شاركنا وسيم سعيد دعوته لتكون ثقافة البورصة أكتر انتشاراً في مجتمعنا ، فدوّن لنا:
هذه الأداة المذهلة لتطوير مجتمعنا!
قدّمتُ طلب إجازة ساعية من عملي ذي الثمان ساعات براتب يكفي بالكاد لحد أدنى من المعيشة، وغادرت نحو الفندق لحضور اجتماع الهيئة العامة لأحد البنوك في سورية وأنا أتساءل إن كانت نسبة ملكيتي في البنك قد لا تخولني الدخول أو إن كان هنالك رسوم للحضور؟
لقد ذهلت! ليس لعدم وجود رسوم بل هدية لبقة ومعاملة بذوق رفيع، بل لأنني كنت في الاجتماع أمام تنوع رهيب من الطبقات الاجتماعية ومستويات الدخل، رأيت رجالاً بسطاء كباراً في السن يقفون حول طاولة فارهة يتداولون النقاش بقرارات إدارية بثقافة بسيطة وكلمات شعبية عامة، جلست إلى جانبي سيدة أربعينية بسيطة، علقت بشكل مستمر بصوت منخفض على جميع المداخلات بكلماتها العامة.
المذهل في الأمر، كيف تحول اهتمام هذه السيدة مثلاً، من شؤون حياتية بسيطة مثل العلاقة بالجيران والشؤون المنزلية، واهتمام الشباب والكبار، غير المعتاد، إلى ثقافة مالية استثمارية تناقش وتفكر وتنتخب أصحاب الأعمال.
قمنا بالتصويت على قرارات الاجتماع، وكذلك انتخاب مجلس الإدارة الجديد، وبكل شفافية تم فرز الأصوات أثناء الحضور وإظهار النتائج أولاً بأول حتى تبينت بالكامل، بشكل حضاري منمق بالرقي.
ماذا لو أصبحت البورصة ثقافة أكثر انتشاراً؟ لقد شاهدت بالاجتماع طفلاً يحمل ورقة التصويت وكأنه ورث أسهماً، ماذا لو بدأ الشباب ببداية العشرينات بالتفكير بمن ينتخبون لمجلس إدارة شركات ضخمة مثل البنوك والشركات الكبيرة وغيرها من الشركات في سوق الأسهم بدلاً من التفكير بسهرات النرجيلة الطوال كمسرح لتحقيق الذات لهم؟
ماذا لو فكر الشباب بكم سوف يربحون من استثمار بقيمة 500 ألف هذا الشهر لو وفروه من المصروف بدلاً من مشوار المول أو الموبايل الجديد؟
ماذا لو بدأنا نسمع نقاشات بين النساء بصبحية الجيران بمن منهن مقتنعة بشراء أسهم في تلك الشركة الذي سوف توزع أسهماً مجانية؟ أو التي تريد الدخول في شركة الاسمنت الجديدة وإن كانت مربحة برأيهن أم لا؟ أو رأيها في الاستثمار منصة الخدمات الإلكترونية الجديدة التي ستقدم خدمات مالية للطلاب وكيف ستؤثر برأيهن على الخدمات المالية للطلبة السوريين؟
ماذا أحتاج للبدء في هذا المجال؟ تحتاج لتنصيب تطبيقين اثنين على هاتفك المحمول: تطبيق البنك الذي تتعامل معه وتطبيق شركة الوساطة المالية التي تريد التعامل معها، لن يكلفك ذلك شيئاً، ويمكنك البدء بالاستثمار بمبالغ بسيطة يمكن توفيرها من الراتب الشهري أو نسبة من دخل إضافي.
ما هو الأهم؟ سوف يعاد ترتيب ذهنية عموم الناس على سماع كلمة المليار بدلاً عن المليون وعلى المشروع الكبير بدلاً عن المشروع الصغير!
تغير في الذهنية، معارف جدد يتعرفون عليهم في مجتمعهم الجديد من المتداولين والمستثمرين في سوق دمشق للأوراق المالية، نقاشات أوعى، وطموحات أجمل!
وسيم سعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق