العبرة بالخواتيم!
كتب عبد الفتاح الداية:
العبرة بالخواتيم!
بعيداً عن مساحيق التجميل أشاهد من حولي وانا أدون هذه التدوينة وأعلم حقيقة التعب، مرةً يُذكرنا بأحوالنا شيب رأسنا الذي جاء باكراً ومراتٍ تذكرنا به المفاجأت المتكررة في الاقتصاد والسياسة والتي فقدت صفتها كمفاجأة من كثرة تكرارها حتى صارت أشبه ببدل آجار بيوت المُهجريّن تأتي على موعد ثابت كأنها استحقاق عظيم، لا أُدون تنظيراً أو استعراض ولا من قبيل الشكوى وتحميل العائلة والبلاد كثير "منيات"، ولكن رغبةً بإحداث ما يشبه تجديد الإشتراك فيما بيينا وبين الصبر والعمل والالتزام.
كنت ممن ألقتهم الحرب على شاطئ البلد بالوقت الذي ألقت به بعض الأصدقاء على شواطئ دولاً أخرى احياءً مرة و أمواتٍ مرات، في الحقيقة لم يصنع أحداً قراره بالسفر أو البقاء، بتجرد نقول أن الحرب اختارت، وبالايمان نقول أنه قدر وقضاء، لم يكن أمامنا خياراً فإما تحمل المسؤولية أو تحمل المسؤولية، أما وقد هلّ زمن الاقتراب من السلم، فالخيار لابد وأن يكون للاستمرار بالتصبر ومتابعة العمل بجد واجتهاد.
لا نختلف أننا من جيل كُتب عليه أن يبذل جهود مُضنية لا هي تروي الطموح وبالكاد تملأ المحفظة، ولكننا محكومون ليس فقط بالأمل بل بالواجب إتجاه بلاد ظُلِمت مثلنا وماظلمتنا، محكومون بفريضة التسليم بهذا القدر و بضرورة تقوية الإيمان بالبلد، ثمة حقيقة أننا مازلنا نملك طاقة بحجم التعب ولو أننا لم نعد نقوى على الشعور بها أو الانتباه لها، يجب أن نقدم أقصى ما يُمكن بدون أي شعور بالملل النمطي الذي عادةً ما يأتي بالمرحلة الأخيرة، الاستمرار بالعمل وبالمبادرة وبتحمل المسؤولية يعني أننا مازلنا على عهدنا القديم بالعمل بغية إحالة ظرف اليوم للتقاعد باكراً قبل أن يأتي نهار الغد فيتحمل الأولاد ما تحملنا كآباء، أو ربما أكثر.
لماذا ندون اليوم عن المسؤولية والتعب ونعود بالأحداث لسنوات خلت؟
مع شديد اعترافنا بالصعوبات، ندون بهذه المسائل لأننا نتقصد إعادة شحن الهمم فلا يجب أن تفتر الآن بعد قطع كل ما كان، أدون هنا في مدونة الشأن العام - سورية وأعلم أن روادها شباب فاكتب متقصداً أن نكون شهوداً على بعضنا البعض على تجديد العهد و العزم مرة أخرى على العمل دون ملل كلاً في موقعه، عهد الاستمرار بالتحمل وحمل المسؤولية الشخصية والعائلية والوطنية بالرغم من كل التعب.
عبد الفتاح الدايه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق