بعد 56 عاما، مكتبة أطلس حلب وأحد أهم معالم الجميلية للبيع..


بعد 56 عاما، مكتبة أطلس حلب وأحد أهم معالم الجميلية للبيع..
صحيح أن المكاتب التقليدية لم تعد مطلوبة بوجود القراءة الالكترونيه المجانية ولكن تدهور الحال الاقتصادية للقارئ يدفعه لعدم شراء أي كتاب مقابل الأولويات المعيشية حتى أولئك الذين يفضلون القراءة الورقية كالروايات الأدبية
وفي ظل روتينية المكتبات بخدماتها "البيع والشراء فحسب" فالمتوقع ندرة المكتبات و دور النشر دون تقديم أفكار كالقراءة المأجورة أو الاستعارة الخارجية أو غيرهم الكثير
تدهور عام في حال الثقافة السورية، دور وزارة الثقافة مجهول ولا نية حقيقيّة ربما لحماية الثقافة الشعبية العامة سواء مهن حرفية كالنفخ في الزجاج الذي توقفت آخر ورشات عمله قبل أيام أو كانت نشاطات و مراكز علمية تكاد معها دوّر الثقافة و قصورها و نقاطها منعدمة النشاط حرفيا سوى لإلقاء بضعة قصائد
وأقتبس من محمد سامر إسماعيل "ربما كانت السبعينيات والثمانينيات الربيع الحقيقي لازدهار المكتبات في حلب"، يعلق الروائي والناقد نذير جعفر "كنت لا أمر بشارع إلا وأحظى بمكتبة تزخر بآخر ما طبع في بيروت أو القاهرة أو دمشق. بل إن بعض أصحاب تلك المكتبات كانوا يطلبون للقارئ أي كتاب يريده من دور النشر ليصلك خلال ثلاثة أيام. أما بالنسبة إلى الكتب القديمة أو المفقودة من المكتبات الحديثة لنفاد طبعاتها؛ فكان لها مكتبات عدة متخصصة فيها في شارع القوتلي، لتتحول كلها الآن إلى محلات لبيع "الموبايلات" وأكسسواراتها"!
ماض جميل
لا يمكن لمثقف من حلب أو زائر لها آنذاك؛ إلا ويتردد على مكتبة الفجر التي تخصصت ببيع الكتب الروسية المترجمة إلى العربية؛ وبالفكر الماركسي على نحو خاص؛ إذ كانت معارضها السنوية تشهد زحاماً كبيراً. وهذا ما كان يستغله هواة سرقة الكتب في الحصول على مبتغاهم بلا ثمن، حتى تحولت مكتبة الفجر إلى محل لبيع الكنافة النابلسية.
المكتبات في حلب كان لها دور رئيسي في بيع أو ترويج إصدارات دور النشر المصرية واللبنانية؛ وتشكيل ما يشبه صلة وصل بين الشرق والغرب. فمكتبة استانبولي كما يتذكرها الروائي نذير جعفر: "كانت تزين واجهتها بآخر الإصدارات في العواصم العربية التي لم يمض على صدورها سوى بضعة أيام! وكان صاحبها مستعداً لإحضار أي كتاب عربي أو أجنبي تطلبه من أي عاصمة أو دار نشر، وكم أحزنني أيضاً تحولها إلى محل لبيع الحقائب الجلدية"!
انتهى الاقتباس
الموت لحضارة أي وطن ليست فقط هجرة الكفاءات العلمية السورية ولا سفر أو وفاة النخب الثقافية و الحضارية بل قتل لإمكانيات التجدد المعرفي وانعدام الفرص لإمكانية بعثها من جديد
حسين حميدي
*الصورة متداولة لإعلان بيع مكتبة أطلس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق