أعيدوا الشبكة والانترنت، المشكلة ليست مجرد بكالوريا،
دوّن وسيم سعيد
ألا يبدو قطع الاتصالات بوقت امتحانات البكالوريا حلاً سهلاً يؤخر وجود حل حقيقي (نقدم رؤيتنا له في هذه التدوينة)؟
مرّت سنوات طويلة قضيناها بدون اتصالات بوقت امتحانات البكالوريا دون أن تنجح التربية بأي برنامج تربوي علمي ممنهج وواقعي لاستعادة السيطرة على الامتحانات رغم الكثير من المحاولات المشكورة التي نشعر بها، ومنها قطع الاتصالات.
نذكر السادة في مجلس الوزراء بأنه لدينا في سورية هيئة حضارية متقدمة هي هيئة الاعتمادية، رجاءً! قوموا بالتنسيق لتفعيل هذه الهيئة، تفعيلاً جذرياً يؤدي إلى تعديل الشكل الحالي للباكلوريا لأنه من الواضح وجود مشكلة،
دمج وزارتي التعليم العالي والتربية بوزارة واحدة للتعليم، ودعم صلاحيات دور هيئة الاعتمادية لتمنح اعتمادية مراكز امتحانات معتمدة لاجتياز الثانوية العامة بمحتوى علمي موحد ومرجعي في أوقات ربعية على مدار السنة (وتفعيل القطاع الخاص بهذا المجال).
هذا سيقود لإلغاء فكرة المفاضلة المجحفة بحق مستقبل وتطلعات شبابنا، فالمفاضلة هي من تقرر مجال الشاب وليس ما يرتأيه في السوق وهذا دمّر التعليم عندنا، في حين أن العالم كله أصبح يستخدم السيرة الذاتية والطلبات العامة للتقدم للدراسة الجامعية.
نخاف من حصول الواسطات على البكالوريا من هذه المراكز الخاصة؟ نخاف من الفساد فنقع في فساد أكبر، دعه يصبح مهندساً ولا يحصل على تصريح ممارسة المهنة من النقابة لاحقاً مع تفعيل رقابة هيئة الاعتمادية على الجامعات ومنح الجامعات استقلالية كاملة تنافسية (بديلة عن مركزية وزارة التعليم العالي).
والأهم: دخول خريجين التحقوا بالفرع الدراسي عن رغبة إلى السوق بهذه الكثافة سوف يضع أي غير مؤهلين قدموا (بالواسطة) في موقف سيء بآلية العرض والطلب على الخبرات في ظل رفع مركزية التعليم العالي وتوفير أرضية تنافسية من خلال رفع صلاحيات هيئة الاعتمادية.
أثناء إدارتي لفريق الروبوتيك والذكاء الصناعي في الجامعة، قمت بإضافة سؤال لاستمارة التسجيل: ماذا تدرس الآن وماذا كنت تحلم أن تدرس؟ لم يكتب أي طالب (من بين المئات) أنه كان يحلم بدراسة نفس الفرع الذي يدرسه... افتحوا الشبكة والانترنت، فالمشكلة أكبر من مجرد بكالوريا!
قد نذهب هنا مثلاً لمنح تغطية بتأجيل الدراسة لمدة 6 أشهر أو 12 شهراً للمنتهين من البكالوريا بعد تطبيق تلك التحديثات كلها يشغلها الشاب بالعمل في السوق والتدريب، تسمح له بأن يقرر المجال المهني والفرع الجامعي الذي يريد التسجيل فيه قبل الجامعة وليس التسجيل بالجامعة بعد البكالوريا مباشرةً، فكيف استطاع الطالب أن يقرر حياته المهنية بين ليلة وضحاها؟ (إذا تحققت رغبته أولاً ، وفق النموذج الحالي المجحف من المفاضلة والباكلوريا)
أعيدوا الشبكة والانترنت، المشكلة ليست مجرد بكالوريا
بكلمات أخرى مجدداً: قطع الاتصالات حل سهل يؤخر وجود حل حقيقي.
وسيم سعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق