وّنت رزان الحسّو: #الحسكة_بلا_مي
وككل أزمة إنسانية في هذه البلاد هناك تجار أزمات يعيشون
على مآسي وآلام العطاشى والمرضى ومن ضاق بهم الحال.
بالتأكيد ستخلق أزمة المياه في الحسكة سوقا" للربح.
فمن لا نقطة ماء في خزان منزله سيضطر لتحمل الذل والعوز من المنتفعين.
بجهود العاملين في القطاع المجتمعي تشهد الحسكة مبادرات عديدة تقدم استجابات طارئة لأزمة المياه التي تعاني منها الحسكة بأغلب أحيائها.
وكما أثبتت تجربة العمل المجتمعي في سورية بعد الحرب دورا"بالغ الأهمية للقطاع الأهلي والمحلي،تبرز بشكل فج الثغرة الحقيقية فيه وهي غياب التشاركية والتخطيط المشترك للأزمات والاستجابات الطارئة وكأن كل يغني على ليلاه.
في خضم كل ذلك هناك من يعمل بكل إخلاص ومحبة تجاه قيمه الإنسانية ومجتمعه.
تذكر مأساة الحسكة بسؤال بالغ الأهمية يطرحه كل مراقب لأغلب المآسي الإنسانية في هذا العصر الرقمي،هل يجب أن يكون للمأساة صورة رقمية لامعة وبراقة برتوش التسويق والدعاية لتكسب التعاطف تجاه تلك المأساة.
ومايمكن إسقاطه أيضا"على المظلومين والضحايا للمآسي يبصقون في وجه الأقدار ويتساءلون لماذا لم يسأل عنا أحد،ولماذا الآن.
كما تبرز أيضا" ضرورة تحليل التعاطف الإنساني للسوريين وكيف أصابه الشرخ والانقسام ككل مافعلت به الحرب،والذي يظهر عند كل مأساة إنسانية يبدو أنها ليست الأخيرة في هذه البلاد.
ولكن وبكل موضوعية وللمرة الأولى بعد كل هذه السنوات أجد أن الحسكة استطاعت أن تكون حاضرة في كل مساحات هذا الفضاء
أشعار عنها،حسرات لأجلها،ومعاتبة للذات على التقصير بحقها
واستذكار المآسي المماثلة حين ذكر الدكتور سعد الدين كليب عبرصفحته وما أسماه تراث العطش في حلب وكيف كان العطش أقسى مايمكن أن يمر به الإنسان،وكذلك في دمشق
لا بأس إن كانت هذه المأساة عرفت الجميع بمدينة الحسكة
هو بذرة لبناء المنظور الإنساني لسورية مابعد الحرب وليس الآن هو المجال المناسب للوم المظلومية السورية التي أصبحت لاتحتمل ذلك فالكل تجرع من الألم حتى الثمالة.
لماذا يصمت بعض الأشخاص الذين أعرفهم عن التعاطف لأنهم يعلقون لي الآن مقصلة،بحثا"عن قضايا لم أتعاطف معها على ذائقتهم ،ويقيمون محكمة تفتيش لكل من لم يتقن الاصطفاف،بل أصبح القالب هو المقصلة.
نعم الخطاب الإنساني لارواج له،بعد كل هذا الألم.
ماذا تعني لي الحسكة بما أني ولدت وعشت أغلب عمري في دمشق.
الحسكة هي حكايات الجمال والبساطة والدفء في ذاكرتي والتي ربما أتحدث عنها في أحد المقالات .
أخيرا"أشرت سابقا"لمبادرة فردية تعمل على توفير التبرعات لحفر الآبار وتأمين مياه الشرب وطبعآ لن تستطيع أن تسد حاجة الحسكة ولكنها قد تسقي الآن طفلا"يركض بحثا"عن نقطة ماء.
مع الإشارة أن اللجوء لحفر الآبار السطحية والتي لجأ السكان لذلك هي حل مؤقت ولايمكن اعتماده على المدى البعيد.
كما أود أن أشكر كل العاملين في الجهات المحلية وللمبادرات التي تعمل لتوفير المياه ولتلبية احتياجات النازحين من رأس العين.
Razan Al-hesso
اللوحة للفنان سعد يكن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق