كتب الصحافي عبد الفتاح عوض في جريدة الوطن: هل لديكم خطة خروج!!
هذا هو سؤال المليار الآن في سورية.
في أي أزمة أو كارثة فإن الحكومات تقوم بوضع مجموعة من الخيارات لخطط وخطط بديلة.
خطة ألف.. باء.. وهكذا.. حتى نصل إلى خطة ألا يكون لدينا خطة.
في الفترة الصعبة في سورية كانت الحكومات تتحدث عن سورية ما بعد الأزمة وتضع لذلك مجموعة ممن أطلقوا عليها في ذلك الوقت «مصفوفات» بعد ذلك جرى تداول تعبير خطة التعافي.
الآن أصبح لدى الجميع القناعة المؤكدة بأن الوضع الاقتصادي في حالة ليست جيدة ولا شك أن ما يجري في العالم يزيد الأمر سوءاً بل معظم دول العالم بما فيها الغنية تعيش أزمات اقتصادية مختلفة الشدة وهي تسير باتجاه حالات أسوأ نتيجة ما يجري في العالم من توترات وصراعات. فالعالم الآن يشبه حلبة صراع فهناك نحو 20 بؤرة صراع ساخنة وكثير من البؤر الباردة المؤهلة لتسخن في أي لحظة.
ثمة فوارق واضحة في طرق معالجة دول العالم للأزمة الاقتصادية وبين معالجتنا.
الفارق الأكبر أنهم في الوقت الذين بدؤوا يدخلون في حالة أزمة أو هم على أعتابها فإننا نعاني منذ أكثر من 11 سنة من حرب صعبة وما زالت أهم موارد السوريين خارج سيطرتهم، إضافة إلى أن الإنفاق خلال هذه السنوات كان كبيراً لدرجة لم يعد بالإمكان التحدث عن «احتياطي».
لكن ثمة فارق آخر هو لب القصيد هنا وهو ما أود مناقشته ويتعلق بأن الحكومة تضع خطط خروج من الأزمات، وتتعدد هذه الخطط فإذا لم تنجح الخطة الأولى يتم اللجوء إلى خطة بديلة وهكذا.
لكن السؤال هل فعلاً لدينا خطة خروج؟!
من يستطيع الإجابة عن هذا السؤال؟!
دعونا نحاول… إن كان لدينا خطة فمن الواضح أنها لم تنجح وإن كان الملاحظ أنه لم يجر أي تغيير في السلوك العام بما يوحي خطتنا أنه ليس لدينا خطة.
أسلوبنا للمحافظة على سعر الصرف هو نفسه.. معالجة ارتفاع الأسعار ما زالت هي هي.. حتى تبريراتنا هي ذاتها لم نجر عليها أي تحديث!!
ما نحتاجه الآن.. أن يكون لدينا خطط وخطط بديلة وهذا لا يمكن أن يتم من خلال عمل حكومي داخلي فقط بل يحتاج إلى ورشات عمل متخصصة في كل القطاعات يتبعها مؤتمر اقتصادي عام يضع نتاج كل هذه الأفكار في خطة واضحة مع وجود بدائلها.
بعد ذلك نحتاج إلى من يتحدث للناس عن وجود خطة خروج من الكارثة يمكنكم تسميتها خطة إنعاش- خطة تعاف- خطة إعمار أي اسم يناسبكم لكن من المهم أن يعرف المواطن أن هناك فعلاً خطة وأن يقرأ شيئاً عن مستقبله.
المواطن يدرك حجم المعاناة العامة لكنه يحتاج من يقول له إن لدينا خريطة طريق للخروج من هذه المعاناة.
إن مؤتمراً اقتصادياً يضع اقتراحات وحلولاً ومساراً اقتصادياً سيكون باعثاً للأمل وهو ما نحتاج إليه.
إن فريق كرة القدم يضع خطة… أليس من واجب الفريق الاقتصادي أن يضع خطة… حتى ولو كان لديكم خطة سرية المهم أن تخبروا الناس أن لديكم خطة. وسنصدق ذلك كما العادة.
أقوال:
– لا يخطط الناس للفشل، ولكنهم يفشلون في التخطيط.
– يمكنك دائماً تغيير خطتك، ولكن فقط إذا كان لديك واحدة.
– من خلال عدم الاستعداد، كنت تستعد للفشل.
عبد الفتاح العوض
جريدة الوطن السورية
28-09-2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق