بين سورية وسورية!
في تقسيم مكرر و متعمد من قبل معظم الجهات التي تدعي و تعرف نفسها بكونها مدنية لا تملك تفكيرا مناطقيا -والأخيرة أتعمد فيها التهكم- لا يمكنني كسورية أن أصل لنتيجة بحث علمي، من بدهياته الموضوعية وانعدام القابلية للتسييس و أنه عندما يتحدث عن السوريين في سوريا فهو يقصد جميع قاطنيها شمالا و جنوبا، شرقا و غربا دون اقصاء أو تمييز معتمدا على مصطلحات وقالب كتابة علمية لا أكثر! علما أن الأبحاث التي أتحدث عنها تتعلق بالصحة النفسية والمجتمع.
فكيف بمنظمة تقتصر في بحثها على جزء من كل فتعممه على البلاد قاطبة. وكيف يا ترى سيعامل بحث في جامعاتنا يستند على مثل هذه الإحصائيات، هذا عدا عن العديد من الدراسات التي أجريت على اللاجئين ولها قصة أخرى بتفاصيل أكثر.
أبشع مافي الرحلة حينما تقرأ عن أي موضوع يتناول الشأن السوري! أو عندما تصادف جهة "انسانية" لديها شركاء في سوريا داعمة لهم، تحتاج بداية لتحديد عن أي سوريا تتحدث ولأي جهة محسوبة وأن تمضي ساعات تسعى تحلّل و تحقق في محتواها والأبعاد التي ترمي بلغتها المكتوبة فقط لأنك تُرى كسلعة و قابل بكل ما تمر من مشكلات على جميع الأصعدة للاستغلال البشري الذي أجده لا يختلف إطلاقا عن الإتجار بالبشر
أما في حال أردت أن تكون المبادر لتناول القضايا الحقيقية الماسة لمشكلاتنا على نحو غير مألوف سرعان ما توضع لك القيود و تحدد لك المصطلحات التي ستسطر بها البحث حتى النتائج وتفسيرها عليك أن تكون مداريا للجهة المحسوبة عليها.
كباحث علمي هناك الكثير ما ينتظرك من أحكام، و أُطُر محرم النظر خارج حدودها بالمقابل يتوجب عليك إشاحة النظر عن نحيب الناس والمؤسسات و تقبل الواقع المفروض بكل رحابة صدر تتسع العجز. "و بيقلك هيك البلد معقول ما اتعودتي"
سدرة سواس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق