مازال نقاش "الإساءة والتخريب للممتلكات العامة" يتفاعل بين متابعي المدوّنة، دوّنت فيفا كليسلي:


مازال نقاش "الإساءة والتخريب للممتلكات العامة" يتفاعل بين متابعي المدوّنة، دوّنت فيفا كليسلي:
دائما ما تستفزني النقاشات الدائرة حول السلوك الشائع، السيئ غالبا، في التعامل مع الممتلكات العامة وكأنه رد فعل طبيعي لمشاعر الغضب أو الحرمان، الخذلان أو حتى الفقر .
مجرد نزهة صباحية مبكرة في حديقة عامة مفروشة ببواقي الطعام، وقشور البذر، وعلب المشروبات تجعلك على يقين أن هذا السلوك لا يمكن أن يكون تعبيرا عن عدم إحساس رواد هذه الحديقة بالانتماء والمواطنة، هو بكل بساطة استهتار .
روائح المراحيض الناتجة عن ترك الأوساخ وسوء الاستعمال لا علاقة لها بمشاعر القهر والحرمان. هو فقط اعتياد على وجود تلك الروائح والتعايش معها .
إلقاء أكياس قمامة من على أسطح الشرفات أو من نوافذ سيارات فارهة هل له علاقة بالفقر أو الحاجة ؟
تكسير الممتلكات العامة و المنشآت الرياضية لا يمكن أن يكون نتيجة طبيعية للخذلان ولا للتعبير عن الغضب أو الاعتراض على خطأ ما أو نتيجة لم تكن على قدر التوقعات. هو مجرد سوء تربية وعنتريات.
ببساطة شديدة، لا أرى في تلك السلوكيات الا نقصا في اكتساب عادات مجتمعية تتمحور حول الحرص على الأماكن العامة أو ممتلكات الغير، النظافة، الترتيب، اتباع ارشادات السلامة العامة، احترام قوانين السير .
هي قيم وعادات نبدأ بتلمسها في بيوتنا، نراقب أبوينا كيف يتعاملان معها ومن ثم نقلدهما ومع الوقت تصبح عرفا وتترسخ في أذهاننا لتظهر من خلال سلوكنا وكأنها بديهيات .
للمدرسة أيضا دور كبير في الاشارة الى هذه القيم والعادات، لكنها لن تكون الا موجها قد ينجح أو يفشل. وهذا يتعلق بالقائمين على إدارة المدرسة ومدى إصرارهم على تقويم سلوك الأساتذة قبل الطلاب. وكذلك الأمر بالنسبة لدوائر الدولة ومدرائها قبل موظفيها .
لا أجد أية علاقة تربط ما بين هذه الممارسات و جميع المصطلحات التي تعبر عن المواطنة، الانتماء والهوية أو العقد السيكولوجية الناتجة عن القهر المجتمعي والظلم وانعدام الثقة بين الحكومة والشعب والى ما هنالك من التبريرات. وبالتأكيد لا يمكن التسليم بأنها نتيجة طبيعية لعشر سنوات من الحرب مهما كانت أسبابها المباشرة وغير المباشرة ....
اسمها بكل بساطة عادات .. أي سلوكيات يقوم بها الانسان بدون تفكير مسبق لسبب بسيط أنه يدركها منذ صغره ويمارسها طوال حياته.
ببساطة شديدة البيت هو منبع التربية، السلوك اللائق والأخلاق، والمجتمع (البيت الكبير) بالنتيجة هو كل هذه البيوت الصغيرة التي تخرجنا منها .
لن ينفعنا الا القوانين الصارمة والعادلة والتي كانت وما زالت غائبة. قد تكون موجودة لكن القائمين على مراقبة تنفيذها لا يبالون بها ولا يدركون أهميتها، ربما لنفس الأسباب التي ذكرتها ... (البيوت)
ففاقد الشيئ لا يعطيه لأنه لا يرى أصلا هذا النقص!
فيفا كليسلي
*صورة من دمشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق