ما هي الجهود المبذولة للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض في سوريا؟


 ما هي الجهود المبذولة للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض في سوريا؟

يشكل الموقع الجغرافي لسوريا صلة وصل بين أنظمة بيئية مختلفة بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، لكن نتيجة الحرب والتعسف في الصيد هناك تدهور للموائل الطبيعية للحيوانات النادرة التي اختارت سورية لتكون مركز انتشارها أو محطة في هجرتها.
من الطبيعي يكون جلّ اهتمامنا طيلة فترة الحرب على تأمين الحاجات الأساسية مثل الماء والكهرباء والغذاء ومحاولة تحقيق الأمان والاستقرار، لكن بالوقت ذاته لا يجب إهمال الثروة الطبيعية والحيوانية الموجودة في سوريا والتي تمتد إلى ما قبل وجود الإنسان على هذه الأرض.
ماذا حصل للحيوانات في سوريا؟
وفقاً لموقع "الكائنات المهددة بالنقراض على الأرض" (Earth'sEndangered Creatures) يوجد نحو 85 نوع حي مهدد بالانقراض في سوريا، علماً انه وفق التقديرات السابقة هناك 2500 نوع حي موجود في سوريا.
تتراوح هذه الانواع المهددة بين الحشرات والنباتات والأسماك والطيور والزواحف والبرمائيات والثدييات، وبشكل خاص الطيور النادرة التي لا توجد في أماكن أخرى بالعالم.
يمكن مشاهدة الأنواع المههدة بالانقراض في سوريا من خلال الرابط:
ما أهمية الكائنات المهددة بالانقراض؟
تلعب الكائنات المهددة بالانقراض دوراً بيئياً مهماً، قد لا نعرف تماماً ما هو، لكنها تشبه مسنناً موجوداً في ساعة سويسرية، فأي فقدان لأي مسنن مهما كان صغيراً سيؤثر على عمل الساعة ومع كثرة المسننات التي تتعطل أو تُفقد ستتوقف الساعة على العمل، وهذه الساعة هي النظام البيئي.
الحرب والمشاكل كانت في المدن، فلماذا تأثرت الكائنات البرية؟
تأثرت الحيوانات والكائنات الحية بشكل أساسي بسبب الحرائق والتعدي على المساحات البرية والأحراش، موطن الحيوانات، سواء من خلال التحطيب الجائر أو تحويل الأحراج إلى أراضي زراعية.
ومن أبرز الأسباب لانقراض الحيوانات:
بيع الحيوانات في الأسواق، على أنها حيوانات نادرة أو أليفة ما يؤدي لانقراضها.
هجرة النحل والطيور: وهذا ما أرجعته وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي إلى “قلة المرعى وعدم قدرة مربي النحل على ترحيل الطوائف خارج المحافظة والافتقار إلى تنوع مصادر حبوب الطلع، ووجود إصابة مرتفعة بمرض أكاروس الفاروا والتغذية على عجينة كاندي الملوثة بأبواغ فطر النوزيما مع الاستخدام العشوائي للمبيدات الذي تزامن مع التغيرات المناخية”.
التحطيب والحرائق: ارتفع معدل الحرائق في السنوات الأخيرة ما أثر بشكل كبير على الغابات والأراضي الحراجية، ورافق ذلك لجوء الكثير من السوريين إلى قطع الأشجار بغرض استخدامها للتدفئة في ظل ندرة المازوت وارتفاع أسعارها وازدياد ساعات التقنين.
كما بات بيع التحطيب مهنة للكثير ين في ظل تراجع الوضع الاقتصادي، حيث وصل سعر بيع طن الحطب إلى 400 ألف سورية في الأرياف، أما المدن فيصل فيها إلى 800 ألف ليرة.
(عن موقع صالون سوريا)
ما هي الجهة الرسمية المسؤولة عن متابعة الموضوع؟
وزارة الإدارة المحلية والبيئة (كانت وزارة البيئة منفصلة سابقاً) هي المعنية بمتابعة التنوع الحيوي والأنواع المهدة بالانقراض، ولكن يبدو أن مديرية التنوع الحيوي والأراض والمحميات لم تحدث موقعه أو تقوم بنشاطات منذ 2016
لكن يبدو ان هناك مرصد بيئي وطني (بنك المعلومات البيئي)، تم إجراء دورات تدريبية وبحثية لإنشائه والاعتناء بالتنوع البيئي في مناطق سوريا المختلفة ومشروع الإداراة البيئية المتكاملة الذي يهتم بمنطقة القدموس والشيخ بدر ومصياف، لكن لا جديد منه.
ما هي الجهات غير الحكومية التي تهتم بالبيئة والتنوع الحيوي والكائنات المهددة بالانقراض؟
يوجد بعض الجهات المهتمة بالشأن البيئي والكائنات المهددة بالانقراض في سوريا ومن أبرز هذه الجهات:
1- “الجمعية السورية لحماية البرية” التي تعمل على رصد وحماية الحيوانات النادرة أو المهددة بالانقراض في سورية،
وهي جمعية مرخصة وفعالة وتحاول توثيق الحياة البرية في سوريا ونشر التوعية عن الكائنات المهددة بالانقراض والتنوع البيولوجي.
من موقعهم: تعمل الجمعية السورية لحماية الحياة البرية (SSCW) داخل الجمهورية العربية السورية وبالتعاون مع السلطات الوطنية لضمان حماية جميع مكونات التنوع الحيوي بما في ذلك الحيوانات والنباتات والكائنات الحية في البر والبحر والمياه العذبة. وتهدف الجمعية إلى حماية وإعادة تأهيل جميع الأنواع المهددة بالانقراض بغض النظر عن مستوى التهديد. كما تهدف إلى الحد من التلوث وآثاره على البيئة والمجتمع. ولأجل تحقيق ذلك، ستستخدم الجمعية كل طريقة ممكنة بما في ذلك المحميات الطبيعية، والمصارف الوراثية، وأساليب الحفظ في الموقع، وحملات التوعية، والسياحة البيئية، واعتماد وتشجيع الطاقات النظيفة والبديلة، ودعم وتنظيم الصيد البري من خلال نوادي الصيد.
كما أن أحد الأهداف الرئيسية تتمثل في ضمان أن إدارة التنوع الحيوي، والحياة البرية على وجه الخصوص، تتم بطريقة فعالة تضمن تنمية المجتمعات المحلية من خلال بناء قدرات جميع المجموعات والأطراف لتكون أكثر وعياً بيئياً بحقوقهم وواجباتهم ومسؤولياتهم باستخدام أحدث الدراسات والأبحاث حول ذلك. تلتزم الجمعية في تعاملها بالتعاون المثمر والبنّاء مع السلطات البيئية و مع المجتمعات المحلية والمنظمات غير الحكومية في سورية والخارج وجميع الجهات المانحة لتحقيق أهدافها.
2- مجموعة هواة الحياة البرية في سوريا
وهي مجموعة على الفيسبوك فيها نحو 47 ألف عضو، يتم النشر فيها يومياً عن الحيوانات التي يشاهدها أشخاص في سوريا مثل الحيات والثدييات وغيرها وكيف التعامل معها دون أذيتها او السؤال عن نوعها أو لتوثيق رصدها.
3- الفريق البيئي التطوعي
وهي مبادرة شبابية مهتمة بالبيئة بشكل عام، طبعاً توجُّهها صوب النظافة ومنع التلوث، لكن هناك عندها نشاطات توعية عن التغير المناخي وتأثيره على البيئة الوتنوع البيولوجي والكائنات الحية في سوريا.
قد يكون هناك جهات غير رسمية أخرى، لكن دون جهود منسقة وفعلية ستبقى قضية الكائنات الحية المهددة بالانقراض في سوريا خارج نطاق الأولويات، لكن ما دام هناك بعض الناشطين والمهتمين ممكن تتسع الدائرة ويصير إنجاز حقيقي بهاد الخصوص.
طبعاً بالإمكان تقديم طلب مبادرة مرخصة تطوعية للبيئة من خلال مديريات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وهناك مجال لتقديم الشكاوي البيئية لوزارة الإدارة المحلية والبيئة.
Joseph Shenekji جوزيف شنكجي
وأنتم أخبرونا ماذا تعرفون من محاولات سورية للحفاظ على التنوع الحيوي؟
*صورة لطائر السيرين السوري (Syrian serin) المهدد بالانقراض في سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق