دونت فاطمة فرواتي:
ماذا لو تلاقت ريادة الأعمال مع التعليم؟
لطالما كان التعليم الحقيقي هو أيضاً
سبيل للمس مواضع اللاتقليدية في العقل والروح..ومحفز لتجليات سحر الإلهام والابتكار وبناء العقلية الريادية!
إذ يأخذني في كل مرة نقوم بها بنشاط لاصفي، أو مشروع فيه مافيه من ضوء الابتكار وتلك اللحظة التي يحل بها طالب مشكلة على طريقته هو، تلك الطريقة التي لاتحده حتى بهامش! يأخذني..سؤال ماذا لو لم يتم عزل التعليم عن ريادة الأعمال في سوريا؟
بالبحث والعودة إلى تقرير "تعليم ريادة الأعمال من الممارسة إلى السياسة حول العالم" ضمن مؤتمر القمة العالي للابتكار في التعليم والذي يظهر تداخل حلقات التعليم وريادة الأعمال معاً بشكل متناغم يفيض بسحر خاص وأثر عميق لتغيير النظرة التقليدية عن التعليم وريادة الأعمال.
حيث استعرض التقرير اثنتي عشرة تجربة عيانية عن تجربة تعليم ريادة الأعمال، ولم يقصروا فيه تعريف ريادة الأعمال على إطلاق مشاريع جديدة ومبتكرة وحسب، قائلين:
"إننا نّعرف تعليم ريادة الأعمال بأنه منهج يمكن الطلاب (بمختلف أنماطهم) من ممارسة مهارات الابتكار والبحث والاستنباط واستغلال الفرص لإنتاج قيمة مضافة." (نيك وبروش وجرين، 2014؛ معجم الفاينانشال تايمز، 2013).
وعليه، إذا ماتوسع اليوم حاملي قضية ريادة الأعمال وقضية التعليم في التعريف، ليصبح تناغمهما..منهج ذا أثر حقيقي، حيث لا تقتصر قضية نشر مفاهيم ريادة الأعمال على المؤسسات التنموية أو الشركات الخاصة التي عادة ماتحد التعريف وتأخذ أنماطاً معظمها مكررة في نشر ثقافة ريادة الأعمال..والتي في الغالب تتجلى في التدريبات الرسمية التي تهتم 'بالتارغيت' والمستفيدين كرقم وليس كقيمة، والوصول وليس مابعد الوصول، الأثر وقياس الأثر،
دون معايير احترافية 'حقيقية'، سواء أكان ذلك في المحتوى الذي يتناسب مع المتغيرات وبيئة العمل في سوريا، أو المدربين المختصين وحتى سياق التدريب ككل.
ماذا لو كانت القلة الباقية التي تعمل لنشر ثقافة ريادة الأعمال بطرق لاتقليدية كإقامة الفعاليات إضافة للتدريبات الاحترافية المدعومة بأنشطة مبتكرة والمبادرات التنموية التي تعنى بالابتكار في الأعمال والوصول للعقلية الريادية، تأخذ بعين الاعتبار البدء من بداية الهرم؟ المدرسة بشكل خاص؟ والمؤسسات التعليمية بمستوياتها المختلفة؟
ماذا لو وجدنا فكر ريادة الأعمال يبدأ انتشاره في عمر الإبداع....عمر الأطفال؟!
ماذا لو تلاقت مفاهيم ومهارات ريادة الأعمال مع التعليم بجمال وأثر في طرف حلقة؟
هذا ليس بالأمر الهين، ولكن ثمة طرق دائماً للبداية، أهمها، دراسة نماذج ناجحة في هذا المجال والتي تماهى فيها فكر ريادة الأعمال 'الحقيقي' مع التعليم لمختلف المراحل_كل حسب حاجته وإمكاناته_ كمواضيع ومهارات مدروسة وكيف يتم تحفيز ووهب العقل والشغف تلك المساحة للتفكير الإبداعي و الابتكار والتجريب وحل المشكلات مع إرشاد وتوجيه مؤثر واحترافي وعملي، إضافة للاضطلاع بتحليل التجارب والأبحاث التي حددت بالضبط ووفق منهجية واضحة مواضع الضعف في تجليات الابتكار والتي أثرت بالتالي على النشاط الريادي.
ولعل من أهم الخطوات العملية للبداية بشكل جدي ومؤثر هو التنسيق بين المبادرات والجهات التي تهتم بشأن ريادة الأعمال وبين المؤسسات التعليمية لتقديم جلسات رسمية وغير رسمية بطرق تفاعلية ومبتكرة إضافة للرحلات والزيارات المختصة ببناء الوعي تجاه ثقافة ريادة الأعمال وإقامة معسكرات تدريبية من خلال منهج مدروس ومؤثر ومفيد، إضافة لعدم اتباع سياسة إقصاء المعلمين الذين يمتلكون حس الابتكار و تعدد الإمكانات والشغف وموهبة التعليم بحب خارج الصندوق..من هذه القضية! وتدريبهم أولاً على مفهوم ريادة الأعمال، ليحملوا بوعي عميق ضوء القضية وليشاركوا في خلق مساحة من الإلهام في عقل وروح الطلاب، باسم الابتكار والشغف والتعليم وبناء عقلية الريادة والنمو، بحب وأثر.
فاطمة فرواتي
Fatima D. Farwati
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق