عن فهم المساحات العام ( جدران دمشق القديمة مثالاً )

 


دوّن جبران خانجي:
عن فهم المساحات العامة ( جدران دمشق القديمة مثالاً )

أثارت الرسومات التي نفذها مجموعة من الشبان و الشابات على جدران أحد مناطق دمشق القديمة حفيظة البعض , فانتفضوا رافضين و مهاجمين لها مع وسم منفذي الرسومات و من أذن لهم بعبارات مثل : المخربين , انصاف الفنانين , المعتدين على الأصالة , عديمي المسؤولية ............الخ . وقد نصَّبوا أنفسهم ( المعترضين على الرسومات ) كحُماة لهوية المدينة و تراثها في مواجهة فئة شابةضالّة وصفوها بفئة المخربين , أو بفئة تفتقد الوعي في أفضل الأحوال . وطبعاً لم يطالب المعترضين بالحوار مع هؤلاء الشابات و الشبان , أو بالبحث عن حلول بديلة , بل على العكس من ذلك تماماً , طالبوا بالإلغاء , بمعنى إزالة الرسومات و عدم السماح لهذه الفئة بإستخدام هذا الحيز من الفضاء العام , الذي يرون في أنفسهم حكمة حصرية في إدارته و السماح و المنع لمن يرونه مناسباً, بالرسم عليه أو استعماله .

المساحات العامة - سواءًا أكانت جدران دمشق , أم سوريا كلها كوطن - هي مساحات تشاركية , تتولى السلطات المحلية أو الوطنية ادارتها بتفويض من مواطنيها و بالتشارك و الحوار معهم.

إن كنا جادين في بناء وطن لكل السوريين فيجب علينا ( حكومات و أفراد ) : استبدال عقلية الإستبداد و الإقصاء بعقلية الحوار , المشاركة و الإحتواء .

Jobran Kanji
*الصورة من التكيّة السليمانيّة وهذه المساحة التي كانت متنفساً أغلقت بأبواب حديديّة منذ سنوات ولم تعد متاحة إلا في بعض أوقات البازارات أو المهرجانات.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق