سورية بين تخبطات الأرقام ومؤشرات الازهار


دوّن محمد مكيّس:
سورية بين تخبطات الأرقام ومؤشرات الازهار
بعد سيادة تيار العولمة والانفتاح الاقتصادي وتدفق الاستثمارات، لم تعد هناك دولة بعيدة عن
الرقابة و التقييم، فثورة المعرفة و التكنولوجيا حولت العالم إلى قرية صغيرة مكشوفة.
تُصدر العديد من المؤسسات والمنظمات الدولية والاقليمية وبشكل دوري عدداً من التقارير والمؤشرات وقواعد البيانات حول القضايا الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، وذلك بهدف استعاملها من طرف واضعي الخطط والسياسات التنموية والمهتمين على المستوى المحلي والإقليمي والدولي والمستثمرين ووكالات التصنيف الدولية.
بالنسبة لتقرير مؤشر الازدهار 2020 الصادر عن معهد ليجاتم، فقد تم إصداره لأول مرة عام 2007 ويتم إصداره سنوياً. يقيس التقرير جهود 167 دولة لتعزيز رفاه مواطنيها
من خلال 3 مجالات
المجتمعات الشاملة، السوق المفتوح، تمكين الناس
و 12 محور يضم 294 مؤشر.
تصدر التقرير دول (الدنمارك - النرويج - سويسرا)
وجاءت دولة الإمارات في المرتبة الـ 40 عالمياً والأولى عربياً.
إنّ الهدف من عرض و تحليل المؤشرات هو الوقوف على أداء سورية من خلال المؤشرات المفيدة، فلها موضع اعتبار كبير من قبل المؤسسات الدولية والشركات الاستثمارية العالمية و غيرها.
جاء ترتيب سورية في المرتبة 158 من أصل 167.
وكان ترتيب سورية حسب المحاور:
الجودة الاقتصادية 131
التعليم 127
بيئة الأعمال 162
الحوكمة 161
الصحة 114
البيئة الاستثمارية 140
ظروف المعيشة 103
البنية التحتية للأسواق، وسهولة الوصول إليها 122
البيئة الطبيعية 163
الحرية الشخصية 167
السلامة والأمن 165
رأس المال الاجتماعي 166
علينا فهم التأثير الذى يمكن أن يُحدثه متابعة هذه المؤشرات ووضع الخطط لتطوير جودة الحياة وتطوير مؤشرات للازدهار في سورية ضمن خطط استراتيجية طويلة الأمد لا خطوات عبثية.
لذلك علينا التفكير جديا بالتشاركية بين كل القطاعات والعمل سوياً لوضع خطط ومؤشرات تطوير تعتمد على المؤشرات العالمية.
نحن في سورية بحاجة إلى تفعيل دور الجامعات ومراكز الأبحاث المجتمعية لكي نحصل على بيانات دقيقة تساهم في دفع عجلة التنمية وتطوير القوانين والمشاريع القادمة لأن الأدوات التي تستخدم حالياً لا تواكب التطور العالمي ووسائل الرصد والتقييم، وذلك لكي تساهم في استقطاب المستثمرين والشركات العالمية والممولين في كل القطاعات ما ينعكس تلقائياً على الازدهار في المجتمعات المحلية السورية.
الصورة من غلاف الفلم الوثائقي Prosperity
محمّد مكيّس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق