حرب الجيل الرابع؟





استخدم الرئيس بشار الأسد مصطلح حروب الجيل الرابع في لقاء تلفزيوني، فما هو هذا المصطلح وماذا يعني؟

حرب الجيل الرابع - (Fourth Generation War (4GW
هي الحرب الغير متماثلة - Asymmetric التي لا تكون بين جيش وآخر، أو صدام مباشر بين دولة وأُخرى، تستخدم فيها الدولة كل الوسائل والأدوات المتاحة ضد الدولة العدو لإضعافها وإنهاكها وإجبارها على تنفيذ إرادتها دون تحريك جندي واحد , تستخدم فيها الإعلام والاقتصاد والرأي العام وكل الادوات المادية والمعنوية وتستخدم حتى مواطني الدولة المستهدفة ضدها، وتُعتبر حروب الجيل الرابع أمريكية الاصل وقد استخدم مفهوم حروب الجيل الرابع في عام 1989 من قبل الامريكي وليام ليند - William S. Lind، ولتوضيح حروب الجيل الرابع أكثر، ينبغي أن نتعرَّف على الأجيال السابقة لها من الحروب..

- حرب الجيل الأول: وهي الحرب التي تحدث بين جيشين تقليديين، تابعين لدولتين متحاربتين، وتحدث على ساحة معركة وتكون المواجهة مباشرة..

- حرب الجيل الثاني: هي الحرب التي تحدث بين دولة ولا دولة، كأن تحدث بين جيش تابع لدولة وجماعات إرهابية أو قوات غير نظامية وأمثال هذه الحروب كانت تحدث في أمريكا الاتينية و يطلق عليها حرب العصابات..

- حرب الجيل الثالث: تُعرف بالحرب الوقائية أو الاستباقية وكما يقول الامريكي وليام ليند - William S. Lind بأنَّ من طور هذه الحرب هو الجيش الالماني في الحرب العالمية الثانية ومثل ذالك الحرب الأمريكية على العراق وتتميز بعنصر المفجاة والسرعة والمرونة …

- حرب الجيل الرابع: هي حرب أمريكية الأصل، طورها الخبراء العسكريون بعد أحداث 11 سبتمبر، بعد أن وجدوا أنفسهم في مواجهة تنظيم إرهابي دولي ليس له جيش واضح أو موقع معين لأستهدافه، بل مكون من عناصر محترفة وله خلايا بمختلف الدول وله امكانيات كبيرة بأستهداف الدول التي تشكل أهداف له، لذالك سميت الحرب الغير متماثلة ..

وهناك تعريفات أُخرى للجيل الرابع من الحروب، فقد قال البروفيسور ماكس مانوارينج - Max G. Manwaring الاستاذ الباحث في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في ندوة القاها بمعهد دراسات الأمن القومي الاسرائيلي سنة 2012 بأنَّ (الحرب هي الإكراه، سواء غير قاتلة أو قاتلة كما اعتدنا في الماضي) وهذا هو الجيل الجديد في الحرب، فيستخدم كل الوسائل المتاحة لخلق دولة ضعيفة منهكة تستجيب للنفوذ الخارجي وكما أعقب كلامه ”فأذا فعلت هذا بطريقة جيدة وببطئ كافي“ بأستخدام مواطني الدولة العدو ”فسيستيقظ عدوك ميتا“…

أما المحلل الأمريكى وليام ليند - William S. Lind وصف الحروب التى تعتمد على مبدأ اللامركزية بحروب الجيل الرابع ...

في حين اعتبر اللواء الركن المتقاعد ماجد القيسي حروب الجيل الرابع بأنَّها: ”ذلك الجيل المتعلق أصلا بالأسلحة وليس بمبدأ اللامركزية التي وصفها وليام ليند الحروب الحالية بالجيل الرابع، وهنا أُشير أنَّ هناك جيوش نظامية تعتمد مبدأ اللامركزية في حروبها كالجيش الصهيوني الذي يعتمد اللامركزية واستخدمها في حرب تشرين/ أوكتوبر و تحديداً من قبل شارون - Ariel Sharon في ثغرة الدفسوار واللامركزية ليس كمبدأ حرب، وإنما كأسلوب سيطرة.“

الوسائل المستخدمة في الجيل الرابع من الحروب:

- الإرهاب والتطرف والمنظمات والجماعات والخلايا الإرهابية وتوجيها واستخدام تكتيكات حرب العصابات لتحقيق الاهداف المراد منها.

- استخدام الحرب النفسية والذهنية المتطورة وأدواتها الاعلام والانترنت والتلاعب النفسي وتحريك الرأي العام.

استخدام الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية.

- تطور تكنلوجيا المعلومات وتكنلوجيا الناتو والهندسة الجينية والحواسيب المتطورة والرادار التموجي وتشكيل الجيوش السبرانية لتشكل وسائل لهذه الحرب لم يكن من الممكن الحصول عليها سابقاً.

كل هذه الوسائل تأتي في سبيل اخضاع الدولة المستهدفة عن طريق جعلها دولة فاشلة ومنهكة وضعيفة، تستجيب للضغوطات والتدخلات الخارجية وتكون أرض صالحة للنفوذ والسيطرة ...

في هذا السياق لو نسأل إلى أين تتجه حروب الجيل الرابع ؟ وما هي الآفاق المستقبلية لها؟ نرى بعض الإجابات عن هذا السؤال

يقول نائب رئيس معهد أمريكا الجديدة بيتر بيرجن - Peter Bergen ”مثلما فقدت الولايات المتحدة احتكارها للأسلحة النووية بعد فترة قصيرة من الحرب العالمية الثانية، فقد فقدت اليوم احتكارها لحرب الطائرات المسلحة بدون طيار والحرب الإلكترونية الفعالة. وهذان الشكلان من أشكال الحروب يحدثان على حد سواء خارج الأطر التقليدية المعتادة للحروب، كما لم يتمّ تغطيتهم بشكل حقيقي بموجب اتفاقيات جينيف. حيث لم تتوقع هذه الاتفاقيات إمكانية استخدام الطائرات بدون طيار من أجل اغتيال شخص ما في بلد لم يتم إعلان الحرب فيها (على سبيل المثال: مثل اليمن لذا؛ نحن بحاجة إلى سَنّ قوانين دولية من شأنها أن تخلق قواعدَ لتنظيم مثل هذه الأشكال الجديدة للحرب“.

فيما تقول روزا بروكس - Rosa Brooks استاذة القانون بجامعة جورج تاون - Georgetown University، والمستشارة السياسية لوكيل وزارة الدفاع ”نحن نفترض أنَّ التغيير سوف يمكن التنبؤ به، كما أنَّه سيحدث بشكل تدريجي وسوف يكون لدينا الوقت الكافي من أجل التخطيط والتكييف معه ونحن على خطأ، فإذا كنا لا نستطيع أن نقبل ذالك ونقوم ببناء استراتيجية ترتكز أيضاً على عدم التأكد والتغير المتزايد، فأنَّ الولايات المتحدة سوف تستمر في الانحدار كقوة عالمية.“

أمير القره غولي https://political-encyclopedia.org/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق