مركز ابحاث السكن في دمشق


 مركز ابحاث السكن في دمشق

في زمن ليس بالبعيد كان المواطنون الشرفاء يعملون لصالح تقدم سوريا ولكن هناك دائما من يعرقل ذلك كما يحدث في كل الازمان وهذا ما حدث في قصة مركز ابحاث السكن
قد يستغرب الكثيرين كلامي لانهم لم يسمعوا بامر هذا المركز ابدا وهذا ما اود ان اوضحه بمقالي هنا
في سبعينيات القرن الماضي انشأ في دمشق مركر ابحاث السكن وكان اداريا ملحقا بالمؤسسة العامة للاسكان التي موقعها في المزة دمشق الجديدة عند حديقة الوحدة
المؤسسة هي الجهة الادارية في سوريا والمسؤولة عن انشاء وبناء المساكن في سوريا بارخص الاسعار لمن ليس لديه سكن
ونظرا لتعقد مشكلة السكن في سوريا خلال ذلك الزمن والكثيرين ممن اطال الله باعمارهم يتذكرون تلك المشكلة الابدية التي تذكر يوميا على شاشة التلفزيون وصفحات الجرائد ولاتزال حتى اليوم
في ذلك الزمن بداية السبعينيات جرى انشاء مركز لابحاث السكن بالتعاون مع الامم المتحدة نعم كان ذلك المشروع بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة ويعرف بمشروع سوريا رقم 25 ومن لديه الامكانية يمكنه التحقق والتعرف
والغرض من انشاء ذلك المركز هو دراسة واقع السكن في سوريا وايجاد الحلول المناسبة لمشكلة السكن المستعصية وكذلك دراسة كل القضايا المتعلقة بالسكن كما ساعرضها وقدمت الامم المتحدة نخبة من الخبراء وعلى مستوى عالي جدا اذكر منهم :
الدكتور شفيق الصدر مصري الجنسية
الدكتور رشدي بطرس مصري الجنسية
الدكتور ايمانوئيل تشوربا هنغاري الاصل
الدكتور راما تيش هندي الجنسية
وكان المركز يضم عدة اقسام منها :
قسم لدراسة مواد البناء وطرق البناء وهذا القسم الذي عملت به تحت اشراف الخبير ايمانوئيل تشوربا استاذي في كلية الهندسة الذي درسنا مادة الانشاءات والكثير من زملائي المهندسين الذي التحقوا بكلية الهندسة بالستينيات يعرفونه عز المعرفة
قسم لدراسة السكن الريفي وتعليم الفلاحين بناء بيوتهم الخاصة بمجهودهم الشخصي دون الحاجة الى عمال وبمواد محلية متوفرة بالقرب منهم
قسم لدراسة النمط المعماري المناسب لاجواء سوريا والمناخ السائد بها وتأثيرات عوامل المناخ على البناء وايجاد الشكل المعماري المناسب لتلك الاجواء السائدة
كان المركز شديد الاهمية كما هو ملاحظ وعملت في المركز لكوني اعمل مهندسا في مؤسسة الاسكان عملنا بجد وبشكل احترافي قرابة ثلاث اعوام قبل صدور القرار الجائر والفوقي وبدون دراية كافية من قبل احد كبار المسؤولين لحل هذا المركز الهام جدا لاقامة ووضع خطط مبنية بشكل علمي ومدروس لحل مشكلة السكن في سوريا ولكن هناك من لا يريد حل المشكلة
كان عملي في قسم مواد البناء وطرق البناء في سوريا وهو اهم قسم بالمركز في سبيل الاحاطة والتعرف على جميع مناطق وتمركز المواد الاولية المطلوبة لتصنيع مواد البناء الاساسية مثل الاسمنت والكلس والاجر والقرميد وغيرها الكثير وفي سبيل ذلك زرنا كل المناطق في سوريا واطلعنا على الخرائط الجيولوجية التي توفرت لنا عن طريق ادارة الابحاث الجيولوجية كما قمنا بدراسة طرق البناء السائدة بكل المناطق
انجزنا عملا حبارا وكان عملنا رائعا ووضعنا تلك المعلومات في عدة تقارير تحوي كل ماتوصلنا اليه من المعلومات مع التوصيات التي تفيد ويمكن ان يبنى عليها اي امر مستقبلي
كما اجرينا الكثير من التجارب المخبرية على تلك المواد التي جمعناها من مواقع تواجدها وتم اجراء الاختبارات بمساعدة مخبر المواد في كلية الهندسة المدنية
كل هذا العمل والنتائج القيمة التي توصلنا اليها ذهبت ادراج الرياح مع صدور قرار من رئاسة الوزراء بالغاء هذا المركز وهذا يعني ان كل هذا الجهد وهذا العمل الذي انجز اصبح بلا فائدة ولن يهتم احد بما انجز لوجوده في تقارير لدى رئاسة الوزراء وحفظت في الارشيف اذا لم ترمى اصلا
هذا هو واقعنا المكرر في كل مكان فمتى سيتغير ؟؟
*الصورة: زيارة لاحد القرى لتعليم الفلاحين طرق البناء الذاتي
محمد أبو علاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق