كتب محمد قواص: دول النزاع كموطن للشركات الناشئة


كتب محمد قواص: دول النزاع كموطن للشركات الناشئة
البلدان الأقل تطوراً، ودول النزاع والحروب، والدول الجديدة على ريادة الأعمال هي موطن للشركات الناشئة.
وقت ينحكى عن الشركات الناشئة (Startups)، دائماً بيكون في تصوّر عام هو أنها لازم تكون في دول متقدمة (حيث تتوفر جميع الموارد). بس بالحقيقة، هالتصوّر تماماً خاطئ.
يمكن للشركات الناشئة أن تبدأ في أي مكان، وغالباً ما تكون الدول ذات الاحتياج الأكبر، هي يلي فيها أكبر الفرص.
ليش؟ لأنو هي البيئات فيها مشاكل غير محلولة، يمكن للشركات الناشئة الاستفادة منها ليس فقط لتحقيق ربح، ولكن أيضاً لإحداث تأثير وتغيير إيجابي للاقتصاد والمجتمع.
لنأخذ دولة "أفغانستان" كمثال...
كانت أفغانستان في حالة حرب مستمرة منذ 13 عاماً. لهذا السبب، كانت بتعتمد بشكل كبير على أموال المساعدات والإنفاق من قبل أفراد الجيوش الأجنبية المتواجدة على أراضي الدولة. على الرغم من أن الوضع لم يتغير كثيراً حتى اليوم، إلا أن الدول الأجنبية تسحب قواتها تدريجياً من البلاد.
أدى هذا الانسحاب إلى خفض المساعدات المالية التي كانت أفغانستان تتلقاها على مر السنين، ولكن ما يستحق الاحتفال هو حقيقة أن الأفغان أصبح لديهم فرصة مثالية لتشكيل وبناء أفغانستان لتصبح دولة مزدهرة من الداخل.
وعقلية الأفغان كانت متفائلة على أمل المساهمة في رفع سويّة اقتصادهم المشلول..
طيب شو صار؟
في غضون عام واحد فقط، كان عدد الشركات الناشئة التي بدأها الشباب الأفغاني المتحمس مثيراً للإعجاب.
حيث تم إنشاء أول مركز احتضان لشركات التكنولوجيا، وافتتح Founder Institute (حاضنة أعمال ومركز لتدريب رواد الأعمال وإطلاق الشركات الناشئة) فرعاً في مدينة كابول، ووصلت Startup Grind إلى أفغانستان، وكان Startup Weekend أول حدث لها في مارس 2016، كما أن عدد الجامعات يبذل جهوداً لدعم الشركات الناشئة.
لقد بدأت ثورة أفغانستان، ولكن لم تكن تُقاد من قبل الجنود، بل من "المبادرين والمؤسسين" المؤمنين بدورهم في ازدهار الأمة.
بالحديث عن الشركات الناشئة ورجال الأعمال الشباب في أفغانستان، أحمد رضا زاهدي هو اسم جدير بالذكر. رجل أعمال شاب في أفغانستان، إنه مالك شركة TechSharks - وهي شركة لتطوير الويب والتكنولوجيا الرقمية عبر الإنترنت. بدأ في عام 2011 عندما كانت البلاد في حالة حرب. تصميمه وشغفه في خدمة بلده وتفانيه لم يخذله هو وفريقه.
حتى اليوم، يواصل تقديم مساهمته في تغيير صورة البلاد ولعب دوره في تعزيز الاقتصاد. يريد إدخال التطور التكنولوجي في أفغانستان قبل أن ينقل عمله إلى السوق العالمية، وهذا يظهر حبه لبلده.
ما حصل في أفغانستان أثبت للعالم أن الشعب الأفغاني لا يقل جدارة عن أي شعب آخر في الوصول إلى الرخاء الاقتصادي.
برأيي، سوريا قادرة انها تعمل قصة نجاح مبهرة أكتر بقدرة شعبها على الصعود باقتصادها المتضرر، بس بالتأكيد في كتير عقبات لازم يتم تذليلها (من قبل الحكومة ومنظمات المجتمع الأهلي والمدني) لحتى تساعد روّاد الأعمال الشباب للدخول إلى سوق العمل والبدء بالمساهمة في بناء مجتمع مزدهر.
رح حاول احكي عن هي العقبات بمنشور لاحق...
محمد قواص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق