عن احياء الأسواق الشعبية في حمص



لا تزال تفتقر لزوارها ولأصحابها رغم كل المحاولات المباركة من مجلس المدينة لإعادة الحياة لها:

يبقى السؤال الذي نطرحه لتوجيه البوصلة في عملنا هل نريد عودة التجار وفتح المحلات أم نريد عودة وتفعيل الحركة التجارية وعمليات البيع والشراء؟

هل ننجح كمعماريين ومخططين حضريين وباحثين لإعمار مدينتنا في القدرة على التمييز بين أن يعود الوسط التجاري إلى ماكان عليه من حيث نوعية المنتجات التي يقدمها؟ أم هل علينا ان نفكر بحلة جديدة له تقدم خدمات و منتجات جديدة نستطيع أن نحافظ من خلالها على قيمته العمرانية والتاريخية والثقافية؟

للأسواق الشعبية والقديمة ذاكرة أيضاً أكبر بكثير من ذاكرتنا البشرية، و تسببت الحرب التي شهدتها المدينة
بخلق أسواق حديثة موزعة في أحياء المدينة كافة

وساهمت أيضا بدعم التفرقة بيننا كأبناء مدينة واحدة كان يجمعها في النهار سوق مركزي واحد ويجمعها ليلاً الجلسات الاجتماعية في الأحياء المتنوعة وبعض المقاهي الشبابية التي كانت تتموضع في وسط المدينة

كما حملت لنا تلك الاسواق المحدثة مؤخراً بسبب الصراع في المدينة بعض المفاهيم الحديثة لأسواقنا وهي (المولات) التي ساهمت في تخفيف العبء على المستهلك وأصبح بإمكانه شراء كافة حاجاته اليومية والشهرية في مكان واحد وصالة واحدة قرب منزله أو مكان عمله ،ولم يعد بحاجة للذهاب إلى سوق الحشيش لشراء الخضار ولا إلى سوق التوابل لشرائها ولا إلى سوق الجاج لشراء اللحوم والأجبان.

توفيق عثمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق