فكّر بالسوريين في لبنان، وأوقف الفتنة عندك!


 فكّر بالسوريين في لبنان، وأوقف الفتنة عندك!

منذ أيام تسود حالة من الشحن والتوتر بين بعض السوريين واللبنانيين اثر جريمة حدثت على يد متورطين يحملون الجنسيّة السورية في لبنان.
لقد تتالت ردود الأفعال العُنصريّة من بعض اللبنانيين الذي قاموا بالاعتداء أو التهديد بالاعتداء أو حتى التهجم اللفظي والشتم ولم يتوقفوا عن نشر خطاب كراهيّة عبر المواقع الاجتماعيّة يُطالب السوريين في لبنان بالخروج من لبنان وعدم التجول وإغلاق المجال والمصالح التجاريّة العائدة لهم في بعض المناطق.
ولأنّ خطاب الكراهية بدأ يتنامى وينتشر بشكل واسع فإننا نودُّ ايضاح نقاط متعددة يُمكنكم نقاشها بالمنطق وليس بالعاطفة فقط.
- ليس اللبنانيون من يعتدون ويهدّدون السوريين هُناك، بل هم بعض اللبنانيين.
- ليس للمُتعدين طائفة مُحددة، إنهم ينتمون للجميع، وإن كان الأكثر تجرّءاً منهم ينتمون لأحزاب اليمينّ المسيحي.
- نعم اللجوء السوري يُشكل أزمة عميقة للدولة والشعب اللبناني، بل يُشكل أزمات مُتراكبة ومعقّدة وهذا اللجوء طال كثيراً.
- نعم اللجوء السوري في لبنان يُشكل ضغطاً اقتصاديّاً هائلاً على السوق اللبنانيّة، وكلّ الإدعاءات المُجتزءة عن عكس ذلك لا تُشكل الحقيقة.
- لو أنّنا شاهدنا العشرات بعتدون بالضرب أو المئآت يطلقون الشتائم إلّا أنّ الملايين من اللبنانيين لايوافقون على هذا بل ويُدينونه.
- نعرفُ أنّ عدداً جيداً من حوادث خرق القانون والجرائم سجلها سوريون إلا أنها نسب طييعيّة لأكثر من مليون سوري في بلد يُعاني من أزمات معقدة، ليس كُلّ سوري هو مُدان.
- السوريون في لبنان ليسوا كتلة واحدة، هُناك من يعيش منذ عشرات السنين بحكم العمل وآخرون بحكم العلاقات العائليّة وبعضهم لأسباب دراسيّة وبعضهم سياسيّة وبعضهم بحكم الحدود التي قررتها دول أوروبيّة قبل أكثر من قرن فقُسّمت البيوت والقرى والبلدات اعتباطيّاً.
- ليس هُناك حل سحري لأزمة اللجوء السوري في لبنان، هذا يحتاج لانفتاح حكومتي البلدين بشكل حقيقي أولاً وحوار بين مختلف القوى السياسيّة في بلد لا رئيس لديه ولا حكومة منذ مدّة جيّدة!
- لقد وقع اللاجئون السوريون في لبنان رهينة لتجاذبات سياسيّة ومدنيّة، بعض الأحزاب اللبنانبّة استغلّت اللاجئين بغية احراج السلطة في سورية وهناك منظمات مجتمع "مدني" كانت وماتزال عوناً في ذلك.
- لاتجعلوا مشاهد العشرات من الأرذال الذين يعتدون على السوريين تُنسينا أنّ لبنان استضاف الحصة الأكبر من لاجئي الحرب في سورية رغم الأزمات التاريخيّة المُثقل بها.
- لاننسى أنّ لبنان واللبنانيون كانوا بوابتنا الوحيدة إلى العالم في سنوات مرّت.
- لبنان ليس المحافظة ال 15 رجاءاً توقفوا عن هذه المقولة الساذجة، فنحن لانرضى ولو مزاحاً أن يقول أتراكٌ هذا عن حلب مثلاً!
- لاتقف معنا طائفة أو حزب أو سواها، الضامن لأمن السوريين هي الدولة اللبنانية والأجهزة الأمنيّة، كُلّ التخيلات الأخرى تجعلنا وقوداً لنزاع أهلي جديد هُناك.
- من استطاع من السوريين العودة فليفعل، ومن استطاع المغادرة فليكن، ستزداد الاحتكاكات ومستقبل لبنان ما زال قيد التفاهمات التي قد تطول.
- لاتدعوا العنصريين يجُرّونكم إلى نقاشات تافهة، لاتتبادلوا الشتائم معهم وأنتم منتشرون، ساعدوا عائلة على العودة أفضل من اذكاء الكراهية في المواقع الاجتماعيّة.
- لاتقنعوا أنفسكم بأنّ اللاجئين في لبنان مستفيدون حالياً من أموال المنظمات ودعمها، إنهم يعيشون في ظروف قاسية وبعضهم في مخيمات لا انسانيّة.
- السفارة السورية ممثليّة دبلوماسيّة لاتملك جهاز أمني أو فصيل أو جيش، ولاتستطيع فعل الكثير، هذه مسؤوليّة الدولة اللبنانيّة وحدها.
- الحكومة السورية مطالبة جداً بأن يشغلها هذا الملف وهؤلاء المواطنون وعليها أن تجد طرقاً وتفتح مسارات حواريّة حقيقيّة وأن تُبدي مرونة في التعاطي مع هذه المسألة الخطيرة.
- هُناك عشرات الآلاف موجودون بطرق غير نظامية ودخلوا إلى لبنان تهريباً عبر الحدود، ولذلك تختلف اجراءات الأجهزة الأمنية بالتعاطي مع بعض السوريين بحسب حالتهم القانونيّة.
- رغم كلّ ما تسمعونه، فقد كان اللبنانيون متسامحون جداً مع عشرات الآلاف ممن لايحملون أي أوراق قانونيّة رغم أنّ تجديد وإصدار هذه الأوراق خضع أصلاً لاعتبارات سياسيّة لكن لايوجد دولة تحتمل هذه الأعداد من المُخالفين لقوانينها.
- لا داعي لتبادل منشورات عنصرية لاقيمة لها عن الجذور والأصول، عائلات لبنانيّة بكاملها تحمل جنسيتنا وعائلات سورية تحمل اللبنانيّة، نحنُ لسنا أصل الكوكب والحضارة بل جزء منهُ فحسب.
- أوقفوا الفتنة عندكم، لاتشاركوا منشوراً أو فيديو صنعهُ أحدُ التافهين ليجُركم إلى نزاع في كلّ منصة، إن الغالبيّة اللبنانيّة العظمى تُدين وتغضب وترفض أفعال الأرذال وهم يمارسونها مع بعضهم في أكثر الأحيان

وسيم السخلة
مدونة الشأن العام - سورية
*الصورة: سوريون يُشاركون في الانتخابات الرئاسيّة في السفارة السورية ببيروت أيار - 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق