ماذا قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير أ. بيدرسن في ختام الأسبوع الأول لجلسات العمل التي عقدتها الهيئة المصغرة للجنة الدستورية السورية
نسخة خطية من نص المؤتمر الصحفي
لقد اختتمنا للتو ما أعتقد أنه أسبوعين من المناقشات الناجحة. وكما تذكرون، لقد افتتحنا بحفل إطلاق رسمي يوم الأربعاء الماضي وتم الأمر بشكل جيد جداً، ومن ثم تابعت الهيئة الموسعة المكونة من 150 عضواً المناقشات حول الأفكار والمبادئ الدستورية وكيف يمكن لها المساعدة في إيجاد ترتيب دستوري جديد في سوريا.
أجرينا خلال هذا الأسبوع نقاشات مكثفة فيما بين أعضاء هيئة الصياغة الـ 45، 15 عضواً رشحتهم الحكومة و15 عضوا رشحتهم المعارضة و15 عضواً من المجتمع المدني.
أعتقد أننا أجرينا مناقشات مستفيضة وجيدة للغاية. واسترشدت المناقشات بمدونة قواعد السلوك التي تمكنا من الاتفاق بشأنها خلال الأسبوع الأول من المناقشات. واسمحوا لي في البداية أن أشيد بالرئيسين المشاركين لقيادتهما المناقشات بأسلوب مهني للغاية. السيد الكزبري من جانب الحكومة والرئيس المشارك البحرة من المعارضة. أعتقد أنهما قاما بتسيير المناقشات بشكل عملي للغاية، وتمكنا، على ما أعتقد، من المساعدة في توجيه المناقشات ضمن مجموعة متنوعة، وبصراحة، هي مجموعة مستقطبة جدا في أغلب الأحيان، وهو أمر متوقع.
غير أنني أود كذلك أن أشيد بأعضاء اللجنة الـ 45، الذين أعتقد، وكما تعلمون فإن هذا يستغرق وقتاً طويلاً، أنهم بدأوا بالاستماع لبعضهم بشكل جدي. هذه مناقشات مؤلمة جداً في بعض الأحيان، ويحتاج الأمر إلى الشجاعة للجلوس والاستماع لآراء الطرف الآخر بشأن هذه القضايا. أعتقد أننا بدأنا بالتصدي إلى كل من القضايا الصعبة والمؤلمة، وأعتقد أنه من الإنصاف القول أن المناقشات كانت على قدر كبير من المهنية.
كما أعتقد أيضاً أن الجولة الأولى من المناقشات بدأت، ما يمكنني أن أطلق عليه، عملية بناء بعض الثقة الأولية المتبادلة. وبصراحة، أعتقد بأن الأمور سارت بشكل أفضل بكثير مما توقع معظم الناس.
إذاً، ماذا ستكون الخطوة التالية؟
سيفكر الأعضاء الذين رشحتهم الحكومة والأعضاء الذين رشحتهم المعارضة في المناقشات التي أجريناها، وسوف يعودون لإجراء مشاورات، وأتصور أنهم سوف يتشاورون أيضاً مع الـ35 عضواً الآخرين في وفدهم ونأمل عندها أننا سنكون قادرين على وضع خطة عمل للاجتماعات المقبلة. وسوف تتشاور مجموعة المجتمع المدني مع الأعضاء الآخرين، الـ 35 عضواً، وهم أيضاً أعطوا تقييماً إيجابياً للمناقشات التي أجريناها لغاية الآن.
واتفق الرئيسان المشاركان على الاجتماع مرة أخرى هنا في جنيف في غضون 14 يوماً، وبالتالي ستبدأ الجولة القادمة من المناقشات في 25 تشرين الثاني/نوفمبر.
لقد قلت منذ البداية أنه كان لدي أمل بأن عمل اللجنة الدستورية سيسترشد بخطورة التحدي وأنه يجب أن يلبي تطلعات الشعب السوري، وأعتقد أنها كانت فعلاً بداية موفقة للغاية.
لكنني طبعاً أؤكد على أن اللجنة الدستورية بحد ذاتها ليست حلاً للنزاع. وبالطبع، جميعكم يتذكر هذا في كل يوم عندما ترون التطورات على أرض الواقع. وعليه، أنا طبعاً سأستمر بالعمل على القضايا الأخرى التي تم تخويلي بالعمل عليها تماشياً مع قرار مجلس الأمن 2254.
وأعتقد أننا وفي أثناء قيامنا بهذا، سوف نستمر في الإعداد أيضاً للجولات التالية من المناقشات التي نعلم أنها ستكون مصحوبة بالتحديات بشكل مستمر ولكن إذا تم إجراؤها بنفس الروح كما تمكنا من إجراء المناقشات هذا الأسبوع، فإنه يحدوني الأمل في أننا سوف نستمر في إحراز تقدم. شكراً.
سؤال: سيد بيدرسن، ما هي الصعوبات التي قد تواجهكم وهل هناك تدخلات خارجية وضغوط على الأمم المتحدة أو عليكم أنتم شخصياً؟
السيد بيدرسن: كلا، أعتقد أن الضغط الوحيد الذي اواجهه هو من الشعب السوري، الذي يجب أن يستمر في ممارسة الضغط عليّ، أعتقد أن هذه هي مهمته. أعتقد أن هناك الكثير، الكثير من التحديات، طبعاً عندما تجلس لإجراء مناقشات بعد ثمان سنوات ونصف من النزاع، يتمثل التحدي الأول، في حقيقة الأمر، في القدرة على الجلوس واستماع الأطراف لبعضها البعض. أعتقد أن اللجنة واجهت هذا التحدي بشكل مبهر. تعلمون، أنا يتوجب علي القول هنا أنني أقدر بحق كيفية سير الأمور خلال أسبوع المناقشات هذا. كما يتوجب علي القول أيضاً، إنني أعتقد أن جميع محاوريّ يفهمون أن هذا الأمر يعود للسوريين أنفسهم، لأعضاء اللجنة، بأن يبدأوا العمل الجاد، وأنا على أمل أنه وبغض النظر عن نوعية الدعم المقدم، فإن الداعمين الدوليين سوف يبقون على بعض المسافة وأنهم سوف يسمحون للجنة بالاستمرار في القيام بعملها وسوف يطلبون مشورتي، وتيسيري، متى كان هذا الأمر مطلوباً، ولغاية الآن نحن نعمل بشكل جيد جداً سوية.
سؤال: سيد بيدرسن أنت تؤدي دور الميسر، ألا يتطلب هذا الأمر أن تعيد النظر في الضرورات التي تعمل بناء عليها؟ مؤتمر سوتشي والقضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب، لقد تم رفض الورقة المتعلقة بمكافحة الإرهاب، ألا تعتقد أنه من الأهمية بمكان مناقشة هذه الجزئية؟
السيد بيدرسن: دوري كميسر يتمثل في جمع الأطراف سوية، وبإمكاني أن أؤكد لك بأنني سوف أستمر في القيام بهذه المهمة بشكل جاد للغاية. طبعاً في هذه المرحلة من المناقشات هناك العديد والعديد من المسائل التي لا يتفقون عليها، غير أنه يتوجب عليكم أن تسألوا، أعتقد من بعدي سوف تتاح لكم الفرصة للقاء مع كلا من الرئيسين المشاركين، أولاً الرئيس المشارك المرشح من قبل الحكومة وبعد ذلك الرئيس المشارك المرشح من المعارضة. وعليه، اسألوهما، غير أنني أعتقد أنكم لو كنتم في الغرفة لكنتم تفاجأتم فعلاً بمدى اتفاقهم في حقيقة الأمر. توجد العديد من المسائل التي حظيت بتوافق الـ 45 عضواً عندما خضنا في التفاصيل. وأنا لن أقوم بهذا اليوم، غير أنه توجد العديد من القواسم المشتركة التي أعتقد أنه سيكون بإمكاننا البناء عليها خلال جولة المناقشات القادمة.
سؤال: فقط للتوضيح، هل انخرطتم في نقاشات حول مواد الدستور، وهل تم اتخاذ قرار بشأن ما إذا كنتم ستكتبون نصاً جديداً أم أن هذه تنقيحات للنص الموجود، وأخيراً، ذكرتم "قضايا مؤلمة"، ما هي القضايا المحددة التي كانت أشد إيلاماً في هذه المناقشات؟
السيد بيدرسن: كما قلت، لقد كان أسبوعاً جيداً، لقد تم التطرق إلى جميع القضايا المتعلقة بالنزاع في سوريا وذات الصلة بوضع دستور جديد، وكما قلت لقد كانت هناك عملية تعلّم خلالها جميع الأعضاء، على ما أعتقد، أن يستمعوا لبعضهم البعض. اسمح لي ألا أخوض في تفاصيل المناقشات نوعاً ما، فالمناقشات بحد ذاتها ستكون سرية، والأمر يعود إلى الأطراف أنفسها فيما يتعلق بالنقاشات التي قد يرغبون في اطلاعكم عليها، أعتقد لو كنتم تصغون لبعض أعضاء اللجنة ستجدون أنهم أخبروكم بطبيعة الحال بشأن المناقشات التي دارت بينهم. وعليه، ومن البديهي، وهذا ليس بسر، أنهم تناقشوا بشأن قضايا متعلقة بسيادة واستقلال سوريا وسلامة أراضيها، كما أنهم من الواضح تناقشوا بشأن قضايا متعلقة بالإرهاب، وتناقشوا بشأن قضايا متعلقة بأهمية مؤسسات الدولة، وتناقشوا بشأن قضايا متعلقة بسيادة القانون، وأهميته، وفصل السلطات، جميع القضايا التي قد تتخيلها والتي هي ذات صلة بوضع الدستور. كما قلت أيضاً من اليوم الأول دعونا ألا نبدأ بالتركيز على ما إذا كان هذا بشأن تعديل الدستور أو اعتماد دستور جديد، دعونا نركز على الجوهر ومن ثم سنكون قادرين على رؤية أن السوريين أنفسهم هم الذين سيخلصون إلى ما إذا كان هذا سيكون تعديلاً أو دستوراً جديداً.
سؤال: سيد بيدرسن، هل بإمكانك أن تعطينا تفاصيل معينة، لقد سمعنا أن مجموعة الحكومة كانت أول من قدم ورقة، ومن ثم جاءت أوراق أخرى، هل بإمكانك أن تعطينا تفاصيل أكثر؟ أيضاً، ما هو شعورك بشأن الخلافات ضمن مجموعة المجتمع المدني؟
السيد بيدرسن: لن أخوض في تفاصيل أكثر بشأن المناقشات، أعتقد أننا نرى ضمن مجموعة المجتمع المدني، كما ذكرت في حفل الافتتاح، أن هذه مجموعة تمثل نطاقاً واسعاً ومحترماً من المجتمع السوري. هم لا ينتمون إلى مجموعة سياسية واحدة، هم يمثلون توجهات سياسية مختلفة، مجتمعات مختلفة، فالفكرة بأسرها هي أنهم يمثلون مجموعة متنوعة من المجتمع السوري. وبالتالي، ليس من الإنصاف القول أن بإمكانهم التحدث كواحد، فهم يمثلون، كما قلت، مجتمعات مختلفة وسوف يستمرون في مناقشة كيف سيكون بإمكانهم العمل سوية وكيف سوف يتصلون مع الـ 35 الآخرين الذين هم أيضاً جزء من هذه المجموعة.
سؤال: سيد بيدرسن يوجد عشرات الآلاف من المحتجزين والأشخاص المهجرين قسرياً في سوريا، هي تم إحراز أي تقدم في هذا الاجتماع بشأن هذه المسألة؟ هل أنت راض عن جانب الحكومة السورية والمعارضة فيما يتعلق بهذه المسألة؟
السيد بيدرسن: هذه مسائل أقوم طبعاً بمناقشتها خارج هذه الغرفة، إذا وكما قلت من قبل، فأنا أستخدم مسارين في هذا الشأن، أحدهما هو العمل الذي نقوم به سوية مع تركيا وإيران وروسيا ونحن أيضاً لدينا مساعدة وعون لجنة الصليب الأحمر الدولية. ثم هناك مسار منفصل حيث أتناقش مباشرة مع الأطراف حول كيف يمكننا المضي قدماً للوصول إلى ما أدعو اليه من عمليات إطلاق سراح كبيرة خاصة فيما يخص النساء والأطفال وكبار السن. وسوف أستمر بممارسة الضغط للتمكن من تحقيق هذا.
سؤال: شكراً على هذه الإحاطة سيد بيدرسن. لدي نقطيتين، أو إعلانين، لقد تحدثتم عن ضغط الشعب السوري عليكم وما تناقشتم بشأنه مع السيد غوتيرش عندما قال أنه آن الأوان لوضع حد لهذه اللعبة بشأن سوريا. بعبارة أخرى، هل ستضع اجتماعات هذه اللجنة نهاية لهذه اللعبة التي يدفع ثمنها الشعب السوري، وفيما يتعلق بضغوط الشعب السوري، ماذا سيكون دورك فيما يتعلق برفع العقوبات القسرية الأحادية الجانب ضد هذا الشعب العريق الذي يعاني؟
السيد بيدرسن: فلنكن دقيقين. كما قلت، ربما ليس لك لكنني قلت عدة مرات، يحدوني الأمل أن اجتماعات اللجنة الدستورية بإمكانها أن تفتح الباب أمام عملية سياسية أوسع نطاقا، كما آمل أيضاً أن نستطيع ضمن اللجنة الدستورية البدء في بناء بعض الثقة التي يمكن أن تؤثر تأثيراً إيجابيا على العملية السياسية الأوسع ومن ثم فإنني آمل مرة أخرى أن هذه العملية السياسية الأوسع سيكون لها أثر إيجابي على عمل اللجنة الدستورية.
سؤال: سيد بيدرسن ذكرت منذ قليل أن اللجنة الدستورية ليست الحل وأنه يتوجب علينا العمل بموجب أحكام القرار 2254. ما هي المسائل الواردة هذا القرار؟ وهل تسمح الولاية المناطة باللجنة مناقشة أي مسائل أخرى بالإضافة إلى المسائل الدستورية؟
السيد بيدرسن: لنوضح بهذا الشكل: بطبيعة الحال يوجد ما يكفي من المسائل المطروحة للمناقشة باللجنة الدستورية، ولقد اتفقنا على أننا سوف نحاول حماية اللجنة الدستورية، لكي تتمكن من التركيز على عملها. وبالتالي، من الواضح أنكم تعلمون أن القرار 2254 لديه جوانب مختلفة ذات صلة بإيجاد حل سياسي للأزمة. حتى أنه مذكور في مدونة قواعد السلوك (الاختصاصات)، التي وافقنا عليها بين الحكومة والمعارضة، حيث نأمل عندما نمضي قدماً في الدستور الجديد أنه سيكون هناك أيضاً انتخابات قادمة، ستشرف الأمم المتحدة عليها، ويذكر القرار كذلك الحاجة إلى وقف إطلاق نار في جميع أرجاء البلاد، ونحن مستمرون في الدعوة إلى ذلك، بأن يكون بالإمكان أن نرى وقف إطلاق نار في الشمال الغربي وفي الشمال الشرقي. ويدعو القرار أيضاً إلى تدابير بناء الثقة وهناك العديد من الأشياء التي يمكنني ذكرها هنا، غير أنه توجد مسألة واحدة على وجه الخصوص، والتي تطرقت إليها، وهي مسألة المختطفين والمحتجزين والمفقودين، وبالتالي فهو جدول أعمال واسع النطاق.
سؤال: سيد بيدرسن، بينما تعقدون هذا الاجتماع هناك هجوم شرس من تركيا، حيث يتم مسح قرى وبلدات بأكملها وحيث يتم قتل مئات الأشخاص، هل قمتم بإدانة هذا العدوان البشع في هذا الاجتماع، ومن قبلك قال أحدهم أن نسبة الأكراد ستكون 5 في المائة، والذي نراه الآن هو أن الأكراد ممثلون بنسبة أقل من 2 في المائة، ماذا تقول في هذا الشأن؟
السيد بيدرسن: أقول أننا سمعنا أصواتاً واضحة أيضاً من المجتمع الكردي في اللجنة، وكنت قلت أننا نناشد بقوة وأنتم سمعتم بيانات من الأمين العام ومني وأيضاً من مستشار الشؤون الإنسانية بشأن الوضع في الشمال الشرقي، وبشأن الوضع في الشمال الغربي وكما قلنا نحن ندعو إلى وقف إطلاق نار فوري وإلى احترام وقف إطلاق النار هذا.
سؤال: سيد بيدرسن، المناقشات التي تجري هل هي مناقشات فنية بشأن الدستور أم أنها مناقشات فنية سياسية تهدف إلى تسجيل بعض التقدم؟ وهل بإمكانك إعطاءنا نسبة، ما هي نسبة التقدم الذي تم تحقيقه خلال الأسبوعين الماضيين باعتقادك؟
السيد بيدرسن: هذا سؤال ذكي، فإذا بدأتُ بجمع النسب ستقول لي في النهاية أن نتيجة الجمع غير دقيقة. أعتقد أنه توجد العديد من المستويات التي يمكنك قياس نجاح هذا الاجتماع الأول من خلالها، وأنا قلت أنه بالنسبة لي، الشيء المهم هو أنهم اجتمعوا سوية، أنهم استمعوا لبعضهم البعض، أنهم تعاملوا مع بعضهم باحترام، أنهم تمكنوا من العمل بمهنية وأنهم تمكنوا من مناقشة ما أطلق عليه "القضايا المؤلمة"، قضايا جوهرية متعلقة بالعمل الدستوري للجنة وأنا أعتقد أنها كانت بداية جيدة للغاية. مسألة النسب ليست ضرورية، غير أنه من رأيي، لقد كانت انطلاقة جيدة للغاية وبداية جيدة للغاية وآمل، كما قلت، أن يكون بمقدورنا الاستمرار بهذه الروح في المفاوضات اللاحقة التي سوف نعقدها هنا في جنيف.
شكراً جزيلاً.
8 تشرين الثاني/نوفمبر 2019
#اللجنة_الدستورية
نسخة خطية من نص المؤتمر الصحفي
لقد اختتمنا للتو ما أعتقد أنه أسبوعين من المناقشات الناجحة. وكما تذكرون، لقد افتتحنا بحفل إطلاق رسمي يوم الأربعاء الماضي وتم الأمر بشكل جيد جداً، ومن ثم تابعت الهيئة الموسعة المكونة من 150 عضواً المناقشات حول الأفكار والمبادئ الدستورية وكيف يمكن لها المساعدة في إيجاد ترتيب دستوري جديد في سوريا.
أجرينا خلال هذا الأسبوع نقاشات مكثفة فيما بين أعضاء هيئة الصياغة الـ 45، 15 عضواً رشحتهم الحكومة و15 عضوا رشحتهم المعارضة و15 عضواً من المجتمع المدني.
أعتقد أننا أجرينا مناقشات مستفيضة وجيدة للغاية. واسترشدت المناقشات بمدونة قواعد السلوك التي تمكنا من الاتفاق بشأنها خلال الأسبوع الأول من المناقشات. واسمحوا لي في البداية أن أشيد بالرئيسين المشاركين لقيادتهما المناقشات بأسلوب مهني للغاية. السيد الكزبري من جانب الحكومة والرئيس المشارك البحرة من المعارضة. أعتقد أنهما قاما بتسيير المناقشات بشكل عملي للغاية، وتمكنا، على ما أعتقد، من المساعدة في توجيه المناقشات ضمن مجموعة متنوعة، وبصراحة، هي مجموعة مستقطبة جدا في أغلب الأحيان، وهو أمر متوقع.
غير أنني أود كذلك أن أشيد بأعضاء اللجنة الـ 45، الذين أعتقد، وكما تعلمون فإن هذا يستغرق وقتاً طويلاً، أنهم بدأوا بالاستماع لبعضهم بشكل جدي. هذه مناقشات مؤلمة جداً في بعض الأحيان، ويحتاج الأمر إلى الشجاعة للجلوس والاستماع لآراء الطرف الآخر بشأن هذه القضايا. أعتقد أننا بدأنا بالتصدي إلى كل من القضايا الصعبة والمؤلمة، وأعتقد أنه من الإنصاف القول أن المناقشات كانت على قدر كبير من المهنية.
كما أعتقد أيضاً أن الجولة الأولى من المناقشات بدأت، ما يمكنني أن أطلق عليه، عملية بناء بعض الثقة الأولية المتبادلة. وبصراحة، أعتقد بأن الأمور سارت بشكل أفضل بكثير مما توقع معظم الناس.
إذاً، ماذا ستكون الخطوة التالية؟
سيفكر الأعضاء الذين رشحتهم الحكومة والأعضاء الذين رشحتهم المعارضة في المناقشات التي أجريناها، وسوف يعودون لإجراء مشاورات، وأتصور أنهم سوف يتشاورون أيضاً مع الـ35 عضواً الآخرين في وفدهم ونأمل عندها أننا سنكون قادرين على وضع خطة عمل للاجتماعات المقبلة. وسوف تتشاور مجموعة المجتمع المدني مع الأعضاء الآخرين، الـ 35 عضواً، وهم أيضاً أعطوا تقييماً إيجابياً للمناقشات التي أجريناها لغاية الآن.
واتفق الرئيسان المشاركان على الاجتماع مرة أخرى هنا في جنيف في غضون 14 يوماً، وبالتالي ستبدأ الجولة القادمة من المناقشات في 25 تشرين الثاني/نوفمبر.
لقد قلت منذ البداية أنه كان لدي أمل بأن عمل اللجنة الدستورية سيسترشد بخطورة التحدي وأنه يجب أن يلبي تطلعات الشعب السوري، وأعتقد أنها كانت فعلاً بداية موفقة للغاية.
لكنني طبعاً أؤكد على أن اللجنة الدستورية بحد ذاتها ليست حلاً للنزاع. وبالطبع، جميعكم يتذكر هذا في كل يوم عندما ترون التطورات على أرض الواقع. وعليه، أنا طبعاً سأستمر بالعمل على القضايا الأخرى التي تم تخويلي بالعمل عليها تماشياً مع قرار مجلس الأمن 2254.
وأعتقد أننا وفي أثناء قيامنا بهذا، سوف نستمر في الإعداد أيضاً للجولات التالية من المناقشات التي نعلم أنها ستكون مصحوبة بالتحديات بشكل مستمر ولكن إذا تم إجراؤها بنفس الروح كما تمكنا من إجراء المناقشات هذا الأسبوع، فإنه يحدوني الأمل في أننا سوف نستمر في إحراز تقدم. شكراً.
سؤال: سيد بيدرسن، ما هي الصعوبات التي قد تواجهكم وهل هناك تدخلات خارجية وضغوط على الأمم المتحدة أو عليكم أنتم شخصياً؟
السيد بيدرسن: كلا، أعتقد أن الضغط الوحيد الذي اواجهه هو من الشعب السوري، الذي يجب أن يستمر في ممارسة الضغط عليّ، أعتقد أن هذه هي مهمته. أعتقد أن هناك الكثير، الكثير من التحديات، طبعاً عندما تجلس لإجراء مناقشات بعد ثمان سنوات ونصف من النزاع، يتمثل التحدي الأول، في حقيقة الأمر، في القدرة على الجلوس واستماع الأطراف لبعضها البعض. أعتقد أن اللجنة واجهت هذا التحدي بشكل مبهر. تعلمون، أنا يتوجب علي القول هنا أنني أقدر بحق كيفية سير الأمور خلال أسبوع المناقشات هذا. كما يتوجب علي القول أيضاً، إنني أعتقد أن جميع محاوريّ يفهمون أن هذا الأمر يعود للسوريين أنفسهم، لأعضاء اللجنة، بأن يبدأوا العمل الجاد، وأنا على أمل أنه وبغض النظر عن نوعية الدعم المقدم، فإن الداعمين الدوليين سوف يبقون على بعض المسافة وأنهم سوف يسمحون للجنة بالاستمرار في القيام بعملها وسوف يطلبون مشورتي، وتيسيري، متى كان هذا الأمر مطلوباً، ولغاية الآن نحن نعمل بشكل جيد جداً سوية.
سؤال: سيد بيدرسن أنت تؤدي دور الميسر، ألا يتطلب هذا الأمر أن تعيد النظر في الضرورات التي تعمل بناء عليها؟ مؤتمر سوتشي والقضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب، لقد تم رفض الورقة المتعلقة بمكافحة الإرهاب، ألا تعتقد أنه من الأهمية بمكان مناقشة هذه الجزئية؟
السيد بيدرسن: دوري كميسر يتمثل في جمع الأطراف سوية، وبإمكاني أن أؤكد لك بأنني سوف أستمر في القيام بهذه المهمة بشكل جاد للغاية. طبعاً في هذه المرحلة من المناقشات هناك العديد والعديد من المسائل التي لا يتفقون عليها، غير أنه يتوجب عليكم أن تسألوا، أعتقد من بعدي سوف تتاح لكم الفرصة للقاء مع كلا من الرئيسين المشاركين، أولاً الرئيس المشارك المرشح من قبل الحكومة وبعد ذلك الرئيس المشارك المرشح من المعارضة. وعليه، اسألوهما، غير أنني أعتقد أنكم لو كنتم في الغرفة لكنتم تفاجأتم فعلاً بمدى اتفاقهم في حقيقة الأمر. توجد العديد من المسائل التي حظيت بتوافق الـ 45 عضواً عندما خضنا في التفاصيل. وأنا لن أقوم بهذا اليوم، غير أنه توجد العديد من القواسم المشتركة التي أعتقد أنه سيكون بإمكاننا البناء عليها خلال جولة المناقشات القادمة.
سؤال: فقط للتوضيح، هل انخرطتم في نقاشات حول مواد الدستور، وهل تم اتخاذ قرار بشأن ما إذا كنتم ستكتبون نصاً جديداً أم أن هذه تنقيحات للنص الموجود، وأخيراً، ذكرتم "قضايا مؤلمة"، ما هي القضايا المحددة التي كانت أشد إيلاماً في هذه المناقشات؟
السيد بيدرسن: كما قلت، لقد كان أسبوعاً جيداً، لقد تم التطرق إلى جميع القضايا المتعلقة بالنزاع في سوريا وذات الصلة بوضع دستور جديد، وكما قلت لقد كانت هناك عملية تعلّم خلالها جميع الأعضاء، على ما أعتقد، أن يستمعوا لبعضهم البعض. اسمح لي ألا أخوض في تفاصيل المناقشات نوعاً ما، فالمناقشات بحد ذاتها ستكون سرية، والأمر يعود إلى الأطراف أنفسها فيما يتعلق بالنقاشات التي قد يرغبون في اطلاعكم عليها، أعتقد لو كنتم تصغون لبعض أعضاء اللجنة ستجدون أنهم أخبروكم بطبيعة الحال بشأن المناقشات التي دارت بينهم. وعليه، ومن البديهي، وهذا ليس بسر، أنهم تناقشوا بشأن قضايا متعلقة بسيادة واستقلال سوريا وسلامة أراضيها، كما أنهم من الواضح تناقشوا بشأن قضايا متعلقة بالإرهاب، وتناقشوا بشأن قضايا متعلقة بأهمية مؤسسات الدولة، وتناقشوا بشأن قضايا متعلقة بسيادة القانون، وأهميته، وفصل السلطات، جميع القضايا التي قد تتخيلها والتي هي ذات صلة بوضع الدستور. كما قلت أيضاً من اليوم الأول دعونا ألا نبدأ بالتركيز على ما إذا كان هذا بشأن تعديل الدستور أو اعتماد دستور جديد، دعونا نركز على الجوهر ومن ثم سنكون قادرين على رؤية أن السوريين أنفسهم هم الذين سيخلصون إلى ما إذا كان هذا سيكون تعديلاً أو دستوراً جديداً.
سؤال: سيد بيدرسن، هل بإمكانك أن تعطينا تفاصيل معينة، لقد سمعنا أن مجموعة الحكومة كانت أول من قدم ورقة، ومن ثم جاءت أوراق أخرى، هل بإمكانك أن تعطينا تفاصيل أكثر؟ أيضاً، ما هو شعورك بشأن الخلافات ضمن مجموعة المجتمع المدني؟
السيد بيدرسن: لن أخوض في تفاصيل أكثر بشأن المناقشات، أعتقد أننا نرى ضمن مجموعة المجتمع المدني، كما ذكرت في حفل الافتتاح، أن هذه مجموعة تمثل نطاقاً واسعاً ومحترماً من المجتمع السوري. هم لا ينتمون إلى مجموعة سياسية واحدة، هم يمثلون توجهات سياسية مختلفة، مجتمعات مختلفة، فالفكرة بأسرها هي أنهم يمثلون مجموعة متنوعة من المجتمع السوري. وبالتالي، ليس من الإنصاف القول أن بإمكانهم التحدث كواحد، فهم يمثلون، كما قلت، مجتمعات مختلفة وسوف يستمرون في مناقشة كيف سيكون بإمكانهم العمل سوية وكيف سوف يتصلون مع الـ 35 الآخرين الذين هم أيضاً جزء من هذه المجموعة.
سؤال: سيد بيدرسن يوجد عشرات الآلاف من المحتجزين والأشخاص المهجرين قسرياً في سوريا، هي تم إحراز أي تقدم في هذا الاجتماع بشأن هذه المسألة؟ هل أنت راض عن جانب الحكومة السورية والمعارضة فيما يتعلق بهذه المسألة؟
السيد بيدرسن: هذه مسائل أقوم طبعاً بمناقشتها خارج هذه الغرفة، إذا وكما قلت من قبل، فأنا أستخدم مسارين في هذا الشأن، أحدهما هو العمل الذي نقوم به سوية مع تركيا وإيران وروسيا ونحن أيضاً لدينا مساعدة وعون لجنة الصليب الأحمر الدولية. ثم هناك مسار منفصل حيث أتناقش مباشرة مع الأطراف حول كيف يمكننا المضي قدماً للوصول إلى ما أدعو اليه من عمليات إطلاق سراح كبيرة خاصة فيما يخص النساء والأطفال وكبار السن. وسوف أستمر بممارسة الضغط للتمكن من تحقيق هذا.
سؤال: شكراً على هذه الإحاطة سيد بيدرسن. لدي نقطيتين، أو إعلانين، لقد تحدثتم عن ضغط الشعب السوري عليكم وما تناقشتم بشأنه مع السيد غوتيرش عندما قال أنه آن الأوان لوضع حد لهذه اللعبة بشأن سوريا. بعبارة أخرى، هل ستضع اجتماعات هذه اللجنة نهاية لهذه اللعبة التي يدفع ثمنها الشعب السوري، وفيما يتعلق بضغوط الشعب السوري، ماذا سيكون دورك فيما يتعلق برفع العقوبات القسرية الأحادية الجانب ضد هذا الشعب العريق الذي يعاني؟
السيد بيدرسن: فلنكن دقيقين. كما قلت، ربما ليس لك لكنني قلت عدة مرات، يحدوني الأمل أن اجتماعات اللجنة الدستورية بإمكانها أن تفتح الباب أمام عملية سياسية أوسع نطاقا، كما آمل أيضاً أن نستطيع ضمن اللجنة الدستورية البدء في بناء بعض الثقة التي يمكن أن تؤثر تأثيراً إيجابيا على العملية السياسية الأوسع ومن ثم فإنني آمل مرة أخرى أن هذه العملية السياسية الأوسع سيكون لها أثر إيجابي على عمل اللجنة الدستورية.
سؤال: سيد بيدرسن ذكرت منذ قليل أن اللجنة الدستورية ليست الحل وأنه يتوجب علينا العمل بموجب أحكام القرار 2254. ما هي المسائل الواردة هذا القرار؟ وهل تسمح الولاية المناطة باللجنة مناقشة أي مسائل أخرى بالإضافة إلى المسائل الدستورية؟
السيد بيدرسن: لنوضح بهذا الشكل: بطبيعة الحال يوجد ما يكفي من المسائل المطروحة للمناقشة باللجنة الدستورية، ولقد اتفقنا على أننا سوف نحاول حماية اللجنة الدستورية، لكي تتمكن من التركيز على عملها. وبالتالي، من الواضح أنكم تعلمون أن القرار 2254 لديه جوانب مختلفة ذات صلة بإيجاد حل سياسي للأزمة. حتى أنه مذكور في مدونة قواعد السلوك (الاختصاصات)، التي وافقنا عليها بين الحكومة والمعارضة، حيث نأمل عندما نمضي قدماً في الدستور الجديد أنه سيكون هناك أيضاً انتخابات قادمة، ستشرف الأمم المتحدة عليها، ويذكر القرار كذلك الحاجة إلى وقف إطلاق نار في جميع أرجاء البلاد، ونحن مستمرون في الدعوة إلى ذلك، بأن يكون بالإمكان أن نرى وقف إطلاق نار في الشمال الغربي وفي الشمال الشرقي. ويدعو القرار أيضاً إلى تدابير بناء الثقة وهناك العديد من الأشياء التي يمكنني ذكرها هنا، غير أنه توجد مسألة واحدة على وجه الخصوص، والتي تطرقت إليها، وهي مسألة المختطفين والمحتجزين والمفقودين، وبالتالي فهو جدول أعمال واسع النطاق.
سؤال: سيد بيدرسن، بينما تعقدون هذا الاجتماع هناك هجوم شرس من تركيا، حيث يتم مسح قرى وبلدات بأكملها وحيث يتم قتل مئات الأشخاص، هل قمتم بإدانة هذا العدوان البشع في هذا الاجتماع، ومن قبلك قال أحدهم أن نسبة الأكراد ستكون 5 في المائة، والذي نراه الآن هو أن الأكراد ممثلون بنسبة أقل من 2 في المائة، ماذا تقول في هذا الشأن؟
السيد بيدرسن: أقول أننا سمعنا أصواتاً واضحة أيضاً من المجتمع الكردي في اللجنة، وكنت قلت أننا نناشد بقوة وأنتم سمعتم بيانات من الأمين العام ومني وأيضاً من مستشار الشؤون الإنسانية بشأن الوضع في الشمال الشرقي، وبشأن الوضع في الشمال الغربي وكما قلنا نحن ندعو إلى وقف إطلاق نار فوري وإلى احترام وقف إطلاق النار هذا.
سؤال: سيد بيدرسن، المناقشات التي تجري هل هي مناقشات فنية بشأن الدستور أم أنها مناقشات فنية سياسية تهدف إلى تسجيل بعض التقدم؟ وهل بإمكانك إعطاءنا نسبة، ما هي نسبة التقدم الذي تم تحقيقه خلال الأسبوعين الماضيين باعتقادك؟
السيد بيدرسن: هذا سؤال ذكي، فإذا بدأتُ بجمع النسب ستقول لي في النهاية أن نتيجة الجمع غير دقيقة. أعتقد أنه توجد العديد من المستويات التي يمكنك قياس نجاح هذا الاجتماع الأول من خلالها، وأنا قلت أنه بالنسبة لي، الشيء المهم هو أنهم اجتمعوا سوية، أنهم استمعوا لبعضهم البعض، أنهم تعاملوا مع بعضهم باحترام، أنهم تمكنوا من العمل بمهنية وأنهم تمكنوا من مناقشة ما أطلق عليه "القضايا المؤلمة"، قضايا جوهرية متعلقة بالعمل الدستوري للجنة وأنا أعتقد أنها كانت بداية جيدة للغاية. مسألة النسب ليست ضرورية، غير أنه من رأيي، لقد كانت انطلاقة جيدة للغاية وبداية جيدة للغاية وآمل، كما قلت، أن يكون بمقدورنا الاستمرار بهذه الروح في المفاوضات اللاحقة التي سوف نعقدها هنا في جنيف.
شكراً جزيلاً.
8 تشرين الثاني/نوفمبر 2019
#اللجنة_الدستورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق