ماذا عن ريادة الأعمال في سورية؟ سلسلة جديدة كل اثنين!
عندما بدأت العمل على البحث الخاص بمشروع التخرج في ماجستير إدارة الأعمال بالجامعة الافتراضية السورية، واخترت مجال ريادة الأعمال كموضوع للبحث، لم أكن متفاجئاً بشح الأبحاث السابقة في هذا المجال في سورية، أو بندرة المعلومات والبيانات على الرغم من العدد الهائل للمنظمات والحجم الكبير للتمويل لبرامج الريادة في سورية، إذ من المعروف أن التجارب العملية لدينا نادراً ما تستند إلى الدليل العلمي أو تُوَثّق بشكل يجعل من الممكن استخلاص الدروس والبناء عليها في خطط استراتيجية لاحقة.
المفاجئ في الحقيقة، هو الكم الكبير من التوثيق والتقارير التي تعود لما قبل 2011، والمنفذة بغالبيتها العظمى من قبل منظمات دولية وبرامج حكومية أوربية وبريطانية تحديداً، والتي تدرس وتحلل بشكل متكامل التغييرات التي مرت بها ريادة الأعمال في سورية على المستويات التشريعية والتعليمية وغيرها من عوامل النظام البيئي الريادي، وعلاقتها المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سورية والمنطقة في تلك المرحلة.
هذا الكم من المراجع والبيانات التي تحملها، تمثل - في تلك المرحلة - مدخلات جوهرية لعمليات التخطيط الحكومي وغير الحكومي الهادفة لتطوير ريادة الأعمال، وغياب هذا النوع من المرجعيات خلال السنوات العشر السابقة هو أحد أهم أسباب غياب أي نتيجة تذكر لعشرات المنظمات والبرامج الممولة محلياً ودولياً، والتي تهدف نظرياً إلى دعم رواد الأعمال في فترة الحرب، ولكن بنتائج خجولة تضع الملايين من الدولارات المنفقة في هذه البرامج أمام أسئلة محرجة للغاية.
ولعل السؤال الذي يبرز هنا، هو عن دور الشباب الناشطين في مجال العمل المجتمعي والمتحمسين للريادة في تطوير مبادرات ومشاريع تساعد في بناء قواعد معرفية وتعزيز البحث العلمي في هذا المجال. في الواقع، وباستثناء حالات معدودة، لم يكن للشباب دور يذكر في هذا العمل، وربما ساهمت الهجرة المستمرة مع ضعف بنية البحث العلمي والتوجيه غير التوازن للتمويل في الحد من هذا النشاط، وهو ما كان دافعاً مشجعاً لي على البدء بمبادرة "ماذا عن ريادة الأعمال في سورية" بعد اقتراح الصديق وسيم السخلة، لتكون زواية أسبوعية في مدونة الشأن العام، تناقش قضايا متعددة متعلقة بريادة الأعمال والنظام البيئي الريادي في سورية.
على أمل أن تكون هذه الخطوة بداية لمرصد خاص بريادة الأعمال في سورية، يسهم في تطوير السياسات والاستراتيجيات الحكومية وغير الحكومية، وتوثيق أفضل الممارسات والتجارب والدروس المستفادة من البرامج والمشاريع المنفذة.
انتظرونا مساء كل اثنين
صلاح موصللي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق