عن قرارات الإغلاق الأخيرة


كتب صلاح موصللي عن قرارات الإغلاق الأخيرة:
المشكلة الأكبر اليوم في قرار إغلاق المحال التجارية ضمن ساعات معينة ليست في الجدوى الاقتصادية للقرار، أو في مدى ملائمة التوقيت، ولا بالمبررات الموجبة له.
المشكلة هي أن القرار صدر عن المكتب التنفيذي في دمشق لتتبناه المكاتب التنفيذية في المحافظات الأخرى تباعاً، بدون تغيير لملاءمة هكذا قرار مع احتياجات المناطق المختلفة أو تحدياتها الخدمية والبيئية أو نظامها العمراني أو الطابع الثقافي لكل منها.
هذا القرار مرتبط بالإدارة المحلية بشكل مباشر، ما يعني أنه من المفترض أن يصدر عن كل إدارة محلية تبعاً للاحتياجات المنطقة وتطلعات المجتمع المحلي. أما صدوره بشكل موحد فيعني مركزية في القرار وغياب لدور المجتمع المحلي والأهلي والاعتماد على الدور الحكومي كصانع وحيد للقرار المحلي، وهذا في الوقت الذي تسعى فيه الحكومات عالمياً لابتكار أدوات تعزز اللامركزية والتشاركية وتبذل جهوداً ضخمة لإشراك المجتمع المدني المحلي في صناعة حلول مستدامة.
الغياب المستمر لدور وفعالية المجتمع المدني في سورية كان عاملاً هاماً في الوصول إلى الأزمة التي مرت بها البلاد، والاستمرار بهذا المنهج لن يساعد حتماً في الخروج منها.
صلاح موصللي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق