السيرة الذاتية.. للنجاح

 

كتب عبد الفتاح عوض في صحيفة الوطن:
السيرة الذاتية.. للنجاح
ما السيرة الذاتية للمسؤولين؟ هل تشبه سيرة ذاتية لطالب عمل تلك التي يقدم فيها الشخص نموذجاً معيناً يشرح فيه عن دراسته وسكنه وإذا أراد أضاف قدرته على العمل تحت الضغط والدورات التي اتبعها وغير ذلك من الأمور.
عند الحديث عن السيرة الذاتية للمسؤولين نجد أن الأمر يكاد يقتصر على تاريخ ومكان الولادة والجامعة التي تخرج فيها والمناصب التي تولاها.
السؤال: هل نجح سابقاً في هذه المناصب.. والنجاح له مقاييس يمكن ترجمتها أحياناً بشكل رقمي، وأحياناً أخرى بمعايير التغيير والتطوير التي حدثت في هذا الموقع أو ذاك.
الفكرة بأشد عبارة واضحة.. نحتاج إلى سيرة نجاح للشخص الذي يتولى المسؤولية.. ماذا قدم سابقاً؟ وأين إنجازه؟
هناك صفات عامة للناجحين لا تخفى على أحد، وعطر النجاح فواح، كل من مر بجانبه يشتمّه.. يمكن في كثير من الأحيان إخفاء الفشل والتغطية عليه لفترة من الزمن، لكن النجاح يعلن عن نفسه بأبهى الصور.. فما سجل النجاح لدى الكثير من المسؤولين؟
بمعنى آخر.. المسؤول بحاجة ليكون في سيرته الذاتية تاريخ نجاح أو حتى قصة نجاح.. وحتى الآن لم تتغير آلية اختيار المسؤولين هي نفسها تتكرر بلا تغيير.
لماذا نحتاج إلى سيرة نجاح أكثر مما نحتاج إلى مجرد سيرة ذاتية.. لأن الناجح لا يقبل الفشل.. فالمسؤول الذي لديه قصة نجاح قادر على تكرارها ويستطيع أن يعرف طريقه إليها مرة أخرى.
بينما عندما يجد شخص ما نفسه قد أصبح مسؤولاً بلا إنجاز في حياته المهنية فإن ذلك يجعله يؤمن أن وصوله للمنصب يحتاج إلى أشياء أخرى غير النجاح.
المسؤول الذي لديه قصة نجاح يختار حوله من يساعده على النجاح.. على حين المسؤول الذي لم يذق طعم النجاح في مسيرته فإن أكثر الأشخاص الذين يكره وجودهم هم الذين لديهم «نية» النجاح.
المسؤول الذي لديه قصة نجاح يجمع الناجحين حوله، في حين من لا يملك ذلك يختار من يشبهه.
السؤال من الذي يحدد إن كان هذا المسؤول نجح أو أخفق؟
يأخذ السؤال مشروعيته من أن عوامل النجاح غير متوافرة وأن من يمر يوم في وزارته أو مؤسسته على خير فهو ناجح.
الناجح يسلم الجهة التي يتولاها أفضل مما استلمها.. في الاقتصاد والخدمات والفكر والإعلام وكل قطاع هناك مؤشرات رقمية تعلن عن نفسها.
لكن مادام لا يوجد تقييم ولا يمكن معرفة الناجح من الفاشل فكله عند العرب مسؤول!!
أقوال:
-النجاح هو سلم لا يمكن تسلقه ويدك في جيبك.
– لو كان مصعد النجاح مُعطلاً، يمكن استخدام السلم درجة درجة.
– لا تدع النجاح يصل إلى رأسك ولا تدع الفشل يصل إلى قلبك.
– النجاح سعادة متحركة.
عبد الفتاح العوض
صحيفة الوطن السورية
15/5/2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق