دوّن لنا سردار شريف:
الشباب السوري ...والساحات الإنسانية
الحرب السورية لم تكن حربا" مدتها يوم أو يومين لا بل سنوات عديدة شهدت الأرض السورية الكثير من العنف في جميع أنحاء المدن السورية عنف بكل أشكاله ودمار للبنية التحتية والفوقية وهجرة للعقول أدت إلى فقدان التوازن في المجتمع السوري وانقراض للتعليم والثقافة وانعدام للإنسانية والاستقرار ...ولكن رغم كل الفوضى التي انتشرت كانت أيضاً تنتشر فكرة العمل المدني والساحات الإنسانية وتشكيل المجموعات الشبابية للدفاع عن الثقافة السورية والفكر السوري وتقديم كل أنواع الدعم لكل فئات المجتمع
كانت التحديات كبيرة أمام أفكار الشباب السوري في كل مكان وفي جميع المجالات من تعليم وإغاثة وتثقيف وإعادة تأهيل والانخراط بالعمل المدني والإيمان بفكرة التطوع والعمل الإنساني الذي كان يتحدى بشكل مباشر كل أشكال العنف التي كانت تزيد يوما بعد يوم والتي كانت الضحية الأكبر فيها أيضا الشباب السوري .
الدعوات الشبابية كانت لا تتوقف على مواقع التواصل الإجتماعي والندوات والدورات التدريبية رغم أن الحرب كانت تدمر كل شيء وتزيد من نسبة النزوح والمخيمات التي زادت من نسبة الجهل وفقدان الملايين من الأطفال السوريين للمقاعد الدراسية وايضا فقدان حقوقهم المدنية والإنسانية التي يتمتع بها كل أطفال العالم ولكن كانت مشاريع تعليم الأطفال وتقديم الدعم النفسي لهم من أولويات عمل الشباب وتوفير كافة المستلزمات للأطفال واليافعين لملىء الفراغ الكبير التي سببته الحرب السورية.
الساحات الشبابية الإنسانية في سوريا لفتت أنظار العالم كله لقوة إرادة الشباب وهم في عمق العنف الدائر على أرضهم وإصرارهم على إعادة الاستقرار للشارع السوري وصناعة السلام ولهذا أصبح الكثير من الشخصيات الشبابية السورية تمثل الشباب والشعب السوري في المؤتمرات الدولية التي كانت تنعقد في كل أنحاء العالم وكانت أغلب المؤتمرات عنوانها الأزمة السورية
مازال الشباب في سوريا هم الفئة الأهم في الحرب التي ليس لها نهاية والتي أثبتت قدرتها على البقاء رغم قسوة القرار وخدمة المجتمع السوري وتقديم الأفكار والأعمال التي كانت سببا" بتقليل الألم على كل من بقي وعاش تفاصيل حرب الخريطة السورية
وبالرغم من كل التضحيات الشبابية وكل ما قدمه الشباب السوري من أرواح وأعمال وأفكار إلا أنهم مازالوا يعانون من التهميش الكبير من قبل السلطات المعنية وإخفاء دورهم المهم في إبقاء سوريا قوية أمام الحرب الطويلة وعدم وجود أي قوانين حقيقية وجادة تؤمن حقوقهم ومتطلباتهم كوزارة للشباب أو تعديل قوانين تشجع الشباب للبقاء في سوريا والابتعاد عن فكرة الهجرة ويبقى الشباب ينتظر ويحمل الكثير من التساؤلات عن المستقبل المجهول القاسم المشترك بين كل الشباب السوري.
Sardar Sharif
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق