لماذا نحتاج لانتشار ثقافة الإستشارة القانونيّة ومراجعة مكاتب المحاماة؟


 لماذا نحتاج لانتشار ثقافة الإستشارة

القانونيّة ومراجعة مكاتب المحاماة؟
المحامي عبد الفتاح الدايه
المحاماة ليست كالشركات التجارية هدفها الوحيد هو العمل بقصد جني الأرباح وكسب الأموال، هناك جوانب أخرى عديدة ونبيلة، ونحن نعتقد أن تبني الصورة الخاطئة عن المحاماة عند الغالبية العظمى والعزوف عنها، (يساعدهم على تبني هذا التصور الخاطئ الكثير من المبالغات وبعض الافتراءات في الدراما والمسلسلات عن المحامين والمحاماة وانتهاء تطبيق القانون في المحاكم والبلاد! ) هذا العزوف عن المحاماة وهذا التصور الخاطئ المعمم بدأ يشكل خطراً على حقوق الناس وعلى تحقيق العدالة في المجتمع بشكل عام.
هناك حقوق تهدر بالكامل نتيجة هذا العزوف أو نتيجة تأخر المطالبة به!
يجب تغيير الصورة النمطية والخاطئة والمعممة عن مكاتب ومهنة المحاماة على أنها مكاتب تجارية ربحية لا تهتم بالتفريق بين الحق والباطل! دون أن نبالغ ونعتبر أن المال والاتعاب أمر مهين أو أنه خارج يجب أن يكون خارج اهتمام المحامين! فالمحاماة رسالة ومهنة والاتعاب حق.
هذا أمر طبيعي للغاية واذا أيقنا هذه الحقيقة ستصبح الأمور على مايرام!
لستُ في موقع الدفاع عن المهنة والزملاء فلا يوجد أصلاً تهمة والأمر لا يعدو عن كونه بضع تجارب سيئة للبعض لسبب ما أو تصرفات فردية سلبية من المشتغلين بالقانون!
ولكن من الظلم التعميم على جميع رجال القانون الذين يمارسون مهنة عظيمة كالمحاماة أن هدفهم المال بصرف النظر عن الحق أو الطريقة، أو أنه يغلب على نواياهم توجهات غير طيبة. فالمهنة كباقي المهن الأخرى ولأجل ذلك هناك قوانين تنظم مهنة المحاماة وتعاقب على أي سلوك سلبي أو تقصير من المحامي! مجدداً أقول: كباقي المهن والنقابات الأخرى.
الأصدقاء الأعزاء..
الكثير من الاستشارات التي ترد إلينا، سواء الإستشارات عن بُعد أو من خلال زيارات المكتب، ترد بعد أن تصرف الموكل من تلقاء نفسه أو بناءً على مشورة أشخاص من غير أهل الاختصاص. وربما تأخر أو رفض اللجوء للمحاماة نظراً لهذه التصورات الخاطئة التي تحدثنا عنها سابقاً، لذلك كان لابد من هذه التدوينة لانوه لحضراتكم من موقع المطلع والممارس للمهنة أن الاستشارة قبل التصرف لا تقل أهمية عن الاستشارة بعد التصرف وأن فيها حفاظاً على الحقوق واختصاراً للتكلفة والوقت.
ولذلك ننصح دوماً بمراجعة مكاتب المحاماة فقد آن الأوان لانتشار هذه الثقافة في مجتمعنا كما هو حالها في المجتمعات الغربية التي غالباً ما نثني على كل شيء لديهم ومنهم! والأمثلة كثيرة في المحاكم ومكاتب المحاماة على نجاح من لديه المشورة القانونيّة الصحيحة قبل التصرف كما أن الأمثلة أكثر عن الصعوبات التي يواجهها الموكل والمحام والقضاء بشكل عام بعد التصرف أو في حال قرر التخلي عن المحاماة واللجوء للقضاء!
*للمزيد من المحتوى القانونيّ تركنا لكم رابط صفحات مكتب الدايه للمحاماة والتحكيم والاستشارات القانونيّة في التعليق الأول
عبد الفتاح الداية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق