حق الطريق الآمن، كتب حسين حميدي:
بُعيد وفاة وإصابة عدد من المواطنين في انهيار جسر المشاة بالسومرية في دمشق سارعت مدونة الشأن العام - سورية للتساؤل حول الأولويات من وجهة نظر شعبية فصوت ما نسبته 56٪ لصالح إلغاء الجسور واستبدالها بالاشارة الضوئية مقابل 35٪ أبدوا رأيهم ببقاء الوضع على حاله مقابل تأمين الجسور وتنظيفها وأختار البقية البقاء على الحياد
وهنا لابد لنا أن نشير أن جسور المشاة الحالية ومهما كانت جهود البلديات لتنظيفها وإنارتها فأنها ستعاني على الدوام من احتماليات العبث والتخريب أو السرقة إضافة إلى أن ارتفاعها في المناطق ذات النشاط السكاني والتجاري الكثيف يحتم تهالكها بشكل متسارع بالإضافة أن الاعتماد عليهم من فئات كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ستكون على الدوام في حدودها الدنيا:
أما الإلغاء واستبدالها بإشارات المرور فهي تعني أن نخلق ازدحامات أكثر رغم حاجتنا لإنسيابية أكبر بدل أن تكون مسابقة لقطع الإشارة الحمراء قبل أن تصبح مضيئة
أرى من باب الفائدة المتبادلة أن تبادر المحافظات إلى وضع خطط إنشاء أنفاق المشاة كما حال نفق السريان في حلب ونفق البرامكة المجاور لجامعة دمشق والفوائد المتراكمة:
- أرضية الأنفاق أكثر صلابة واستقرار لمرتاديها
- حماية طبيعية أكثر من العوامل الجوية كلهيب الشمس الذي يغلي مساند مدرجات الجسور والمطر الذي يطفو على صفائح الحديد
ـ يمكن تصميم سطوح/منحدرات مستقرة تلائم ذوي الاحتياجات الخاصة وهي الفئة التي تغفلها الإدارات المحلية في المحافظات
ـ توفير محال حجرية تحت الأرض بدلاً من إعطاء رخص أكشاك الألمنيوم والحديد التي تمنح لعدد من الفئات لتتموضع في ساحات غير نشطة، وهذه المحال وبدلاً عن دفع الضرائب ستكون مسؤولة تماماً عن حالة النظافة العامة وإضاءة النفق
ـ الحالة الجمالية للشوارع ستبدو أفضل دون هذه الجسور التي غالباً ما يكسوها الصدأ وإعلانات تبدأ بالوفيات ورقم للسباك و "الصفوري" ولا تنتهي بإشهار حالة حب تختصر حروف كل منهما ويتوسطهما قلب وسهم !!
لو تحدثنا عن جسور المشاة في حلب ربما لايتجاوز عددها 3، أذكر أن أولهما في اتستراد الصاخور - مطار حلب الدولي وثانيهما في ميسلون ولا أدري عن حالة الثالث الذي ذكر سابقاً أمامي وقد نسيته، وتكاد غير مستخدمة لدرجة أنك لو سألت نسبة كبيرة من الحلبيين عن جسور للمشاة في مدينتهم لنفوا وجودها أصلاً!.
عودة إلى نفق السريان للمشاة فهو يجاور نفق تشرين للسيارات بالقرب من حي محطة بغداد ملحق به درج للمشاة داخل النفق وهي حالة مزدوجة نادرة وربما الوحيدة باستثمار نفق (المشاة+السيارات) في سوريا
إلا أنه للأسف لايزال خارج العمل منذ سنوات طويلة بسبب خلافات مجلس المدينة مع مستثمر محال النفق وكأنه قد تملكها أبد الدهر بما فيها ممر المشاة لا الحوانيت والمحال فقط!! وها نحن على مشارف العام الدراسي الجديد فلم لا يراجع مجلس مدينة حلب الاتفاق المبرم حتى يتمكن طلاب مدرسة الشهيد زياد دباغ من الوصول إلى مدرستهم بأمان
تنويه دُشن النفق 2002 ونحن اليوم على موعد مع السنوية الـ 22 ومضت معظمها دون أي تشغيل فعلي حتى اللحظة مع الحرمان من مردود المحال للخزينة العامة وتحول هذه البقعة لمكبات قمامة وحمامات عامة غير مرخصة !
بالمقابل تخطط محافظة دمشق لإعادة تأهيل جسر الرئيس فلماذا لا تضع بعين الاعتبار لديها التخلص من الشكل اللولبي للدرج واستبداله بدرج طويل على طرفي الجسر وهو ما يتيح لذوي الاحتياجات الخاصة أن يأخذ محطات استراحة في مسار صعود مريح له أو توفير جسر كهربائي مخصص لهم مع عمال يُفرزون بالتناوب 24/24 ليبقى قيد المتابعة وحمايته من العبث أو الاستغلال غير النافع!
*الصورة: نفق السريان وتظهر مدرسة زياد دباغ يسار الصورة
في الصور المتعلقة:
1- جسر المشاة في حي باب الله/الصاخور 2010
2- حالة الحوانيت المجمدة تحت نفق السريان مع حرمان المارة من حق الانتفاع بالنفق الذي شيد لأجلهم
3- جسر مشاة حجري لأربع تقاطعات في أحد البلاد الآسيوية مع مساحة تتوسطه وارتفاع ملحوظ تماما عن مستوى الشارع بدال استخدام الجسور المعدنية إلا أنه أكثر تكلفة .
حسين حميدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق