ظاهرة "هاد الموجود" دوّن جوزيف شنكجي


 ظاهرة "هاد الموجود"

دوّن جوزيف شنكجي:
في انتشار واسع لظاهرة ((هاد الموجود و ما في غيره))،
وهي عبارة عن جملة توضع بجانب كل فشل أو سوء اختيار أو اعتباط في التصرف و التفكير، من قبل عدة أشخاص أو منظمات أو جهات أو مني شخصياً لا أنكر ذلك.
مثال:
في نقص بمسؤولية معينة، مثلاً مخرج فيلم، منستدعي أستاذ جغرافيا قدير (مع احترامي لهم فقط لضرب مثال) و يأخذ دور المخرج، والسبب يكون، "هاد الموجود ما عندي غيره".
أستاذ الجغرافيا رائع و على عيني، لكن هل كفاءته و مؤهلاته قادرة تساعده بالمهمة المسندة ليقوم فيها؟
وبنفس الوقت عم يصير تقصير بحق الأشخاص المرتبطين بالموضوع مثلاً الممثلين ما حدا عم يقدر يفهم منه شو يعمل، وكل واحد يمكن كمان عم يعبي فراغ ماله علاقة فيه.
وتدور العجلة لتشمل الرياضة، في شروط لياقة لازم تتوفر بالرياضي أوشروط إدارية للمدرب، لكن الاختيارات بتكون أحياناً غير منطقية إما بحسب القِدَم وسنوات الخبرة أو بحسب السعر الأرخص أو الأغلى، للأسف أوقات مدرب بياخد سعر خيالي وبكون أجنبي (من اعتبارنا غير المنطقي أنو الأجانب أفهم منا) لكن النتيجة بتكون غير جيدة.
وحالة أخرى شائعة هي اللغة الانكليزية و الأساتذة القديرين، مع احترامنا للجميع، بيتطلب تعلم لغة مجهود كتير كبير، وأوقات بيتعلم الشخص من حاله اللغة دون سماع كيفية اللفظ الصحيح، يمكن يقدر الشخص ينفد حاله بالحكي ويكون مفهوم لكن المنتشر هو أنك عم تحكي إنكليزي لكن عم يكون غير مفهوم لشخص تاني، و عم يتعلمو الطلاب على نفس النمط ... وبتنشأ لغة جديدة مالها صلة بالأصلية لفظياً، و هاد الشي بينعكس على الكتابة لأن التعلم السماعي قبل الكتابي في التعلم، هل ممكن نضيف علامات قراءة الحروف لمناهجنا حتى نصلح الوضع؟
النتيجة:
جيل كامل ما في انتماء للهوية و الهدف، ممكن شخص يتعب ٥ سنين دراسة بمجال معين بعدها رح يشتغل بأمور ما بيقدر يعملها بكفاءة، و السبب ثقافة "سد الثقوب" بكل ما يظهر أمامك، أي هاد الموجود ولازم تتصرف فيه أحسن ما نوقف.
في حال كانت القصة بمجال حساس مثلاً التربية و التعليم، المجال الطبي، المجال الإداري أو غيره ...
رح تتفاقم المصائب تدريجياً وتتحول الحياة لمسرحية هزلية بكون فيها الكل عم يمثل دور غير دوره، فقط لأن ما في شخص أصيل يملأ الموقع الأصلي، والمشكلة (المفارقة) كل دور في أشخاصه لكن كل واحد بمكان تاني غير مكانه.
الحل:
قد يكمن الحل في إدراك وجود المشكلة، و اعتبارها مشكلة بالأساس، و يمكن تكون الاستراتيجية المقترحة فعالة أو تستحق التجربة وهي كالتالي:
١- انتشار الظاهرة كبير ومتجذر بشكل واسع بكافة الأجيال، هل ممكن إنشاء مؤسسة أو منظمة أو واحة محدودة تخلو من هالاعتباط بالاختيارات؟ ويكون تأثيرها الايجابي دافع لباقي المجتمع يلي على احتكاك فيها ليقدر يشتغل بنفس النمط؟
٢- محاولة استثمار الأشخاص المؤهلين بمكانهم الصح، ليس بحسب الفراغات الموجودة إنما بحسب الحاجة المرتبطة باختصاصهم و مؤهلاتهم، شخص مناسب بالمكان المناسب بحسب الكفاءة المثبتة.
٣- عدم المساومة على مبدأ العدد مقابل النوعية، إذا مكان فيه عدد كبير، النوعية رح تصير أمر ثانوي حتماً، أو بحاجة لأضعاف التنظيم و المتابعة والمساءلة.
٤-تكون التنشئة و التربية موجهة للتقليل من هاد الموضوع بالذات، أي الابتعاد عن الازدواجية في الأدوار، الجيل يلي عم يشوف ويتعلم من جيل أكبر منه كل واحد باسم ودور وشهادة، عم يشتغل غير شهادته رح يتعلم منه ويصير عنده هالتفكير، و بتصير حجة "هاد الموجود" تبرير لكل أنواع الفشل بحياته و حياة غيره و المجتمع.
ختام:
القضية ليست شيء عادي، حتى لو العالم بتقول عادي.
المجتمع ككل رح يتأثر، و يمكن قصة التكاسل الدراسي و الشغل الاعتباطي و الهجرة والتسويف بحجة "بس أطلع برا بيزبط الوضع" لا تكفي لتبرير هول المشاكل، لأن إذا أنا هون شي و برا غير شي معناها مين أنا؟ أو شو دوري بالحياة؟
هل أنا موقف عن التنفيذ حتى إشعار آخر؟
إذا البازل وضعت قطعة خطأ و كملت عليها، رح يطلع عندك لوحة مخربطة، و ما رح يكون في مكان للكل، فبتبدأ تقص القطع الصحيحة لتقدر توسعها بالمكان الخطأ.
لكن طبعاً!
للتفاؤل الواقعي مجال للعمل، و الشغل كتير بهالقصة لما نقتنع فيها ونبدأ من ذواتنا، وإذا حدا حابب يشخص المشكلة و يحاول يحلها بنصحه يبدأ، لأن القضية تستحق السعي فيها.
إن شاء الله خير، ونقدر نحل هالأمور بصبر و حكمة وطول أناة وهمة من يريد الخير. بالتوفيق للجميع.
جوزيف شنكجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق