عن مسألة التعليم في سورية، كتب د. خليل عجمي


 عن مسألة التعليم في سورية، كتب د. خليل عجمي:

كالعادة .. تضخم في درجات الثانوية العامة .. سيليه تضخم في أعداد المنتسبين للجامعات .. مصحوب بتضخم في المعدلات الجامعية .. متبوع بتضخم في أعداد خريجي الجامعات .. مترافق مع تقلص قدرة سوق العمل على الاستيعاب وتراجع مستوى الدخل .. فالمواضيع مترابطة ومرتبطة ببعضها البعض ..
والحل؟
لا يوجد حل منهجي وعلمي في الأفق المنظور لمسألة التعليم .. وكل من يقول عكس ذلك يكون إما حالماً أو غير واقعي .. ففي مثل هذه الأوضاع .. الحل يبدأ بمبادئ أساسية سبقنا إليها غيرنا وتحتاج لسياسات جديدة ومنطق جديد حتى تبدأ بالنضوج ..
أساس أي منظومة تعليمية في دولةٍ كسورية هو التعليم الأساسي المجاني (هذا لا يعني إلغاء دور المدارس الخاصة) .. لكن المدرسة الحكومية ومعلم هذه المدرسة هما الأساس الوطني والمعرفي والعلمي الذي يُبنى عليه التعليم .. فعندما كانت مدارسنا الحكومية ومعلموها بخير .. كان تعليمنا بألف خير ..
بنفس السياق .. منطق أي تعليم جامعي أكاديمي (إجازة-دراسات عليا-بحث علمي) هو منطق نخبوي بطبيعته (ليس بمعنى النخب الاجتماعية والاقتصادية وإنما النخب العلمية) .. فهو حق لصاحب الإمكانات الأفضل .. وهو أمر يجب أن يُتفق عليه وأن يعم على كافة المؤسسات الجامعية حتى تتمكن من السير في مسار واحد غير متباين وسياسة استيعاب جامعي صحيحة ..
أما التعليم التقاني فهو أساس التطوير المهني والتكنولوجي في أي بلد .. لكنه يحتاج في بلدنا لإمكانات ودعم .. والأهم أنه يحتاج لرد اعتبار من خلال النقابات والاتحادات المهنية والحرفية بتعديل أنظمتها لتنظيم اعتماديته واعتمادية العمل فيه ..
ويبقى التعلم مدى الحياة واجبٌ على الجميع .. وهو واجب مرتبط بحاجة الإنسان لتطوير نفسه مهنياً .. وهنا يمكن لتشاركية المؤسسات المهنية والتعليمية أن تؤدي هذا الدور وخصوصاً المؤسسات التعليمية التي تملك أنماط تعليم موجهة نحو التعلم مدى الحياة كالافتراضي والمفتوح ..
في المحصلة .. عندما نكون قادرين على الإقلاع بتناسق وتناغم بين مختلف المؤسسات التعليمية بهذه الدورة الاجتماعية والمعرفية (التي لا تحتاج للاختراع) والتي تحتاج إلى جيلٍ على الأقل لإتمامها .. يمكننا أن نتكلم عن الضوء في نهاية النفق المظلم .. وإلا سنبقى في حيز الحرطقة والترقيع لا أكثر ..
د. خليل عجمي
رئيس الجامعة الافتراضية السورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق