادث المرورية التقليدية و كلف المحروقات و صيانة الطرق البرية و يشجع على استخدام النقل العام في زمن الحصار و العقوبات
و كذلك تعود بالنفع العام على الحركة التجارية و السياحية و الفعاليات الصناعية لاسيما المرتبطة بالمشاريع متناهية الصغر، يضاف إلى ذلك توفير هامش من الأمان و الثقة للبلدات و المدن و القرى الريفية الواقعة على جانبي السكة الحديدية بسهولة الوصول إلى مراكز المدن ما يساهم بتثبيط طفيف لحركة الهجرة إلى قلب المدن الكبرى و عكس اتجاه البوصلة تدريجيا بانتظار دوافع خدمية إضافية
حسين حميدي
*الصور لمحطة قطار مدينة المسلمية/ريف حلب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق