قدسية الحاج حسين، اسم محفور في ذاكرة النهضة المعرفية النسوية لمدينة دير الزور


 إعادة نشر عن: مشروع ونبقى

قدسية الحاج حسين، اسم محفور في ذاكرة النهضة المعرفية النسوية لمدينة دير الزور.
بدأت مسيرتها العلمية عام 1936 في المدارس الحكومية بدير الزور، حيث كان هناك مدرستين لتعليم الإناث في المرحلة الابتدائية: مدرسة الزهراء ومدرسة الخنساء. بعد انتهاء المرحلة الابتدائية عام 1942 قامت معلمة الصف برفع معروض لوزراء المعارف بدمشق - افتتاح مدرسة إعدادية للبنات. جاءت الموافقة، ولكن المشكلة كانت في عدم وجود بناء للمدرسة فما كان منها إلا أن حولت مستودع المدرسة الابتدائية إلى صف لطالبات الإعدادي.
أما الإشكالية الثانية، فتمثلت في عدم وجود كادر تدريسي لهذه المرحلة. فتبرع عدد من كبار المدرسين مجاناً لتعليم هذا الصف الوحيد في المدينة، وتقدمت الطالبات عام 1945 لفحص شهادة الإعدادية (البروفيه). كانوا تسع طالبات في الصف ونجح منهن أربعة آنذاك، منهم قدسية الحاج حسين. تعذر افتتاح قسم ثانوي في المدينة فذهبت إلى حلب للدراسة في المدارس الثانوية الداخلية للبنات حيث قدمت البكالوريا ونجحت. ثم تم تعيينها معلمة في مدرسة الزهراء في دير الزور.
شجع مدير المعارف في مدينة دير الزور هؤلاء النساء في مهنتهن كمعلمات ومن ثم مديرات لمدارس البنات، حيث كان يقوم بتوجيههنّ في طريقة تعاملهم مع الأهالي كي يستقطب العدد الأكبر من الفتيات وينخرطن في سلك التعليم. وكان دائماً يقول "لا تتحدوا العادات والتقاليد، لا تتخلوا عن لبس العباءة في الطريق للمدرسة كي لا ينفر الآباء من تعليم البنات، كونوا قدوة للأجيال القادمة فالجميع يراقب تصرفاتكم داخل وخارج المدرسة".
تسارعت وتيرة التعليم النسوي في المدينة وغدت مهنة. أحدث تعليم هؤلاء النساء الرائدات تغييراً بالمجتمع، حيث أصبح التعليم مطلباً للكثير من فتيات المدينة ودافعاً قوياً للأهل على تشجيع بناتهم على الالتحاق بالمدرسة، وأصبحت المدارس مراكز للإشعاع الثقافي والتوعوي والحضاري.
By Mira Nehlawi
صفحة مشروع ونبقى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق