يُتابع سامر الأسود في تدوينته الثانية نقاش مسائل المصداقيّة والوهم في الشهادات والدرجات العلمية التي تنتشر هذه الأيام..
فاتورة كهرباء مصدقة من وزارة الخارجية و السفارة!
المنشور 2: الفرق بين التعليم الاكاديمي والتعليم الفني او المهني وهل تصديق شهادة مهنية من جهة ما تزيد من مصادقيتها؟
من القضايا الشائكة جدا التي تواجه شبابنا اليوم بعد معرفته لمؤسسة التعليم الحقيقي من المزيفة، هي معرفة حاجته لتعليم جامعي اكاديمي أم لتعليم فني تقني لدخوله لسوق العمل.
حيث أن كلاً من الجامعات والتعليم الفني يمكن أن يؤدي إلى فرصة عمل ناجحة في حال معرفة ماذا نريد من الشهادة.
تقدم الجامعات مجموعة واسعة من البرامج الأكاديمية، من علوم و آداب إلى ادارة الأعمال أو الهندسات، حيث تصمم هذه البرامج لتُقدم للطلاب بتعليم شامل يركز على التفكير النقدي ومهارات الاتصال وقدرات حل المشكلات وفي النهاية يحصل الطالب على درجة اكاديمية ( بكلوريوس، ماجستير، دكتوراه) تساعده لدخول سوق العمل أو المتابعة في المسار الأكاديمي البحثي و العلمي ( و لا تعتبر هذه الشهادة كافية في الواقع لدخول سوق العمل، حيث ينقص الخريج هنا العديد من المهارات التي بحاجة لها و التي لا تدرس بالجامعات).
من ناحية أخرى ، يركز التعليم الفني على المهارات العملية والتدريب الخاص بالوظيفة و دخول سوق العمل، يمكن أن يشمل التعليم الفني المدارس المهنية و الشركات والمعاهد الخاصة غير الرسمية، تصمم هذه البرامج لتزويد الطلاب بالمهارات المحددة التي يحتاجونها لأداء وظيفة في صناعة معينة.
كخلاصة ، ماذا اختار؟
1. التعليم الاكاديمي له اعتماد و اعتراف حكومي أو دولي، بينما التعليم الفني لا يحتاج لما سبق اذ تقدمه مراكز خاصة او شركات و تكون قوته من قوة المؤسسة التي تعطيه ( مثلا شهادة تقنية من شركة مايكروسوفت في مجال الشبكات تكون أحيانا أعلى قيمة في سوق العمل من شهادة هندسة معلوماتية من كثير من الجامعات حتى لو كانت حكومية).
2. عند الاختيار بين الجامعات والتعليم الفني ، من المهم أن تضع في اعتبارك أهداف حياتك المهنية ونوع التعليم الذي يعد أفضل إعداد لك لهذه الأهداف.
3. هناك شركات تطلب الشهادة المهنية للتوظيف كأولوية عن الشهادة الجامعية و العكس صحيح.
4. أيضا يجب الانتباه في التعليم الفني أو التدريب المهني للمؤسسة التي تقدم هذا التدريب و كفاءتها و كفاءة مدربيها و قصص النجاح لديهم لأنها أساس قوة التدريب و الشهادة التي يمنحوها لك.
5. من وجهة نظري لا يوجد خيار أفضل من الاخر، وانما كلا التعليمين ضروري و يكمل بعضه البعض.
6. الارشاد و منصات التعليم الذاتي أصبحت جزء مهم جدا في عملية التعلم ويمكن تخصيص منشور خاص عن هذا الموضوع.
7. أخيرا يجب الحذر من فكرة شهادة مصدقة و معتمدة من قبل الحكومة الفلانية أو السفارة، لأن التصديق على أي ورقة لا يعني أنها ذات قيمة علمية أو مهنية، فالتصديق من حيث الأساس هو مصادقة فقط على صحة الختم كجهة مسجلة في الدولة و ليس له علاقة بالمحتوى و الدليل على ذلك يمكن أن أصدق لك فاتورة الكهرباء من قبل القنصلية السورية فهل تصبح ذات قيمة علمية؟؟
المنشور القادم سيكون بإذن الله عن البورد و الزمالة و كيفية التعرف على مصداقيتهم.
سامر الأسود @Samer Al-Aswad
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق