دوّن ضياء طالب الأدب الانكليزي عن مواقف يختبرها :
مشكلة أُخرى تُضاف إلى مشاكل تعليمنا الجامعي! الذي بات عبارة عن ملفٍ ضخم من المعضلات التي لا تنتهي، منها التي تحتاج إلى موارد مالية لحلّها ومنها ما يحتاج إلى موارد بشرية، ومنها ما كان نتيجة متوقعة لمخَلّفاتِ الأزمة السورية، ولكن ماذا عن هذه المشكلة التي لا تحتاجُ أيًّ من مواردنا المالية أو البشرية ولا هي وليدةُ ظروفنا الراهنةِ الصعبة؟
ليس هذا فحسب , بل إنّ السبيل إلى حلّها يتطلبُ مجردَ الوعي اللازم بها و اتخاذ بعض التدابير اللازمةِ البسيطة ومحاولة تفاديها قدر الإمكان بما أن المناهج الجامعية الأكاديمية تساعد على ذلك , علينا تفادي هذه المشكلة التي سأُوردُ ذِكرها خاصة عند تعاملنا مع طلابٍ في مرحلتهم الجامعية الأولى (التي من المفترض أن تكون هي مرحلةُ إعدادِ باحثين هدفها الرئيسي أن تجعل الطلاب يُشعلهم الفضول المعرفي و البحث العلمي الموضوعي عن الحقائق على اختلاف اختصاصاتهم و علومهم ) , المشكلةُ التي أكتبُ عنها هي التلقين ,
فقد بات يبدو أن في الأونةِ الأخيرة بدأنا نلمسُ تحولاً لدورِ أُستاذِ الجامعة من شخص مؤهل مهمتهُ إرشاد الطالب و تمكينه من استخدام مهارات التفكير العلمي و أُصول البحث و إمداده بالأدوات اللازمة التي ستشكل طرفَ الخيط الأول و الأهم في دعم الطالب ليُكمل البحث في اختصاصه مستقبلاً , إلى شخص مهمته إعطاء نتائج و خلاصات و كلمات أخيرة في المواضيع التي من المفترض أن يختبر صحتها الطالب بنفسه و أن يُخضعها لمبادئ أصول البحث العلمي الذي تعلمه مسبقاً ,
إنَّ الأُستاذ الجامعي الذي يقوم بتلقين المعلومة يُرسل رسالة غير مباشرة للطلاب مفادها أنَّ كلامي مقالُ فصلٍ لا بحثْ , كلامي مُختَبَر و مجرّب ولا يحتمل البحث و التفكيرَ منكَ به , كلامي فقط ما ستحتاجونه في الامتحان لتستطيعوا تجاوزَ هذه المرحلة , و هذا ما يدفع الطلابَ إلى عدم الحضور , لإنهم و بشرائهم للملخصات و المحاضراتِ من المكتبات التي تدوّن كل ما يقولهُ الدكتور داخل المحاضرة تنتفي الحاجة للحضور تلقائياً ,
و إن ما يؤيّد هذا هو نسبُ الحضورِ المتدنية في الكليات و خاصة الأدبية النظرية منها , و إقبالِ الطلابِ الرهيب على شراءِ المحاضراتِ من المكتبات و حجتي الأقوى على هذا هو تمكن الطلاب من النجاح في المواد فقط بالاعتماد على تلك الملخصات أو المحاضرات التي تنسخ ما يقول الدكتور حرفياً دون شراء الكتب المقررة !
ولكن تأتي الطامة الكبرى عندما يُدخِلُ الأستاذ الجامعي أرائه الخاصة في النظريات المدروسة على أنها الحقيقة وفي بعض الأحيان تكون أرائه مضللةً أو خاطئة كالمثال الذي توضحه الصورة التي تترجم ما نحتج عليه من كلمات وأراء تخرج لبعض الأساتذةِ عن طيب نفسِ يضلّلُ بها الطلاب أو يكفون عن القراءة والبحث بسببها ظناً خاطئاً منهم بأن ما قاله الأُستاذ لبّ الحقيقة وعينها.
خلاصةُ القول: يجب على الأُستاذ الجامعي أن يعي أهمية كلامه وتبعاتِه وأن يصُبَّ كامل جهده في تمكين الطالب من أدواته البحثية استعدادً للمراحل اللاحقة من الدراسات والأبحاث وأن يُجبرَ الطالب ويلقي جزءً من المسؤوليةِ عليه ليقرأ ويبحث ويستعين بالمراجع اللازمة لذلك، لا أن يُمارس دور القارئ الأكبر الذي يعالج المعلومات ويغربل النتائج ويقدمها لقمةً سائغةً يهضمها الطالبُ دون عناء.
أخيراً، لكل من يقرأ هذا المقال وتعقيباً على الصورة: برأيك هل تعتقد أن الطالب في ظلِّ هذا المثال سيمتلك أي فضول أو رغبة لقراءةِ أي بحثٍ تطوري أو أن يطالع ليختبر أي فكرة ماركسية معينة في قادم الأيام؟ وما المصلحةُ من تجنيب الطالب دخول معترك البحث والشك غير المأمونَين وتأطيره وتوجيه تفكيرهِ مسبقاً؟
كلها أسئلةٌ تعني فقط من يهمهُ حقاً مستقبل هذا البلاد العلمي والتعليمي من أساتذة وطلاب وصناعُ قرار . . .
تنويه : إن النص في الصورة هي جزء مقتطع من المحاضرات التي تطبعها المكتبات التي تنقل كلام الأستاذ الجامعي حرفياً دون زيادة أو نقصان , و ليس منقولاً من أي ملخص جامعي لأي مادة يقوم بكتابتها الطلبة بأنفسهم .
مشكلة أُخرى تُضاف إلى مشاكل تعليمنا الجامعي! الذي بات عبارة عن ملفٍ ضخم من المعضلات التي لا تنتهي، منها التي تحتاج إلى موارد مالية لحلّها ومنها ما يحتاج إلى موارد بشرية، ومنها ما كان نتيجة متوقعة لمخَلّفاتِ الأزمة السورية، ولكن ماذا عن هذه المشكلة التي لا تحتاجُ أيًّ من مواردنا المالية أو البشرية ولا هي وليدةُ ظروفنا الراهنةِ الصعبة؟
ليس هذا فحسب , بل إنّ السبيل إلى حلّها يتطلبُ مجردَ الوعي اللازم بها و اتخاذ بعض التدابير اللازمةِ البسيطة ومحاولة تفاديها قدر الإمكان بما أن المناهج الجامعية الأكاديمية تساعد على ذلك , علينا تفادي هذه المشكلة التي سأُوردُ ذِكرها خاصة عند تعاملنا مع طلابٍ في مرحلتهم الجامعية الأولى (التي من المفترض أن تكون هي مرحلةُ إعدادِ باحثين هدفها الرئيسي أن تجعل الطلاب يُشعلهم الفضول المعرفي و البحث العلمي الموضوعي عن الحقائق على اختلاف اختصاصاتهم و علومهم ) , المشكلةُ التي أكتبُ عنها هي التلقين ,
فقد بات يبدو أن في الأونةِ الأخيرة بدأنا نلمسُ تحولاً لدورِ أُستاذِ الجامعة من شخص مؤهل مهمتهُ إرشاد الطالب و تمكينه من استخدام مهارات التفكير العلمي و أُصول البحث و إمداده بالأدوات اللازمة التي ستشكل طرفَ الخيط الأول و الأهم في دعم الطالب ليُكمل البحث في اختصاصه مستقبلاً , إلى شخص مهمته إعطاء نتائج و خلاصات و كلمات أخيرة في المواضيع التي من المفترض أن يختبر صحتها الطالب بنفسه و أن يُخضعها لمبادئ أصول البحث العلمي الذي تعلمه مسبقاً ,
إنَّ الأُستاذ الجامعي الذي يقوم بتلقين المعلومة يُرسل رسالة غير مباشرة للطلاب مفادها أنَّ كلامي مقالُ فصلٍ لا بحثْ , كلامي مُختَبَر و مجرّب ولا يحتمل البحث و التفكيرَ منكَ به , كلامي فقط ما ستحتاجونه في الامتحان لتستطيعوا تجاوزَ هذه المرحلة , و هذا ما يدفع الطلابَ إلى عدم الحضور , لإنهم و بشرائهم للملخصات و المحاضراتِ من المكتبات التي تدوّن كل ما يقولهُ الدكتور داخل المحاضرة تنتفي الحاجة للحضور تلقائياً ,
و إن ما يؤيّد هذا هو نسبُ الحضورِ المتدنية في الكليات و خاصة الأدبية النظرية منها , و إقبالِ الطلابِ الرهيب على شراءِ المحاضراتِ من المكتبات و حجتي الأقوى على هذا هو تمكن الطلاب من النجاح في المواد فقط بالاعتماد على تلك الملخصات أو المحاضرات التي تنسخ ما يقول الدكتور حرفياً دون شراء الكتب المقررة !
ولكن تأتي الطامة الكبرى عندما يُدخِلُ الأستاذ الجامعي أرائه الخاصة في النظريات المدروسة على أنها الحقيقة وفي بعض الأحيان تكون أرائه مضللةً أو خاطئة كالمثال الذي توضحه الصورة التي تترجم ما نحتج عليه من كلمات وأراء تخرج لبعض الأساتذةِ عن طيب نفسِ يضلّلُ بها الطلاب أو يكفون عن القراءة والبحث بسببها ظناً خاطئاً منهم بأن ما قاله الأُستاذ لبّ الحقيقة وعينها.
خلاصةُ القول: يجب على الأُستاذ الجامعي أن يعي أهمية كلامه وتبعاتِه وأن يصُبَّ كامل جهده في تمكين الطالب من أدواته البحثية استعدادً للمراحل اللاحقة من الدراسات والأبحاث وأن يُجبرَ الطالب ويلقي جزءً من المسؤوليةِ عليه ليقرأ ويبحث ويستعين بالمراجع اللازمة لذلك، لا أن يُمارس دور القارئ الأكبر الذي يعالج المعلومات ويغربل النتائج ويقدمها لقمةً سائغةً يهضمها الطالبُ دون عناء.
أخيراً، لكل من يقرأ هذا المقال وتعقيباً على الصورة: برأيك هل تعتقد أن الطالب في ظلِّ هذا المثال سيمتلك أي فضول أو رغبة لقراءةِ أي بحثٍ تطوري أو أن يطالع ليختبر أي فكرة ماركسية معينة في قادم الأيام؟ وما المصلحةُ من تجنيب الطالب دخول معترك البحث والشك غير المأمونَين وتأطيره وتوجيه تفكيرهِ مسبقاً؟
كلها أسئلةٌ تعني فقط من يهمهُ حقاً مستقبل هذا البلاد العلمي والتعليمي من أساتذة وطلاب وصناعُ قرار . . .
تنويه : إن النص في الصورة هي جزء مقتطع من المحاضرات التي تطبعها المكتبات التي تنقل كلام الأستاذ الجامعي حرفياً دون زيادة أو نقصان , و ليس منقولاً من أي ملخص جامعي لأي مادة يقوم بكتابتها الطلبة بأنفسهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق